تغطية خاصة – زياد نجيم يصرّح :الرئيس ميشال عون خيّب آمالي وأطالب سمير جعجع بإضافة صورة رشيد كرامة الى صور الشهداء

حلّ الاعلاميّ الدكتور زياد نجيم ضيفاًعلى البرنامج الحواريّ “لألأة” من تقديم “طارق سويد” على قناة ال “او تي في” مساء أمس.

أولا عندما علمت بحلوله ضيفا على “لألأة” استغربت، لأنّ البرنامج كما اعتدنا عليه، فكاهي، خفيف، يستضيف النجوم بهدف الدردشة واللألأة، وامتاع المشاهد بتقديم مادّة سلسة و بسيطة ولكن، تحوّل برنامج “لألأة” ليل أمس الى برنامج حواريّ من الطراز الرفيع، ولأول مرّة أشاهده بهذا الحلّة التي أضفاها طبعا الاعلامي زياد نجيم. هذا الرجل الحنون والطيب والانساني الى ابعد الحدود ، الجريء، وعندما أقول جريء، لا أعني الجرأة المصطنعة أو تلك التي يعتمدها المئات من المشاهير في حواراتهم لاستقطاب المشاهدين، انّما جرأة من نوع آخر، جرأة وصراحة نابعة من أسلوب حياة، و فكر عميق، وثقافة واسعة، فزياد نجيم مثقّف من رأسه حتى أخمص قدميه، محنّك، ولا يخاف، بل يقول ما يجول في خاطره دون تملّق، ودون “روتوش”، ويعبّر عن آرائه، غير آبه بالكاميرا ولا ببروتوكول الحوار التقليدي …

انتقد زياد نجيم الحالة السياسية والثقافية التي نعاني منها في مجتمعاتنا، وأعرب عن توجهاته وآرائه بثقة عالية، متحديا كل الأعراف والتقاليد وحتى الأديان. هو رجل علمانيّ ولديه أولويّات خاصّة به وحده، قد لا نتفق معه وقد نرفض بعض أفكاره، ولكننا لا نستطيع الّا أن نبدي اعجابنا به، وبشخصيّته الحدّة اللطيفة في آن، وبجرأته وثقته بقدراته…فهو رجل يصارع المعلوم، ويرفض الاستكانة، وقد يستفزّ الكثيرين خاصة في آرائه السياسية والدينيّة…ولكنّه مختلف، وكم من الجميل أن نقبل الاختلاف…وأن نتسمّر أمام الشاشة الصغيرة، لننصت بآذاننا وعقولنا وأرواحنا لما يقول، وما يعلن!

تضّمنت الحلقة الكثير من التصريحات الناريّة والجريئة جدا، وددنا أن ننقلها اليكم بحذافيرها، لأنّه من الممتع أن نكتشف الآخرين وأن نتعلم منهم ما نريد أن نتعلّم، وأن نرفض ما لا نتقبّل وما يعارض اعتقاداتنا وتوجهاتنا:

في الدين قال:
-ان لم أكن مؤمنا كالبطريرك صفير و المطران عودة، فهذا لا يعني أنني لست مؤمنا!
-ان لم أضع صليبا على صدري، لا يعني أنني قليل الايمان، بل ايماني في داخلي، في قلبي فقط…أمّا من يدّعي المعرفة فهو أكثر من لا يفقه شيئا
-يسوع انسان مهمّ، ولكن هناك الكثير من نقاط الاستفهام حول حياته! وأتمنى الا يستاء منّي أحد…الدين معاملة وأسلوب حياة وليس كتبا دينيّة وكلاما منزلا فقط
-أنا متشائم بنظر المتفائلين، وملحد بنظر المؤمنين، ولكن من قال أنّ المومنين أقرب مني الى الله ان كان موجودا!!
-عندما يقوم ممثلي الأديان ببيع ممتلكاتهم ومجوهراتهم التي تثقل كاهلهم وتقديمها للفقراء، سأقصدهم وأخدمهم على طاولتهم!

في الحياة والعلم قال:
-الحمار ” نيّالو” لأنه لا يعرف ما ينقصه، أمّا الذي يعرف القليل، يعاني من القلق لأنّ هناك أمورا كثيرة تنقصه، ولا أحد يعلم كل شيء، ان علمت شيئا، غابت عنك أشياء
-عمري 51 عاما، ولا مشكلة في اعلان الأمر، وعندما كنت في سنّ الحادية عشر عملت على بسطة مثلجات في احدى المراكز التجارية المعروفة من أجل تأمين مصروفي خلال فصل الصيف الا ان عملي اقتصر على ساعات لانني مللت بسرعة
– أكثر ما آلمني في حياتي كان اصابة والدتي بمرض “الزهايمر” ، وأذكر أنّها لم تكن تعي ما يحصل من حولها، حتى عندما تعرّضت لحادث السير المروع في العام95 والذي كاد يقضي على حياتي، لم تكن في وعيها الكامل دخلت الى غرفتي في المستشفى وابتسمت وبالكاد استوعبت ما حصل معي!
– ولدت ثلاث مرّات في حياتي : اول مرّة عندما ولدتني أمي ، المرّة الثانية عندما بلغت السادس عشرة حين قرّرت ان أكتشف الحياة وأجد هوية لنفسي والمرّة الثالثة في العام 95 حين نجوت من حادث السير بأعجوبة وعدت من الموت الذي رفضني.
-موضوع الجنس كان أمرا كبيرا وخطيرا في السابق، ولا أذكر أنني كنت أتناقش مع والدي في الأمور الجنسية أبدا، بينما أعتقد أنّ الجنس يحرّر جسد وروح الانسان ولا علاقة له بالحب !
-الحقد والغيرة لا يقتلان الا صاحبهما، ولمن ينتقدني ويحاربني أقول: “أغفر لهم يا أبتاه، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون!”
– أخاف من الشيخوخة المعنوية وليس من الشيخوخة الجسديّة
– هناك من قام بحرق عظام “جبران خليل جبران” وأود أن أجد تفسيرا للحادثة، فما داعي القيام بذلك؟ وما هذا الوطن؟
-أحزن على وطني لأنه فريد من نوعه، وهذا ما يدفعني الى الكلام حول الفساد المستشري فيه بغضب
-التركيب الجيني للبشر يدفعهم الى تعداد العلاقات الجنسية، وأنا لست “معمولا” للزواج كما أعتقد، وان كانت زوجتي تريد فعلا ان تمارس الجنس مع غيري ولم تفعل، فهذا يعني أنها “هبلة” لأنّها تخون بذلك جسدها…وطبعا هنا لم يعني زياد الأمر بشكل مباشر، وانّما أراد التركيز على حرية الشخص في القيام بما يريد طالما أن ذلك في العلن، وننوه أن زياد ليس متزوجا!
– ان كان النجاح يعتمد على نسبة متابعة الجمهور لبرامجي، فهذا يعني أنني غير ناجح، ونسبة المشاهدة كذبة كبيرة، تطلقها شركات الاعلان والانتاج بهدف رفع الفواتير و زيادة المتابعة!
-ثقافتنا قائمة على الكذب والمواربة
– أنا لست ضد المثلية الجنسية، لأنها موجودة وأمر واقع، بينما أرفض التعدّي على الأطفال والقاصرين والمعوّقين فكريّا
-ارى أن برنامج “أحمر بالخط العريض” برنامج راق، وانّ مالك مكتبي ابن عائلة، ولا يكثر من الكلام، ومثقف…وقد يكون برنامجه مشابها لبرنامجي “الشاطر يحكي” ولكننا كلّنا متشابهون ولا يخلو الأمر

أمّا في السّياسة، حيث كان أكثر من جريء، وحيث عبّر عن آراء كل مؤمن بهذا الوطن، وكل منتفض على البؤس والكفر السياسي الذي يحصل في لبناننا فقال:
– كل الفرق السياسية من 14 آذار الى 8 آذار الى 11 آذار وغيرها، كذبات كبيرة، وكلّهم يلعبون على المستضعفين والمساكين في هذا البلد
-وجّه لأمين عام حزب الله “حسن نصرالله” بعض الأسئلة منها: لم تحوّلت المقاومة من لبنانية الى مقاومة اسلاميّة شيعية؟ ولم لم يخبرنا عن الدلائل التي بحوزته الى اليوم، ولم يظهرها مباشرة بعد اغتيال الرئيس الحريري؟!ا
أمّا لرئيس حزب القوات اللبنانية “سمير جعجع” فقال: تنشرون صورا على الطرقات لعدد كبير من الشهداء، ولكن لم لم تضعوا صورة الشهيد “رشيد كرامة”؟!
-اما لرئيس التيار الوطني الحرّ الجنرال  “ميشال عون” رفض بداية تسميته بالجنرال وأكّد على انه رئيس حكومة سابق الا انه قال: أعاني من خيبة أمل كبيرة، بعد زيارته لسوريا، لأنه لم يجدر به القيام بذلك…فاستطرد طارق قائلا له: ” ولكنّ سوريا خرجت من لبنان” فردّ عليه زياد قائلا:” خرجت برأيك، ولكنّ الاستخبارات السورية موجودة، كما الاستخبارات الاسرائيلية والأفغانية وغيرها!
-الوزير “زياد بارود” أنظف من النظافة، ولكنّهم لا يسمحون له بأن يغيّر موقع عنصر في الأمن…والفساد مستشري في كل القطاعات!
– أنا ضد تنفيذ حكم الاعدام ب “صدام حسين” لأنني أصلا ضد الاعدام، ولكن كان عليهم أن يبقوا الطاغوت سجينا طوال عمره
– وليد جنبلاط حرّ في آرائه وتحوّلاته، ومن يراشق النّاس بالحجارة، عليه أن يمتلك مرآة ليرى نفسه
-كل زعمائنا يعانون من أيد خارجية تثقل أكتافهم، كلّهم من دون استثناء
– ثلاث ارباع الاعلاميين السياسيين يحصلون على المال من المخابرات المحلية والدولية، وكذلك من القادة، وبعضهم “مشلوحون” على أبواب الوزراء والرؤساء، وبعض الاعلاميين يتصل بهم الزعيم ويقول لهم بالحرف :” تعا ولا”، ويلزمهم بطرح موضوع ما وتخصيص حلقة لأمر ما
– لا علاقة ولا صداقة مع “مارسيل غانم” ، كما أنّه لا خلاف بيننا لأننا أصلا لا نلتقي، كما أنني أتابع بعض حلقات برنامجه “كلام الناس”، خاصة تلك التي تشدّ انتباهي
-حول رئيس الوزراء “نبيه برّي” قال: هو الممثل الأقوى، لأنه يضع الجميع في جيبته الصغرى، وأفضل مشاهدته على مشاهدة “ايفا مانديز المثيرة جنسياً ” لأضحك وأتمتع برؤيته “يدولب” الجميع!
– كما أنه اعلن عن حبّه واحترامه لكل من رئيس الجمهورية اللبنانية “ميشال سليمان”، ماغي فرح، ميشال المرّ، وليد عبود، رياض شرارة، مي شدياق التي وصفها بالجبل وبأنها دفعت فاتورة غيرها، كذلك بالاعلامي “نيشان” وأعلن أنهما صديقين وأنه يحب أسلوبه في العمل رغم اختلاف الستايل….ولكنّه رفض التعليق على كل من الياس الهراوي، الشهيد بشير الجميل، نبيه بري، مريم نور، سمير جعجع، حسن نصرالله، وتساءل حول اسم رئيس الجمهورية السابق “اميل لحود” قائلا:” هل يعقل أن ننسى أنّ عدد كبير من معارفنا أهين أمام قصره؟”، وحول الرئيس الشهيد رفيق الحريري قال بأننا لن ننسى قضية “السوليدير” وتهجير الناس من منازلهم!…كما أكّد أنه يشتاق الى “خليل الخازن” والذي قضى في حادث سقوط الطائرة الأخير في لبنان، وأعلن بحرقة أنه بمثابة الأخ وبأنه خسره.

أمّا في الفن، فقال زياد نجيم:
-يمكنك أن تحبّ فيروز، وأن تحبّ في آن شذى حسون، نانسي عجرم، دينا حايك ووائل كفوري مثلا
-صوت فيروز أكثر من ملائكي وربما الهي، ولكنني لا أحب الجديّة المبالغ فيها وبعدها عن النّاس…وهي ليست سفيرتنا الى النجوم، لأنّ هذا اللقب يعطيها هالة قد لا تكون قادرة على تحمّلها…وكنت أتمنى أن أراها أقرب الى الناس كالكبير فيليمون وهبي، ونصري شمس الدين، و الكبير عاصي الرحباني

أعود وأكرر، أنّ تصريحات نجيم ان في السياسة أو الدين، أو حتى الفنّ، قد تزعج الكثيرين…ولكنها آراؤه وهو حرّ في الادلاء بها، فلكلّ منّا توجهاته وآراؤه التي يحق له الاعتراف بها، ويكفي أنّه رجل واع ويتمتع بعقل رزين، وفكر عميق اكتسبه من أرضه ومنشأه وعائلته، ومن خبرة طويلة ناتجة عن تجارب في عالم الاعلام والطب، ناهيك عن التجارب الحياتيّة اليوميّة!…أخاف عليك “زياد نجيم” من متحجّري العقول، ومن الخراف في هذا البلد، أولائك الذين يتبعون الزعماء “عالعميانة”، وأخاف عليك من الفساد القاتل في مجتمعاتنا العربيّة، ومن فئة لا تقرأ، ولا تفهم، ولا تعي ما تقول والى ماذا تلمّح!

وأخيراً نثني على جدّية مقدّم البرنامج طارق سويد بالامس وقدرته على مجاراة الدكتور زياد نجيم فهذا بحاجة الى درجة عالية من الثقافة وسرعة البديهة ومعرفة قوية بتاريخ زياد الحواري فهو رجل استثنائي وبحاجة الى محاور استثنائي وكل من حاور زياد نجيم يعلم جيداً انه أمام عملاق في الفكر والثقافة والانسانية والحوار معه شيق وشاق في آن …

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com