هل الميزانية الضخمة شرط أساسي لانجاح الفيديوكليب؟

الأعمال المصوّرة ام الفيديو كليب هي جواز سفر الفنان الى المشاهدين الذين وان احبّوا صوته واحساسه الا ان الصورة تكمّل “الكادر” فيحبّه الناس قلباً وقالباً الا ان ذلك لا ينجح في معظم الأحيان ولا يفي دائماً بالغرض حين يأتي العمل فاشلاً فيشوّه الأغنية والفنان على حدّ سواء…

لطالما تساءلت عن سبب او اسباب نجاح ام فشل الأعمال المصورة، هل هي الاغنية؟ الشكل؟ الصورة؟ الاخراج؟ التمثيل؟ الميزانية؟ المكان او ما يعرف باللوكايشن؟ ام كل هذه العوامل معا؟ وهل يحتمل الفيلم الذي لا تتخطى مدّته دقائق معدودة قصة درامية مفزلكة ومعقّدة ؟

في بعض الأحيان تنجح الأعمال البسيطة جداً وضمن ميزانيات متواضعة ويتفاجأ الجميع بالنتيجة النهائية للعمل وبنجاحها الغير متوقّع وفي أحيان أخرى تصرف ميزانيات خيالية على أعمال الا ان النتيجة تأتي مخيبة للآمال وسلبية ً ، فمن هذا المنطلق نجزم ان الميزانية ليست في معظم الأوقات سبباً مباشراً لإنجاح الفيديوكليب وبالتالي هذا ينفي كل الكلام الذي يحكى عن ان المال هو أساس في الأعمال الفنية الناجحة

بصراحة، أنا أعتقد ان السبب الأول والأخير لنجاح الفيديوكليب هو السكريبت ام القصة بالاضافة الى رؤية اخراجية وتصويرية استثنائية للمخرج ومدير التصوير فالقصة والصورة ثنائي أساسي لا ينفصلان ويتكاملان في الجوهر لايصال عمل محترف سلس وجميل الى المشاهد شرط الا تكون الدقائق القليلة للفيلم المصور مملّة ام معقّدة فينفر منها المشاهد

الأكسسوارات الأوفر و الزخرفة غير المبررة للعمل لا تخدمه بالعكس فهي تعقّد القصة والمضمون وتأخد العمل بعيداً عن واقع الأغنية التي في معظم الاحيان تصور حالات الحب والرمنسية ام الفراق والحزن و يمكن نقل هذه المشاعر الانسانية البسيطة الى المشاهد بطريقة بسيطة تشبهها فلم الفزلكة والتعقيد؟

أجمل الأعمال المصوّرة هي التي تحاكي القلب والأذن قبل العين والعقل فقدِّموا لنا أعمالاً راقية ورقيقة بعيداً عن الابتذال والبهرجة الانتاجية فيتحوّل العمل اما الى عرض أزياء اما الى عرض ثروات ومقتنيات فتخسر الأغنية الكثير من رونقها واحساسها وتنهارالصورة التي رسمها المستمع في عقله قبل ان يشاهد الفيديوكليب فيأتي هذا الأخير ليهدم مملكة الاحساس بالكلمة ليبني امبراطورية من ورق…

ألوف الدولارات التي تصرف على الاعمال المصورة قد تذهب هدراً وترمى في سلّة المهملات ان لم يكن العمل المصوّر وفيّاً للأغنية كلاماً ولحناً فابحثوا عن مضمون للقصّة المصوّرة يوازي الكلام واللحن قيمة ولا تدعوا ايها الفنانون بعض المخرجين يقنعوكم انه على قدر مبلغ المال تأتي النتائج… فلو كان المال وحده يُنجح الفنان لكنّا اليوم نعيش في جفاف فنّي دون السيدة فيروز والسيدة صباح والكبير وديع الصافي وكبار غيرهم من أهل الفن الذين صنعوا عصراً ماسياً ما زلنا نعيش على أمجاده ولم يصوّروا أغنية واحدة….

ونصيحة أخيرة ، اقتصدوا اقتصدوا وخبّئوا “القرش الابيض لليوم الاسود” وتذكّروا دائماً انكم تعيشون في العالم العربي حيث لا قيمة للفنّان حين يشيخ ولا ضمان لآخرته…

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com