رامي الشمالي … هديّة للسماء

ثابت في تواضعه طامح لأعلى القمم، أثرته النجومية منذ الطفولة فأضحى نجم الضيعة والمنطقة و كل لبنان
ملايين عشقوا طلّته والابتسامة، ملايين صوتوا له وهتفوا باسمه و بكوا لدى خروجه من الاكاديمية ، هم نفسهم بكوه
ورقصوا،راقصوا نعشه بعد أن غدره القدر الاسبوع الفائت .

سفاح هذا القدر الهمجي حين يقرر قطع أنفاس شاب في مقتبل العمر ، رامي الشمالي المؤمن ، المتّزن ، الطموح ، الهادىء
،المهذب ، هكذا عرفه الجمهور عبر ستار اكاديمي رمز المصالحة بين كل الطلاّب ، حلم بالمجد فانتقل الى دنيا المجد
والخلود الى حياة أبدية، الى حتف مزّق قلب أمّ ربّت “بالشبر والنذر”كما يقول المثل اللبناني ،وما لبثت ان فرحت بزهوة فلذة
كبدها ونجاحاته حتى خُطف منها على قارعة طريق و هتف الجميع “حرام رامي يا ضيعان الشباب ” … مبكر رحيله، قاس
لكانت تليق به الحياة اكثر من الركود في عتمة نعش أبيض ، فراقه جرح لا يندمل و خسارة لموهبة لمع بريقها و انطفىء
كالسحر ، اعتقد رامي أن الفن سينتشله من حالة الفقر المادي ويعوضه وعائلته الكثير مما حرموا منه ، اقترض المال
ليستحوذ رخصة قيادة فما كان الا ان اشترى حتفه بحفنة ليرات ،وتكبدت العائلة فاجعة لا تعوض بكنوز سليمان

ساخر هذا القدر يسلبنا خيرة شبابنا ، نواة الاجيال الاتية ، أساليبه بشعة و سمجة، موجعة و رغم مزاجية انتقاءاته و أحكام
اعدامه المبرمة نبقى أبناء الرجاء والقيامة ،لا نموت أبدا” بل ندخل رحاب الحياة .

ضاقت به الساحات الفنية فانتقاه الربّ … كرّسه نجما” للسماء .

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com