بعض المواقع الخليجية أفلست فلم تجد سوى فنانات الخليج القديرات لتسيء لتاريخهن وموهبتهن وخبرتهن أمام الفنانات الشابات

 فعلاً فإنك عندما تسمع بأن عدد من الوسائل الإعلامية تكتب لتعبئ مكان وتصنع خبطة، ضاربة بعرض الحائط القيم التي تنتهكها والخطوط التي تتجاوزها فإن هذا كلام سليم مائة بالمائة نتأكد من صحته كل يوم وعلى عدد كبير من المواقع الفنية.

فباعتقادي أن هناك بعض الصحفيين “وأشك في أن لقب صحافي يليق بهم” يستيقظون صباحاً مفلسين ليس عندهم ما يكتبوا عنه فيقلبوا بين صفحات الفنانين الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي أو يقلبوا الصحف والمواقع الإلكترونية أو يقوموا بعمل عدد من المكالمات الهاتفية السريعة لصنع موضوع وخلق جدل وتحقيق نجاح باطل مبني أساساً على الإساءة للناس والكتابة عن أي شيء دون النظر إلى الأسماء التي يتم تناولها ومدى احترام الجمهور ومحبته لها.

ففي حين أننا نرى الإعلام العربي يكرم فناناته القديرات ولا يمس بمكانتهن و أسمائهن أمام أي موهبة شابة حتى ولو كانت هذه الموهبة هي موهبة المواهب لأن المقارنة أصلاً غير متكافئة وغير مسموحة ففي المقابل نرى بعض الأقلام المستفزة في الصحافة الخليجية تكتب عن أسماء لامعة لفنانين وفنانات كبار في الخليج العربي والغرض تلميع أسماء فنانات شابات ربما لم يطلبن ذلك ولكن جمهورهن هو المطلوب.. أي أن المستهدف من مثل هذه المواضيع هم جمهور الفنانين والفنانات الشباب، ولكن للأسف فإن كل ذلك على حساب كبار الفنانين !

ففي موضوع مستفز على أحد أكثر المواقع جماهيرية بالخليج تم زج اسم شجون الهاجري (وطبعاً لما تتمتع به من جماهيرية كلنا نعرف حجمها) في مقارنة مع الفنانة القديرة هدى الخطيب والتي وصفها الموقع بـ (الستينية التي تفوقت عليها الهاجري رغم خبرتها الطويلة) وطبعاً جاء زج الاسمين سوياً بطريقة مستفزة وبليدة هدفها إشعال النار بين جمهور الفنانتين التين لا يمكن المقارنة بينهما بأي شكل من الأشكال لا من ناحية الخط والعمر الفني و لا الموهبة ولا الخبرة ولا عدد الأدوار ولا مقدار تنوعها ولا أي شيء كان.. لأنك عندما تقارن بين نجومية الهاجري والخطيب وتفوق إحداهما على الأخرى فكأنك تقارن بين جبل عتيق قديم قوي وبين تل ما زال صغيراً ربما يحب الكثير من الناس زيارته ومشاهدته وتسلقه ولكنه مازال تلاً تنتظره الكثير من عوامل التعرية لنعرف مع الزمن إن كان سوف يزول أم سوف يظل تلاً أم ستحوله الأيام إلى جبل شامخ قوي..

وبعد المقارنة المحزنة والمستفزة بين شجون الهاجري وهدى الخطيب جاءت مقارنة أخرى غريبة عجيبة بين الفنانة الشابة فاطمة الصفي والفنانة السعودية القديرة مريم الغامدي.. وطبعاً المقارنة منتصرة وعلى عمى للصفي متجاهلة كل إنجازات وتاريخ وخبرة الغامدي..

وما يزيد القارئ غضباً من هذا الموضوع المشين هو تلك المبررات التي أُلحقت في آخر المقال لمدى النجاح الذي تحصده فنانات الخليج الشابات والذي أوشك على إسقاط فنانات الخليج القديرات .. حيث جاء التعليل بأنّ نجومية الممثلات الشابات أتت بسبب انفتاح مُشاهد اليوم عن مشاهد أيام زمان، وامتلاكهن الموهبة مقابل غيابها عند الممثلات الستينيات !

لا يسعني كصحفية سعودية أولاً و خليجية ثانياً سوى أن أنادي برد اعتبار فوري لفنانات الخليج القديرات اللواتي تعرضن لإهانة قلم مغمور لم يفهم بعد بأن نجاح الحاضر سببه أصالة الماضي، ولن نسمح أبداً بأن تكون أسماء فنانات الخليج العظيمات الأوائل مادة لشخص لا يهمه سوى التربح والتكسب وعمل جدل بمقارنات سطحية و غير منطقية تهز بكيان الفن الخليجي وتجعله عنوان للاستهزاء والتطاول.

وكلي يقين بأن الفنانات الشابات الخليجيات يرفضن مثل هذا الموضوع جملةً وتفصيلاً وسيشكلن خط الدفاع الأول إذا ما علمن بمقارنة مماثلة لأنهن يعلمن جيداً بأن المقارنة هنا غير مسموحة أبداً وليست في مصلحتهن ومصلحة مستقبلهن الفني على الإطلاق.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com