خاص – ماريو باسيل يؤكد لبصراحة ان لا خلاف ابداً مع فادي رعيدي.. وهل سيطل في موسم جديد من “الليلة جنون”؟
يارا حرب: في ظل كل ما نعاني منه من مآسي وتفكك على مختلف الأصعدة والمستويات، لا يزال هناك من يؤمن بأهمية زرع الفرح والضحكة والأجواء المسلية، وهكذا يستمر الفنان ماريو باسيل بإنتاج وتقديم ال comedy night على مدى سنوات متتالية ومن نجاح إلى آخر…
وهذا العام كان الجمهور اللبناني والعربي على موعد مع comedy night 300 التي بدأت تعرض منذ أشهر في playroom محققة أصداء مميزة وإقبال جماهيري مهم… وهذا ليس مستغربًا فعلى مدى ساعة و 45 دقيقة يجعلك ماريو باسيل وطوني أبو جودة، وهشام حداد، وجنيد زين الدين وتاتيانا مرعب تعيش الواقع اللبناني والأمور الراهنة بضحكة رغم قساوتها، وبتسلية رغم بؤسها!
واللافت أنّ هذا العام كان العمل مسرحي إلى حد كبير، فكان وكأنه مسرحية مترابطة الفصول والأجزاء ومن دون استراحة، وقد أدّى كل من الممثلون الخمسة أدوارهم بحرفية وإتقان كبير ضاربين بعرض الحائط الإعلام والفن والسياسة بأسلوب مميز وكلٌ على طريقته الخاصة…
وقبل بدء العمل التقينا الممثلون الخمسة في الكواليس وكان لنا معهم مقابلات خاصة لموقع “بصراحة” كل على حدة. وكانت أولى الحوارات مع منتج العمل الفنان ماريو باسيل…
بصراحة: المسرحية مستمرة وبنجاح منذ عدة أشهر فكيف تلمس إقبال الجمهورين اللبناني والعربي؟
ماريو:للأسف ما في عنا عرب (ويضحك) أتمنى أن يأتوا خلال موسم الصيف، أمّا الإقبال اللبناني فكان عظيمًا منذ بداية عرضها، لأنّ الدعم الإعلامي كان أيضًا جيدًا وجميلاً، فانتقلت بين الناس de bouche à l’oreille ، فأصدائها والحمد لله رائعة، ولكني مررت بظروف صحية لذلك غبت عن الإعلام والمقابلات لفترة…
بصراحة: وما الذي يميزها هذا العام، ما الجديد الذي تقدمونه للجمهور؟
ماريو: الفكرة جديدة هذا العام، والمشوار كامل من دون استراحة، بقصة واحدة وتركيبة جديدة تعرض كل شيء معطيةً زخم جديد ومختلف إضافةً إلى السكتشات ونحن كفريق أصبحنا معتادين على بعضنا البعض، وهذه السنة نقدم السياسة الإجتماعية
فقد خففنا السياسة لأننا مللناها “وقرفناها” إذ لا يمكننا أن نغير أي شيء وما زلنا “نتسطلن” كلبنانيين (ويضحك) ما زلنا من هبل إلى أهبل! فأنا لم أرى في حياتي شعب يتابع إلى هذا الحد الصحف والأخبار ويعتبر نفسه يفهم في السياسة، وهناك فشل إلى هذا الحد في حياتنا السياسية والأمنية التي نعيشها!!!
بصراحة: في ظل ازدياد مسرحيات ال comedy nights في لبنان، برأيك ما الذي يميز مسرحكم عن غيره، هل كونك المنتج والكاتب والممثل؟
ماريو: لا أود التكلم عن نفسي لأنّ المسرح بالنسبة لي هو عمل جماعي، أنا قائد الأوركسترا واليوم أصبحت مالك المسرح وهذه مسؤولية إضافية، من هنا فأنا أضع الفكرة الأساسية والطرح العام ولكننا نكتب جميعًا النكات سويًا ولكن ما يميزنا عن الفرق المسرحية الأخرى التي تشبهنا هوأننا اقتربنا أكثر من المسرح، فنحن نقدم عروض كوميدية، أما الفرق الأخرى فكلهم يقدمون كراكتيرات واسكتشات خاصة في العمل هذا العام وضعت للعناصر التي تشكل الحبكة المسرحية الدرامية بمختلف تفاصيلها وربما جماعة المسرح الثقافي سينتقدون ما سأقوله الآن فأنا أعتبر أننا ننتمي إلى المسرح البرشت حيث يقدم الممثل كاراكتير وهو يمثل نفسه في نفس الوقت! إذ أننا حين نقدم كاراكتير تبقى الشخصية الكوميدية لكل واحد منا وهنا يشعرون بازدواجية في التمثيل، وما يميزنا عن غير شانسونيه أننا نقدم مسرحًا أكثر منهم مع استعراض، ما يميزنا عن المسرح الثقافي أننا نستطيع أن نجذب شعبية أكثر منهم، إذ أنّ المسرح الثقافي لا يجذب شريحة كبيرة من الناس لمشاهدته! مع العلم أنّ وظيفة المسرح الأساسية هي أن يكون لكل الشعب وليس لدائرة صغيرة ومحددة منه! وأنا أتقصد دائمًا في comedy nights أن أجمع الثقافة بالسهرة، ففي فرنسا مثلاً يحبون أن يشاهدوا عروض الباليه أو أوبرا والفن للفن، ولكن هنا في لبنان يريدون فنًا يستهلكونه، لأنهم يرغبون أن يتسلوا ويموهوا، لأنه لدينا ما يكفي من المشاكل في لبنان، لذلك لا يودون أن يشاهدوا مسرحية ثقافية بحت وكأنها عذاب بالنسبة لهم، إذ يريد أن يكون سعيدًا بما يشاهده وفي الوقت نفسه يشاهد فنًا ورقصًا وموسيقى فيضحك ويمضي سهرة جميلة وهذا ما أحاول أن أخلقه في المسرح.
بصراحة: هل تشاهد ما يقدمه غيرك من مسرحيات شانسونية؟
ماريو:أشاهد قدر المستطاع وحين يتسنى لي الوقت لذلك.
بصراحة:وهل تتبادلون الدعوات فيما بينكم؟
ماريو: نعم طبعًا فعلاقتنا جيدة فمعظمنا على علاقة جيدة ولكن نقدم عروضنا في الوقت نفسه بالإجمال.
بصراحة: من أكثر من يلفتك من بينهم؟ وتراه يستقطب أكثر نسبة جماهرية؟
ماريو: أنا أتابع المسرح الثقافي أكثر كمسرحيات مونو ومسرح المدينة، لأنّ المسرح الذي يشبهنا نمثل معهم في الوقت نفسه، فلا تتسنى لي مشاهدتهم لذلك أشاهدهم على التلفاز.
بصراحة: وما أكثر ما لفتك في المسرحيات التي تقدم مؤخرًا بشكل عام؟
ماريو: أحببت مسرحية فينوس لجاك مارون وقد شاهدتها حوالي ال 3 مرات لأنّ جاك صديقي فضلاً عن أنني أحببتها كثيرًا، ولم يتسنى لي مشاهدة غيرها لأنني مررت بظروف مزعجة وصعبة إضافةً إلى أنّ playroom يأخذ الكثير من وقتي.
بصراحة: وما هي البرامج التي تحضرونها في ال playroom لهذا الموسم؟
ماريو: سيبدأ يوم الأربعاء عرض “أستذة” والتي تضم الكوميديون الشباب الذين يقدمون عروضًا في الحمرا ومار مخايل والجميزة. وسيقدمون عرضًا جميلاً كما أننا سنفتتح قريبًا السهرات في الهواء الطلق ونحن نفتح المجال لكل من يرغب بتقديم مساحة عرض سواء في التمثيل أو في الغناء أو في الموسيقى أو في الرقص فالمسرح مفتوح لهم.
بصراحة: ما الذي يريح الفنان والممثل أكثر أن يشارك في أعمال غيره فيقدم فقط الدور المسند إليه؟ أم في يكون هو صاحب العمل ومنتجه ومنفذ كل تفاصيله؟
ماريو: الأكثر راحةً بالنسبة للممثل أن يصله نصه ويكون الإنتاج وكل شيء حاضرًا وليس عليه سوى أن يمثّل ولكن ليس لدينا هذه الرفاهية في لبنان، ففي لبنان إذا لم يركض الشخص ليهتم بإنتاج أعماله وتنفيذها وتسويقها لا يصل إذ ليس هناك آلية عمل متطورة وهيكلية كما في أميركا وأوروبا حيث يعملون على إبراز المواهب الحقيقية وهذا ما نحاول بناءه في ال playroom وما زلنا في أول الطريق لبناء هذه الهيكلية. ولكن للأسف فإنّ الوضع في لبنان لا يساعدنا كثيرًا على تحقيق ذلك ونحن نتعب كثيرًا في هذا المشروع.
بصراحة: هل ما زال الخلاف والقطيعة مستمرة مع الفنان فادي رعيدي؟
ماريو: لا أبدًا ليس هناك أي خلاف أو قطيعة ففادي صديق لنا ومنذ أسبوعين كنا نسهر سويًا.
بصراحة: إذًا هل هناك أي مبادرة لتجتمعا من جديد في عمل مشترك بعد النجاح الكبير الذي حققتماه سويًا؟
ماريو: أنا وفادي استمرينا لمدة 5 سنوات سويًا فالمتزوجون ينفصلون بعد سنتين أو ثلاثة (ويضحك) والفنان يحب أحيانًا أن يخوض تجاربه الخاصة وكل شيء وارد فربما نجتمع وبعمل سويًا من جديد. ولكن ليس هناك أي مشروع قريب.
بصراحة:هل شجعت تجربته المستقلة والمنفردة أو كنت تفضله على مسرحكم؟
ماريو: إنهما تجربتان مختلفتان كليًا، قد أنجز الرحلة الخاصة به وهو يقدم عملاً جديدًا ويحقق نجاحًا وجماهرية “برافو”.
بصراحة: بعيدًا عن المسرح، هل ستطل بموسم جديد من برنامج الليلة جنون؟ أم هل هناك أي فكرة برنامج آخر تحضر له؟
ماريو: لا أعلم حتى الآن، أعتقد أنهم قد يقدمون موسمًا جديدًا في العام المقبل ولكن هذا السؤال موجه إلى شاشة ال أم تي في وكما نعلم فالمحطات التلفزيونية تعاني اليوم من المشاكل الإنتاجية وهم طبعًا يرغبون بأن نقدم موسمًا جديدًا لأن البرنامج كان ناجحًا جدًا ولكن كلفته عالية فبرنامج الليلة جنون من أغلى التكليفات الإنتاجية نسبةً إلى الإنتاج المحلي اللبناني، لذلك فإنّ المشكلة هي مشكلة إنتاج، “إذا صار عندا Budget ال أم تي في سيكون هناك موسمًا جديدًا…
بصراحة:هل هناك أي إحتمال أو أية عروض لتنتقل إلى محطة أخرى وتقدم برنامجًا آخرًا؟
ماريو:ليس هناك أية عروض لحد الآن، وفي حال قدم لي عرضًا مناسبًا وكان البرنامج يليق به فطبعًا سأوافق!
بصراحة: ما رأيك بظاهرة توجه الكوميديين نحو تقديم البرامج التلفزيونية، خاصةً وأنها باتت كبيرة فهناك أنت، وطوني أبو جودة، وهشام حداد وعادل كرم، وميشال أبو سليمان… وألا تعتبر ذلك تعديًا على الجسم الإعلامي؟ أم تنظر لها من وجهة نظر مختلفة؟!
ماريو: كلا لا أعتبرها تعديًا إنما هي مجرد تجربة، فلكل إنسان الحق بأن يقدم على تجارب جديدة، ومن ينجح يستمر، وربما فقد ازدادت لأنهم يطلبون هضامة إلى جانب التقديم، ومن يكون كوميدي أو يقدم مسرحًا يصبح لديه إلمام أكثر بكيفية التعاطي مع الجمهور، وبالتالي يفهم الشعب أكثر. وهذا يعطيه سلاحًا أقوى ليستقطب نسبة جماهرية أكبر… والحياة بشكل عام كلها تجارب، فأنا سبق وحاولت أن أغني وأرقص (خاصة وأنني أملك صوتًا جميلاً ويضحك) وأيضًا نجحت، وربما لو كنت أقدم نوعًا مختلفًا من البرامج لما كان ليليق بي، ولكن لأنه يحتوي على التمثيل فضلاً عن أنه وبفضل شخصيتي كمنتج ومخرج وكوميدي عرفت كيف أتمكن جيدًا من البرامج!
بصراحة: ما الأحلام والطموحات الجديدة التي تعمل على تحقيقها مستقبليًا؟
ماريو: طموحي هو أن يكتمل مشروع فكرة ال playroom كما يجب، فيستمر المسرح وبصير ماشي من دون أن أكون أنا متواجدًا على الخشبة، وأن يكون هناك كل يوم عرضًا فنيًا مختلفًا واستعراضات. وإذا تحقق ذلك، فهذا يعني أنّ لبنان بأكمله يعيش حياة جيدة، ففي النهاية ما يهمنا هو أن يكون لبنان بألف خير، وأن يصدّر الفن للخارج، إذ أنّ هذه هي مهمة اللبنانيين سواء في الفن أو في الإعلام أو في الموضة أو اللباقة أو الموسيقى أو الحضارة، فنحن اللبنانيين الحقيقيين، نحن الفنانين والإعلاميين ونحن المقاومة الحقيقية… وهوليك فليرموا بأنفسهم في البحر كلهم…
بصراحة: هل من كلمة أخيرة ماريو؟
ماريو: أود أن أدعو اللبنانيون أن يشجعوا كل الفنانين وكل من يحاول أن يقدم عملاً فنيًا، فيقدروا ويشاهدوا هذه الأعمال، ليعطوا حافزًا للفنانين حتى يستمروا بتقديم الفن، لأنّ لبنان من دون فن يصبح من دون طعمة وبالمعنيين للكلمة.
إنتظروا مقابلاتنا الأخرى مع كل من طوني أبو جودة، هشام حداد، جنيد زين الدين وتاتيانا مرعب.