سيرين عبد النور: أشفق عليهم؛ علاقتي مع زوجي جيدة جداً؛ (روبي) رفضت أن تبيع شرفها

تغيب عنا، فتعود بنجاح أكبر مما سبقه. تؤمن بالدراما اللبنانية وهي لم تخذلها يوماً، لأن أدوارها غالباً ما تكون مدروسة بحكمة. ساهمت في رفع شأن الدراما اللبنانية، حتى أنها شاركت في أعمال سينمائية عدّة، فكانت اضافة الى العمل. هي مثل الشمس، لا يمكن للغيم أن يحجب نجاحها، ونورها يبقى ساطعاً. النجمة سيرين عبد النور، ممثلة تشعر بالآخر وتحيك الدور بمشاعرها الخاصة. ملتزمة، مؤمنة، غاضبة، متأسفة وصفات أخرى تتجلى في هذا اللقاء الخاص مع الزميل نيكولا عازار في صدى البلد.

إنها المرة الأولى التي تشاركين من خلالها في عمل من تسعين حلقة، فهل شعرت حينها بالخوف؟

خفت كثيراً، خصوصاً أن الأمور حصلت بسرعة، كما ترددت في قبول العمل، وتشاورت وزوجي حول قبول العمل أم رفضه. انما كل شيء يهون حين تؤمن بأن تلك المشاركة تهدف الى دفع الدراما اللبنانية الى الامام، كما تساهم في انتشارها عربياً. هذا الايمان دفعني الى خوض هذه المغامرة الشيقة رغم انني لم اكن مستعدة لهذه الاطلالة التلفزيونية، خصوصاً ان انجابي لطفلتي الأولى “تالّيا” لم يمر عليه حينئذ أربعون يوماً، أنما قررت أن أضحي بشكلي من أجل هذا العمل. والحمد لله كان قراري صائباً.

لو لم يكن هذا العمل بحلقاته التسعين من انتاج الـmbc، فهل كنت لتخوضين هذه التجربة على شاشة لبنانية؟

شركة الانتاج ليست ضرورية، مشاركتي في أي عمل قائمة على عناصر أربعة: السيناريو، الاخراج، الانتاج والممثلين. انما لا يخفى على أحد ان انتاج عمل مثل “روبي”، يحتاج الى ميزانية ضخمة، ووجود شاشة عريقة مثل الـmbc، زادنا حماساً وشجاعة، خصوصاً انها تستحوذ على نسبة مشاهدة عالية جداً، وهذا ما يتمناه كل ممثل.

حين تم الاعلان عن هذا العمل، شعرنا بالقلق، خصوصاً أنه يحتوي على لهجات مختلفة، لبنانية، سورية ومصرية، واعتقدنا ان الممثلين لن ينسجموا معاً، انما فوجئنا بالنتيجة التي كانت ايجابية جدا. لم نجحت هذه الخلطة؟
ما حصل ان العمل ساده تناغم لا مثيل له، ناهيك أن “روبي” قائم على قصة جميلة، ذو انتاج سخي، ومخرج استطاع بعدسته “الرومانسية” أن يترجم العمل ببراعة وذكاء. هذه الإلفة نتيجة احترام الممثلين لبعضهم البعض.

ما هي صفات الممثل الناجح؟
الممثل هو “كتلة مشاعر”، واذا كان يفتقد الى الاحساس، فمن الأجدر له الا يكون ممثلاً. على الممثل أن يثق بنفسه وبالآخرين، أن يرسم حدوده، والا يتعدى على حدود غيره، وبالتالي، عليه أن يضع يديه في يد من يشاركه العمل. “باخد من عيونه وبياخد من عيوني”. أرفض أن أمثل مع “لوح”.

“روبي” شخصية واقعية، والكثير من الفتيات يبحثن عن الشريك الثري. فإلى أي مدى أثّر فيك هذا الدور؟

لم يؤثر فيّ بتاتاً، انما أتمنى أن يكون هذا الدور درساً للآخرين، “أنا معلّمة خالصة”، لم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب، ترعرعت في عائلة متواضعة جداً، كما أننا عانينا كثيراً في زمن الحرب، وفي تلك الفترة مررت بظروف مادية صعبة، انما هذا الوضع زاد من ايماني وقربني من خالقي وجعلني ما أنا عليه اليوم.

واللافت في السيناريو الموقع من قبل الكاتبة كلوديا مرشيليان، انها نسجت هذا الدور بشفافية، دون أن ترسمها في موقف مشين أو في أن تضعها في وضع لا أخلاقي، فجل ما فعلته روبي، هو أنها رفضت الارتباط برجل فقير وسعت الى أن تتزوج من رجل ثري، دون أن تسيء الى شرفها. فما تعليقك؟

“روبي” رفضت أن تبيع شرفها، ومن تابع العمل جيداً، لمس هذا الرفض. هي تصّر على أن تحقق مبتغاها بالحلال، كما أن هوسها الكبير هو أن تنقل عائلتها من حالة الفقر الى وضع أفضل بكثير. للأسف بعض الفتيات يلجأن الى أمور أخرى، فيضحين بشرفهن من أجل اعالة عائلاتهن، فالفقر لهؤلاء يأس وعذاب. كما أن البعض يعتبر الفقر مرضاً فيبحث عن العلاج.

قيل سابقاً ان “باب ادريس” هو من انجح الاعمال الدرامية، انما تلك المعادلة بدأت تتغير، وأصبح روبي متفوقاً عليه، وهذا الامر بشهادة أهل الصحافة والجمهور. فما تعليقك؟
“باب ادريس” كان جميلا جداً، وما قلته عن روبي أسعدني “يا رب شو حلو”. ما يحزنني، ان بعض الممثلين والممثلات يؤخذون بالنجومية وينسبون النجاح لهم. مهمتنا ايصال الدراما اللبنانية الى المستوى نفسه الذي وصلت اليه الدراما السورية والمصرية. أتمنى على كل عمل لبناني جديد، أن يكون انجح من “روبي”، لأن ما يهمني هو أن تكون الدراما اللبنانية نجمة على الساحة العربية.

المخرج السوري رامي حنا، استطاع أن يدخل الى قلب الممثل وابراز روحه الى الشاشة. فكيف استطاع ان يفعل ذلك؟
لأنه ممثل بارع في المقام الاول، “بعشقك رامي حنا”، وبما أنه ممثل استطاع ان يشعر بزميله، ولم يذهب الى تصوير الكادر الاجمل والشجرة الأحلى. جل همه أن يتعاطى مع الصورة من خلال رومنسية الممثل، مازجاً غضبه وكرهه ومشاعر لا يراها الا الممثل. رامي يعلم تماماً كيف يدير الممثل، وهذا ينطبق أيضاًَ على المخرج سمير حبشي.

بعض المواقع الالكترونية هاجمت العمل مشيرة الى أن دورك يفتقد الى المصداقية. كما أن البعض أساء اليك لأنك رفضت اجراء لقاء معه. وبعض الزملاء ربط هذا الهجوم لخدمة ممثلة أخرى أو مصالح ما. فكيف تبررين هذا الهجوم؟
كأنك تقرأ أفكاري! دائما ما أقول أن النجاح مثل الشمس، لا يمكن للغيم أن يحجبها، ونورها يبقى ساطعاً. لا يمكن لأحد أن يلغي نجاح “روبي”، مهما كانت هويته، ان كان صحافياً او شخصا مجنداً من قبل فنانة ما، او حتى ابليس في هيئة انسان! ليعلم الجميع أن هذا العمل مبارك من رب العالمين. ما كتب، دفعني الى الضحك، بل جعلني أشفق عليهم، فـ”روبي” ليس عملاً يهودياً، بل هو عمل صنع في لبنان. لا أريد من أي أحد أن ينسب النجاح لي، لأنني لا أبحث عن لقب الممثلة الأولى، ولا أسعى الى الجوائز. النقد كان سخيفاً جداً يفتقد الى المصداقية… “اللي بدو يزعل على مهله يرضى”. وفي المقابل، الكثير من أهل الصحافة اللبنانية، شجعوا العمل وأثنوا عليه، وهؤلاء هم أوفياء لعملهم ولضميرهم.

بعيداً من الفن، إنها المرة الأولى التي تحتفلين بها بعيد الأم، الى جانب ابنتك “تالّيا”، فكيف تصفين ذلك الشعور؟
لا أزال متفاجئة، “ما عم صدق عيني انه صار عندي بنت… تقبرني انشالله هي روحي”. فخورة بهذا الشعور وأحمد ربي على أنه أنعمني بالامومة، اذ شعرت أنني امرأة ناضجة ومكتملة.

يقال ان الطفل يجمّل العائلة ويلغي المشاكل بين الزوجين ويقربهما من بعضهما البعض. فهل شعرت بذلك؟

علاقتي مع زوجي جيدة جداً، وهي خالية من المشاكل، ونحن نفهم بعضنا، انما لا شك فيه ان الطفل يجمّل المنزل، بل يضيف عليه روحاً مميزة. أشعر وكأن ملاكاً متواجداً معنا، فهي زرعت فينا من جديد المحبة والسلام.

قيل أكثر من مرة أنك وزوجك على خلاف، وانكما قد تنفصلان عن بعضكما البعض. فما صحة هذه المعلومات؟
هذا الأمر لا ينطبق فقط علي، انما يشمل كل فنانة متزوجة، هذه الاخبار عارية عن الصحة. يتنبأون دائما بأمور، لعلها تصح يوماً ما، اذ يعتقدون ان طلاق النجوم محتّم. حصل الأمر مع اكثر من فنانة، انما هذا الامر بعيد كل البعد مني ومن زوجي.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com