ولّى زمن فناني “شباك التذاكر” وحلّ زمن فناني “الفايسبوك” فاعترفوا بهم قبل ان يثوروا في 25 يناير المقبل

لا أتخّيل الفنانين حول العالم قبل موقع الفايسبوك كما لا يمكنني ان اتخيّل كيف كانوا يعيشون بدونه وكيف كانوا يتنفسون محبّة الناس بعيداً عنه.

ربما عبر الاتصالات الهاتفية؟ ولكن من قال ان الفنان يتكارم عادة باعطاء رقم هاتفه لمعجبيه؟

ربما عبر الرسائل المكتوبة؟ ومن قال ان الفنان يتكارم على معجبيه بعنوان منزله او مكتبه ومن يعتقد ان ساعي البريد يشقى على الطرقات طوال النهار، تحت المطر واشعة الشمس ليوصل رسائل المعجبين ؟

ربما الارجح عبر مقالات تنشر في بعض المجلات؟ ولكن هذا ليس كافياً ولا يعطي صورة كافية ووافية عن جماهرية الفنان وبالتالي كاتب المقال يعبّر عن نفسه فقط .

ربما عبر مبيعات الالبومات ولكن هذا كان في السابق قبل ان تجتاح موضة الـ ” داونلود” download العالم فاصبحت الاغنيات متوفرة على شبكة الانترنت مجاناً وسوق بيع الالبومات في اسوأ أحوالها  .

على الارجح ان الحفلات والمهرجانات  كانت احدى اهم المراجع لتقييم جماهرية الفنان وتقييم شعبيته ومحبة الجمهور له فيصنف فنان “شباك تذاكر” بسبب تهافت الجماهير والاقبال الشديد على حضور حفلاته، هذا طبعاً قبل الازمة الاخيرة التي يمّر بها سوق تنظيم الحفلات الذي دخل في نفق حالك السواد نجهل متى يخرج منه، حيث يعجز الجمهور الحقيقي للفنان حضور حفلاته بسبب ارتفاع اسعار بطاقات الدخول فيقتصر الحضور حينئذ على الاثرياء والميسورين او “جماعة” المتعهّد الذين يحضرون الى الحفل بلمح البصر وبكامل اناقتهم بإشارة منه فقط ، مما يعني ان الحفلات لم تعد مقياساً لنجاح الفنان وشعبيته .

لذا نقول اليوم شكراً للعظيم “مارك زوكربرغ” مؤسس موقع الفايسبوك الذي بفضل اختراعه، اجتمع الفنانون بمعجبيهم في مكان واحد، يتواصلون معه ساعة يشاؤون ويعبرون عن حبهم له كيفما يشاؤون وما أكثرها وسائل التعبير على موقع الفايسبوك …

كخلية النحل يعملون، وربما أحياناً يعملون أكثر من الفنان نفسه، والعمل على صفحات الفايسبوك شاق ومضنِ ومتابعة أدّق التفاصيل تحتاج لتفرّغ تام ولمجهود استثنائي ولمحبة استثنائية أكثر، لذا مشكورون هؤلاء الجنود المجهولين الذين بفضلهم فقط يحافظ الفنان على نجوميته ويثبّت تواجده على الساحة الفنية .

ولو اننا نؤكّد ايضاً على ان الفنانين النجوم على موقع الفايسبوك ربما ليسوا دائماً نجوماً حقيقيين على الساحة الفنية والعكس صحيح لأن كثيرين لم يدركوا بعد أهمية موقع الفايسبوك في حياتهم الفنية وربما ذلك يحتاج لمزيد من الوقت ولكن هناك ايضاً من كرّس نجوميته في المكانين وهذا فعلاً انجاز لا يستهان به ابداً.

ونحن اليوم نريد الاضاءة على هؤلاء الجنود المجهولين، الذين يتحولون أحياناً الى وكالة أعلامية ومكتب اعلامي للفنان فيعوضون عن تقصيره احياناً وعن انشغاله احياناً أخرى فيزوّدون الصحافة بأخباره وجدول نشاطاته وأحدث صوره، يقومون بكل ذلك بكل محبة وبكل شغف وحماسة ، وربما الفنان ومهما فعل لا يفيهم حقهم وتعبهم وتضحيتهم، فهم يقومون بكل ذلك مجاناً بدون أي مقابل مادي واحياناً بدون اي مقابل معنوي، لاننا متأكدون ان بعض الفنانين لا يعرفون حتى بوجود هذه الصفحات الخاصة بهم على موقع الفايسبوك ويجهلون من هم اصحابها ومن مدراءها في حين يبخل فنانون آخرون على مدراء صفحاتهم ببطاقات لحضور حفلاتهم او يبخلون عليهم حتى بامكانية اللقاء بهم، وقليلون هم الفنانين الذين يعون تماماً ان نجوميتهم كـ “أوراق اللعب” التي كنا نبني بها قصوراً وجسوراً فتدعم كل ورقة الاخرى فنبني بها أشكالاً هندسيّة ، ووجود المعجبين الى جانبهم ودعمهم لهم وحده يبقيهم متماسكين ويبقي على نجوميتهم وبدونهم يتهاوون ويسقطون مع لفت الانتباه الى الدعم الكبير الذي يقدمه فنانون آخرون لمعجبيهم على موقع الفايسبوك ان من خلال التواصل المستمر والمباشر معهم او بدعمهم معنوياً واحياناً كثيرة مادياً مع حرصهم على تواجدهم في معظم الحفلات والمهرجانات والاصرار على لقائهم بين الحين والآخر ومن بين الفنانن الذين يحرصون على افضل العلاقات مع المعجبين نذكر : الفنانة هيفا وهبي، الفنانة كارول سماحة، الفنان رامي عياش ، الفنانة نانسي عجرم، الفنانة اليسا، الفنانة نوال الزغبي، الفنانة شذى حسون، الفنان ماجد المهندس، الفنان كاظم الساهر، الفنان جورج وسوف، الفنانة نجوى كرم، الفنان عاصي الحلاني، الفنان هشام الحاج ، الفنانة يارا ، الفنان علاء زلزلي والفنانة سيرين عبد النور فهؤلاء ادركوا أهمية ان يواكبوا التكنولوجيا وان يمدوا جسور التواصل بينهم وبين معجبيهم وان يؤسسوا لنادي معجبين “فايسبوكي ” يدركون سلفاً انه الاكثر فعالية وتأثيراً في نجوميتهم .

صفحات المعجبين على الفايسبوك أصبحت تشكّل مرجعية للصحافة التي يزودونها بالاخبار والصور لحظة بلحظة وعلى مدار الساعة بموضوعية وبمصداقية عالية ، فبعد “شباك التذاكر”، موقع فايسبوك يقول اليوم كلمته الحاسمة وهو يجزم من هو الفنان الاقوى صاحب الجمهور الاقوى وبالتالي يكرّس نجومية الفنانين التي لم تعد حكراً على أرقام وهمية تقدّم من شركات الانتاج ومتعهدي الحفلات بل اصبحت مرتبطة بفعالية الصفحات على الفايسبوك وديناميكيتها ، ففي ظل التكنولوجيا ومواقع كـ Twitter و Facebook يجب ان نعيد النظر ونحسب لبعض الفنانين الف حساب لان زمن فناني “شباك التذاكر” ولّى الى غير رجعة بسبب الغش في الارقام التي تقدّم لاهل الصحافة والاعلام وبسبب زيف المعلومات التي توزّع عليهم ، فجاء موقع الفايسبوك وبالارقام ليكرّس نجومية كل فنان بالرغم من ملاحظاتنا الكثيرة على عدد كبير من الصفحات ، وان كان موقع الـ Facebook قد اسهم في تحرير شعوب واوطان من الطغاة فلن يعجز حتماً عن تحرير بعض الفنانين حاولت بعض شركات الانتاج وبعض المتعهدين الغاءهم؟؟

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com