هل تستحق ملكة جمال الولايات المتّحدة من أصل لبناني ريما فقيه وسام الرئاسة أكثر من مبدعين آخرين؟
منح رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان وسام الرئاسة لملكة جمال الولايات المتحدة من أصل لبناني ريما فقيه وهذا موقف لا نستبعده عن فخامة الرئيس سليمان المعروف بكرمه ونبله ومحبته وتشجيعه للبنانيين الا اننا عاتبون بعض الشيء وهذا حقنا كمواطنين مقيمين والاهم كصحافيين نتابع ابداعات بعض اللبنانيين المبدعين الذين يعيشون العوز والحاجة والخوف من المستقبل الذي يتحوّل كابوساً في عزّ الازمة المالية والاجتماعية التي تتخبط بها البلاد ولا يجدون معيناً وداعماً ويموتون وفي قلبهم غصّة لما آلت اليه حال المبدعين في لبنان بغياب العدالة الاجتماعية وبحرمانهم من الضمان الاجتماعي وابسط حقوق العيش الكريم.
وان استثنينا هؤلاء فلا بدّ من لفت النظر الى غياب الدولة عن تكريم مبدعين من لبنان ففي حين يمنح الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وسام الاستحقاق الرئاسي للنجم راغب علامة، كذلك تكريم رؤساء دول شقيقة لفنانين آخرين، تغيب الدولة عن تكريم النجم راغب علامة ام تكريم سواه من أصحاب الأكّف البيضاء في جميع مجالات الفن الابداعي اللبناني ، فريما فقيه ليست “أحقّ” من سواها فلم هذا الامتياز؟ وبالنهاية هي أميركية ولو من أصل لبناني وحصلت على لقب أميركي هو لقب “ملكة جمال الولايات المتحّدة” ولم تمثّل لبنان في المحفل الدولي خلال حفل انتخاب ملكة جمال العالم بل مثّلت الولايات المتحدة في حين حمل فنانونا من مغنيين وممثلين وشعراء وملحنين وأدباء ومفكرين لبنان الى جميع اقطار العالم ومثلوا لبنان خير تمثيل وضحوا في سبيل الوطن وتحملوا كل تبعات ومشقات الحرب الاهلية ليقدّموا صورة مشرفة عن لبنان الذي حملوه في قلوبهم وابداعاتهم فأصبح لبنان على كل شفة ولسان فعرّفوا الشرق والغرب على لبنان الرسالة ، وطن السلام والجمال والابداع واليوم تأتي ريما فقيه لتستلم وسام الرئاسة في حين يحرم منها مبدعون آخرون يستحقون هذا الوسام أكثر منها بكثير .
هل تشرّف ريما فقيه ملكة جمال الولايات المتحدة التي تكّللت بداية مشوارها الجمالي بالفضائح لبنان أكثر من أولئك الذين يموتون وفي قلبهم عتباً على الدولة اللبنانية التي تتغاضى عن النظر في قضاياهم الانسانية العالقة والتي لا تكرّمهم الا بعد وفاتهم ؟
نتمنى على الدولة اللبنانية ان تعيد النظر في قضايا فنانينا الكبار الذين يستحقون التكريم من قبلها في عزّ عطائهم وأوج نجاحهم علها تحثّهم بذلك على تقديم الافضل دائماً وبالتالي تشجّع الجيل الجديد من الفنانين على العمل جاهداً لكي يستحقوا تكريماً مماثلاً .
