يارا جميلة …حتّى بدون ألوان

في مقال سابق جاهرت علناً بإعجابي بأغنية النجمة يارا الجديدة “حاول مرّة” واعترفت بعدم موضوعيتي… فأنا حين تستفزّني قطعة فنّية جميلة ، أجد نفسي أتسلّل الى أوراقي وأكتب… ولكي لا تؤثّر موضوعيتي المهنيّة على أحاسيسي التي اقدّر وأحترم الى أبعد الحدود، ولكي أكون صادقة مع قرّائي… أكتب مقالي وانسحب ولا أعاود قراءته لكي لا يتسلّط عقلي على قلبي فأرسله مباشرة الى النشر…

ممّا لا شك فيه ان يدي كانت على قلبي حين علمت ان يارا ستصوّر أغنية “حاول مرّة” لأنها ليست المرّة الأولى التي تنجح فيها أغنية جميلة جداً ويأتي العمل مصوّراً ليخفّف من جماليتها ويظلل بريقها فيحجبه عن المستمعين – المشاهدين فتخسر الاغنية من احساسها وشغف مؤدّيها … الاّ انني حين شاهدتها لأول مرّة تأكّدت ان جو بو عيد ذكي كفاية، تدارك هذه الهفوة قبل ان تحصل لأن اخراج عمل مصوّر لأغنية ناجحة “كسّرت الارض” ترتّب على المخرج مسؤولية مضاعفة ولكن جو بو عيد بدل ان يمشي بين الالغام ويجازف بنجاحاته وبكل ما حققه حتى الآن ، اجتاز طريقاً آمناً غير محفوف بالمخاطر فاختار الاسود والابيض والمشهد الواحد والفكرة الكلاسيكية وحمّل يارا المسؤولية كاملة عن هذا العمل فوضعها أمام المذياع وقال لها “تصرّفي”…

ولو أنّه علّمها كيف تتحرّك وكيف تتمتم وكيف تتفاعل مع الكاميرا الا ان يارا الاستثنائية – التي تحدّثت عنها باسهاب في مقالي السابق – عرفت كيف توصل احساسها العالي من خلال عينيها فقط …فكانت نظراتها عابرة للقلوب ،صادقة… وعرفت كيف تخترق صمت الاسود والابيض لتتألّق في كل ألوان الحب والشغف… أنا، وبالرغم من الجوْ الايجابي العام للعمل، الا انني كنت أتمنى ان يخرق اللون الوردي الذي يظهر في أول الفيديوكليب برودة الاسود والابيض ليضيف دفءاً على الكادر فيحوّل المشهد الى حلم وردي تعيشه يارا كسائر فتيات جيلها حين تكون تفاصيل الحبّ الخيالية اكثر لذّة من الأخرى الواقعية…

جو بو عيد هذا نجاح جديد يسجّل لك ويارا هذا عمل ناجح جديد يليق بمبدعة مثلك ولكن اسمحي لي آنستي ان اقدّم نصيحة متواضعة أرجو ان تتقبّليها منّي ، عيشي سنّك ولا تخافي ان يؤثّر ذلك على الصورة الجميّلة التي تعبت على تفاصيلها الراقية لتقدّميها لجمهورك ، فالفنانة محترمة مهما غيّرت من أثواب ، فاخرجي أحياناً من عباءة الجدّية المبالغ فيها وكوني الفتاة العشرينية المشاغبة العفويّة واضحكي و”جنّي” فمن يحبك يحبك لانك صادقة وأنا متأكّدة انك صادقة في الحالتين… مع حبّي

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com