هند صبري: أزمة سوريا تكاد تكون أكبر مأساة في تاريخ البشرية

مقالات مختارة: ترى الفنانة التونسية هند صبري سفيرة البرنامج العالمي للأغذية لمكافحة الجوع أن الأزمة السورية تكاد تمثل أكبر مأساة إنسانية في تاريخ البشرية محذرة من تناقص التمويل الدولي بسبب كثرة الصراعات والنزاعات المسلحة.

تتذكر هند صبري بداياتها في العمل الإنساني قائلة في مقابلة مع رويترز “تعاونت مع برنامج الأغذية العالمي في 2009 بشكل غير رسمي وبدون منصب. زرت في ذلك العام لاجئين عراقيين في سوريا كما ذهبت للضفة الغربية ونابلس لزيارة الفلسطينيين. وفي يناير 2010 أصبحت سفيرة رسمية لمكافحة الجوع ومنذ ذلك الحين والمنطقة مشتعلة.”

وأضافت “في السابق كانت دارفور أكبر عملية لبرنامج الأغذية بالمنطقة لكن الآن لدينا سوريا التي تكاد تكون أكبر مأساة إنسانية في تاريخ البشرية والأرقام جميعها تشير لذلك.”

وتابعت قائلة “بصفتي إحدى المشاهير أحاول نشر الوعي بمشكلات أهل سوريا لكن بالطبع هناك أيضا مآسي أخرى منسية بالمنطقة مثل اليمن.”

ويعمل برنامج الأغذية العالمي في سوريا دون انقطاع منذ بداية الأزمة هناك في 2011 ويقدم مساعدات لأكثر من أربعة ملايين شخص كل شهر إضافة إلى أكثر من 1.8 مليون لاجىء في البلدان المجاورة.

وقالت هند صبري إنها زارت مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن في سبتمبر أيلول 2012 عندما كان جديدا. وأضافت “كنا نعتقد أنه مؤقت ولن يستمر طويلا لكن للأسف لا يزال قائما حتى الآن. كانت سعته آنذاك 75 ألف لاجىء واليوم يضم أكثر من 300 ألف لاجىء”.وأضافت أن التمويل الدولي يتناقص كل عام بسبب اندلاع صراعات جديدة وظهور نقاط احتياج جديدة و”هذا خارج عن إرادة منظمات الإغاثة.”

تتعلق بذهن هند صبري صورة طفلة سورية لاجئة في بيروت كانت تحمل حقيبتها المدرسية على ظهرها عندما غادرت سوريا قبل عامين ولم تنتظم حتى الآن في أي مدرسة بسبب عدم توفر أماكن للأطفال اللاجئين.

قالت “الزواج وتكوين أسرة وإنجاب بنتين أضاف لي بعدا جديدا وإحساسا بالمسؤولية تجاه جيل آخر جديد سيتربى للأسف في عالم أكثر وحشية.”وتابعت “الأمومة جعلت مشاعري أكثر صدقا تجاه من أقابلهم في المخيمات. يجب أن أكون موجودة بجوار هؤلاء الناس حتى يكونوا بجواري في يوم من الأيام.

“عندما أسافر.. أكثر ما يفطر قلبي الأمهات والرضع في مخيمات اللاجئين. أتخيل كيف تضطر امرأة حامل لترك منزلها في يوم وليلة وهي تعلم أنها ستلد في مخيم وسط ظروف قاسية بعيدا.”

وتساءلت “ما الفرق بيني وبين أي سورية؟ الفرق أني جغرافيا ولدت في بلد آخر بينما كان يحتمل أن أكون سورية أو يمنية أو عراقية. “لم يعد هناك مكان آمن في العالم. لم يعد هناك مكان يمكن القول إنه بمنأى عن الخطر.”

أطلقت هند صبري في يناير كانون الثاني مبادرة جديدة للتبرع لبرنامج الأغذية العالمي بأن عرضت في مزاد خيري جلبابا صمم خصيصا للجزء الأول من فيلم (الجزيرة) الذي حقق نجاها كبيرا شجع صناعه على إنتاج جزء ثان.

قالت “وجدت الفكرة أكثر جذبا للناس ولجمهور السينما الذي يود اقتناء شىء خاص بالفنان الذي يحبه ورآه به في فيلم على الشاشة.”وأضافت “جديد على ثقافتنا نحن العرب التبرع عبر الإنترنت. فعدد من يملكون بطاقات ائتمان للإنترنت ليس كبيرا والمعظم يعطي مقتنياته للأقرباء والمعارف لكن الحملة حققت نجاحا وستستمر عبر دعوة فنانين آخرين للتبرع ببعض مقتنياتهم الشخصية.”

وقال مكتب برنامج الأغذية العالمي في القاهرة لرويترز إن الفائزة بالمزاد مصرية تدعى منة الله لمعي وستتسلم الجلباب من هند صبري في مقر البرنامج يوم الخميس.

ورفض مسؤولو البرنامج الكشف عن قيمة التبرع الفائز واكتفوا بالقول إن الحملة جذبت تبرعات من دول عربية وأجنبية.

والتونسية هند صبري من المشاهير الذين استعان بهم برنامج الأغذية في أنشطته إلى جانب المغني والملحن البريطاني سامي يوسف والممثل المصري محمود ياسين.

وهي تستعد حاليا لتصوير فيلم تونسي بعنوان (زهرة حلب) تأليف وإخراج رضا الباهي وتقول إنه يدور “حول من يسافرون من تونس إلى سوريا بذريعة الجهاد ولماذا يترك شخص أهله وبلده ويسافر باسم الجهاد للقتل والترويع في أرض أخرى.”

وترى الممثلة التونسية في الفن أحد مفاتيح الحل للأزمات التي تطحن المنطقة. وقالت “كثرة الأعمال (الفنية) هي التي تؤدي لتنوع الأذواق وتنوع الأذواق يولد في المجتمع فكر الاختلاف. وهذا الفكر هو أكثر ما ينقصنا بالعالم العربي.

“للأسف العنف والعنف باسم الدين كله نابع من شيوع فكر واحد سائد.. فكر القطيع الذي يحفظ ولا يفهم. ناس كثيرة ليس لديهم قدر كاف من الوعي أو قدر كاف من الثقافة أو العلم فيسيرون وراء أصوات تدعو للعنف لأنهم لم يجدوا صوتا آخر مختلفا.. صوتا يغرد في اتجاه آخر. الحرية هي التي تزرع ثقافة الاختلاف.” (نقلاً عن رويترز).

 

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com