يارا…حاولي ألف مرّة ولن تنجحي

نجاح الفنانة يارا لم يكن بالصدفة فلا تنقص الساحة الفنّية مواهب جديدة ولا هي فائقة الجمال لتصل بسرعة كسائر فنّانات هذه الايام اللواتي يخضعن لعشرات عملّيات التجميل “عدّة الشغل” وليست مبتذلة وليست وصولية استخدمت كل الوسائل الملتوية لتصل الى حيث هي اليوم…

يارا فنّانة فئة أولى كما أنصفها الاستاذ الكبير صانع النجوم المخرج سيمون أسمر مشت على شوك الفنّ ووروده لتستحق عن جدارة جوائز التقدير والتكريم بالعشرات ولتستحق تصفيق مئات الوف المعجبين في العالم العربي… يارا “السهل الممتنع” نجحت ووصلت ببساطتها وطبيعيّتها والاهم وصلت بكفاءتها فعرفت كيف تجّير صوتها الماسي لأجمل الاغنيات فكان هذا التزاوج بين الصوت والابداع سبباً لتألقها وخرقها للصفوف الأمامية وأصبحت يارا رقماً صعباً على الساحة الغنائية اللبنانية والعربية… أغنياتها درراً غاصت الى اعماق أهم شعراء الاغنية والملحنين لتنتزعها وتقدّمها بصوت امتزج بالاحساس والحزن والهدوء والحب فخلقت عصراً ذهبياً خاصاً بها في زمن اقل ما يقال فيه انه رديء…

فاستفزّت فينا حنيننا الى العمالقة الكبار الذين أغنوا الفنّ وتركوا بصماتهم المشرّفة فيه وزاداً للأجيال وعرفت كيف تنفرد بما تقدّم فلم تقلّد ام تشبه أحداً وغرّدت خارج سربها … وسأتوقّف اليوم عند الأغنية الاخيرة ليارا “حاول مرّة” التي كتبها الشاعر الكبير الراحل عصام زغيب والتي تُختصر بجملتين شعريتين الاّ انها تحوي الكثير الكثير من الاحساس والابداع وكم سعدت حين سمعتها للمرّة الاولى فلطالما كانت المرأة تستجدي الرجل لكي يعود اليها ، تتوسّله الغفران والسماح فأعطت الرجل كل الحجج والاسباب ليستمر باستعبادها ويتمادى باذلالها واحتقارها الا ان يارا رفضت ان تبدو مهزومة امام الرجل فتمرّدت عليه وقالت له بكل ثقة وعزّة “حاول مرّة تبعد عنّي وقلّي شو راح بتشوف وحاول ترجع تقرّب منّي شوف الفارق شوف، كل الحنان بقلبي أنا وكل الامان بحضني أنا، أنا عينك وأنا دربك ودقّة قلبك، أنا”

وبذلك ردّت اعتبار المرأة المهزومة لتؤكّد للرجل اهمية المرأة في حياته وانها الاقوى التي لا تستسلم ولا تنكسر… أضف الى ذلك لحن المبدع وسام الامير فاللحن يقطر احساساً وولهاً وعشقاً وجاء دفء صوت يارا ليرفعه الى مرتبة الابداع والتميّز ولعلّ أغنية يارا “حاول مرّة ” من أجمل أغنيات هذا الموسم بالرغم من الكمّ الهائل للأغنيات التي ضُخّت في السوق هذا الصيف ومنها الجبلي والفلكلوري الراقص ومنها الرومنسي الهادىء وأغنية واحدة خرقت هاتين الفئتين وهي أغنية “حاول مرّة” التي وكما ذكرت لا تقارن بهما فهي ماسة نادرة لإمرأة فنانة نادرة ستدخل لا محالة ذاكرة التاريخ الفنّي وقاموس الكبار بالرغم من كل الهجوم التي تعرّضت له تارة بانتقاد شكلها الخارجي وطريقة لبسها وتبرّجها وتارة بانتقاد أعمالها المصوّرة الا ان التاريخ سيمّر مرور الكرام على كل تلك التفاصيل السخيفة وسيتوّقف عند صوت استثنائي نادر اعاد إحياء الفنّ الراقي الاصيل …

واغتنم الفرصة لأشكر الملحن طارق أبو جودة الداعم لهذه الموهبة الكبيرة …فلك يا عزيزي أجراً كبيراً عند آلهة الحب والفنّ فأنت تفرّغت مؤخراً فقط للاهتمام بمسيرة يارا الفنيّة المشرّفة ربما لأنك تعلم في قرارة نفسك ان ما تقوم به قد تذكره الاجيال ويطبع تاريخ الفنّ الحديث وسيرتبط اسمك باسم كبيرة من لبنان… يارا حاولي مرّة ان تكوني مثل سواك من الفنانات وأؤكّد لك انك لن تنجحي، لأن صوتك ربّاني وموهبتك ربّانية وجمالك يا ابنة البقاع الجميل ربّاني …

لذا استمتعي بنعم الله وكوني فقط انتِ و”لا يهمّك أبداً” ماذا يقول صغار الفنّ والمتطفّلون عليه … في النهاية ، أعتذر من القرّاء ان لم اكن موضوعية كفاية بكتابتي هذا المقال فلا تستطيع ان تسمع يارا وتكون موضوعياً فهي وصوتها وأغنياتها يغرون قلمي في كل مرّة استمع اليهم مع كامل محبّتي لباقي الفنانات اللواتي سأذكرهن في مقالات لاحقة..

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com