وفاة الممثل الكوميدي اللبناني محمود مبسوط الشهير بـ فهمان على المسرح

توفي صباح اليوم الممثل الكوميدي اللبناني محمود مبسوط الشهير بشخصية “فهمان” في مستشفى “الشيخ راغب حرب” في النبطية، بعد اصابته بأزمة قلبية حادة على المسرح أثناء مشاركته بجولة فنية في الجنوب، وتحديداً في بلدة كفرصير.

مراسم الجنازة ستقام غداً الثلاثاء في مسجد “الخاشقجي” في بيروت بعد صلاة الظهر. وستقبل التعازي في مقر نقابة الفنانين في بدارو يوم الاثنين المقبل في 1/8/2011  من الساعة الرابعة وحتى السادسة.

أسرة موقع “بصراحة” تتوجه من اهل واصدقاء الفقيد ومن الفنانين اللبنانيين بأحر التعازي آملين من الله ان يلهمهم الصبر والسلوان وان يتغمد الفقيد برحمته.

نبذة عن حياة محمود مبسوط نقلاً عن جريدة الأخبار اللبنانية

الممثّل اللبناني محمود المبسوط من مواليد طرابلس عام 1941.

– فهمان، كما سيصبح اسمه لاحقاً، يروي متندراً كيف رسب في الصف الأول ابتدائي لستّ مرات. كان قد أتم الثانية عشرة حين أرسل مدير «ثانوية الحدادين» بطلب والده راجياً منه أن يسلّم بالأمر الواقع: «الولد مش خرج علم» قال له.

– قضى حياته مواظباً على ممارسة هوايته المفضلة في الخروج عن النص. ليس فقط في ارتجالاته التي عدّلتها إدارة «تلفزيون لبنان» ـــــ لاحقاً ـــــ بمثابة «دعاية» غير مباشرة على الهواء، ففرضت عليه غرامة مالية (حسم أسبوعي عمل أي نحو 30 ليرة لبنانيّة آنذاك). بل قبل ذلك بكثير. تحديداً، يوم عرف والده أنه ألّف مع أصدقائه في «كشاف الجراح»، فرقة «درابزين آغا» التي تقدم الاسكتشات، فـ«أكلها قتلة محترمة». لم يشفع له يومذاك أن فرقته لاقت رواجاً جعلها تصبح الفرقة التي تستعين بها «مدرسة الفرير» في طرابلس خلال مهرجاناتها.

– كان والد محمود المبسوط يقفل على ابنه باب الغرفة مانعاً إيّاه من الخروج لأنّ «الفن حرام» في نظره. هكذا لم يبقَ للشاب المشاغب سوى الهروب، عبر حبل ربطه إلى الشرفة.

– حين أتم السادسة عشرة، أرسله والده إلى أفريقيا حيث يعمل أخواه في الخياطة. عمل معهما نهاراً، لكن في الليل خلال جلسات لعبة «الطرنيب» التي يبرع بها، حاز دعم السمراني، «زعيم» الجالية العربية في غانا.

– هذا الأخير دعمه بعدما اهتدى، في المراقص الليلية، إلى مجموعة من الهواة ألّف معهم فرقة تعرض مسرحيات في بيوت اللبنانيين. وعاد محمود لينال نصيبه من الضرب، هذه المرة على يد أخويه. سجناه في المنزل، لكنّ «الزعيم» تدخّل وطلب منهما، تحت وطأة التهديد، ألا يعترضا طريق الفنان الصاعد. لم يبق أمام الأخوين، والحالة تلك، إلا أن يعيدا هذه المصيبة من حيث أتت، إلى لبنان.

– لم تمض أشهر على افتتاح «القناة 7» (شركة التلفزيون اللبنانية). ابن مدينته «أبو سليم» (صلاح تيزاني)، كان قد بدأ يقدم مع فرقته برنامجاً على الأثير. أما «القناة 11» (شركة تلفزيون لبنان والمشرق) فكانت تستعدّ لبدء البث. المحطتان ستندمجان لاحقاً، كما هو معروف، لتكوّنا معاً «تلفزيون لبنان». قدم محمود مبسوط نفسه لأحد مؤسسي المحطة الفتية، عصام حموي، فقبله فوراً، وكان العصر الذهبي للتلفزيون قد بدأ لتوّه.

– في عام 1962، انتقل فهمان من «القناة 11» إلى «القناة 7»، بناءً على رغبة مديري المحطّة الذين توقعوا لهذا الممثّل الشعبي مزيداً من النجاح، إذا انضمّ إلى فرقة «أبو سليم الطبل». هكذا كان.. وصار اسمه «فهمان».

– بدأ العمل مع الفرقة الشهيرة التي اقترن بها نجاحه، على مسلسل يتغير موضوعه وعنوانه كل 13 حلقة: «شي ما بيتصدق»، و«سوا سوا»، و«الأبواب السبعة»، و«اضحك مع التلفزيون»، و«اسأل عن المرأة». كان الأداء يرتكز على الارتجال. أبو سليم يضع الخطوط العريضة. أما الممثلون، فيتولون مهمّة نحت شخصياتهم، وتضخيم عيوبها كالبخل (شكري) والحماقة (أسعد) والاحتيال (فهمان) إلى جانب تطوير الحبكة الطريفة.

– عام 2001 حاول فهمان لمّ بعض الشمل، فأسّس فرقة «طقّش فقّش» التي تحيي الحفلات والمهرجانات والأعراس، مع شكري، وزغلول، وعلا عيد (وردة)، وفاتن طويل (سعدية). لكن البزنس إلى تراجع، يستدرك، وذلك بسبب «عباس وجورج ومحمود»، كما يقول في معرض التلميح الى آفة الطائفية، وكل أشكال التمييز، و«العنصرية السياسية» التي قسمت اللبنانيين إلى خنادق.

– إلى جانب عمله في تلفزيون لبنان، ضمن فرقة أبو سليم، عمل فهمان مع الرحابنة في مسلسل «من يوم ليوم» (1972) بطولة هدى، ومثل في فيلمي «سفربرلك» (1967) و«بنت الحارس» (1971).

– ولا يسعه أن يتذكّر كل المسرحيّات التي قدّمها ذلك العصر، فعددها يربو على الـ25، معظمها مع فرقة «أبو سليم». خاض أيضاً بعض التجارب مع فرق أخرى مثل «عيلة أبو المجد» مع محمد شامل، ومثّل في 33 فيلماً. بين المخرجين البارزين الذين عمل فهمان تحت إدارتهم، يتذكّر محمد سلمان، وسمير الغصيني، وبركات، وصولاً إلى عاطف الطيب، وزياد الدويري، وهاني طمبا، وفيليب عرقتنجي، وسمير حبشي، وبرهان علوية.

– يفضّل فهمان الخشبة على الاستديو رغم أنّ شهرته الواسعة كانت من خلال الشاشة الصغيرة وخصوصاً «تلفزيون لبنان»

-5 تواريخ
– 1941: الولادة في طرابلس، شمال لبنان
– 1955: أسس «درابزين آغا» مع زملائه في «كشاف الجراح»، وبعد عامين هرّبه والده إلى غانا لينسى الفنّ، فأطلق هناك فرقة جديدة، قبل أن يعود مطروداً من أفريقيا
– 1962: ولدت شخصيّة فهمان التي تلازمه إلى اليوم، بعد التحاقه بفرقة أبو سليم الطبل في «القناة 7»
– 2001: أسس فرقته الخاصة «طقش فقش» التي ما زالت تحيي الأعراس والاحتفالات إلى اليوم
– 2011: ينتظر استكمال مسلسل «جوكرين وقص سبيتي» الذي صوّر منه 3 حلقات مع المخرج رامي حداد

من أقواله:
– الحياة مزحة. صحيح أنّها قد تكون ثقيلة أحياناً، إلا أنها تظلّ دوماً فرصةً للابتهاج من دون تكلّف.

– عن المسرح يقول «يكون الممثل على تماس مباشر مع الجمهور. أما في التلفزيون، فقد تؤدي مشهداً رائعاً لكنه لن يعجب المخرج بسبب عيب تقني فيجبرك على أن تعيده مثلاً».

– للاسف هذا الفنّ الشعبي لم يعد يغري اليوم مديري التلفزيونات. همّهم بات عرض برامج السياسة والرقص.

مساعيه:
كان يسعى على تفعيل الحقوق النقابية للفنانين، وقوانين الرعاية الصحية، وغيرها من القوانين التي لم تقرّها بعد وزارة الثقافة. يروي بحسرة كيف يدور هو وصديق عمره الزغلول (فؤاد حسن) يجمعان التبرعات لممثلي النقابة المسنين ممن يحتاجون إلى الدواء، ويرجونا أن نعلن ذلك الإعلان في الجريدة.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com