نقول شكراً لشيرين وجدي ، أيمن بهجت قمر وحميد الشاعري ونقول لنانسي عجرم : عيني عليك

يا ليتنا نتعلّم من أشقائنا المصريين كيف يساندون بعضهم بعضاً و يدعمون بعضهم بعضاً وكيف يبالغون في هذا الدعم ان حصلت مواجهة بين مصري وآخرين من جنسيات مختلفة وان تفوّق غير مصري على مصري في جميع المجالات ، فتقوم القيامة ولا تقعد ، فيتكتّلون في وجه “الآخر” مهما علا شأنه ومهما أحبوه ودعموه وشجعوه ووقفوا الى جانبه في السابق، فيتعطّل المنطق لديهم دائماً حين تقع المنافسة بين مصري وغير مصري…

وهذا ليس عيباً انطلاقاً من الشعور بالوطنية الا انه غير مبّرر أحياناً ومبالغ فيه أحياناً أخرى فعليهم الاعتراف بتفوّق غيرهم ان حصل وبالتالي تقبّل الخسارة ، وعليهم ان يتقنوا الاعتراف بالآخر والتعالي على جرح الفشل ان وقع لا سمح الله ، وليس تحميل الآخر ذنب اخفاق أحدهم وأخطائه.

واليوم تفاجئنا بعض المواقع الالكترونية المصرية بحرب مبرمجة على نانسي عجرم واتهامها “بالاستيلاء” على أغنية شيرين وجدي لأنها لم تعد تجد ألحانا أو ملحنين مناسبين لها و ان أغنية شيرين وجدي التى غنتها قبل نانسي بحوالى سبع سنوات هى الأفضل فى الغناء والتوزيع وانه يجب وضع نانسي عجرم ومحمد رحيم والمنتج محمد ياسين منتج الألبوم وجي جي لامارا مدير أعمال نانسي ومنتجها الفني جميعا تحت طائلة القانون بتهمة الاستيلاء على مصنف فني لأن قانون حماية المصنفات الفنية يشترط تغيير 4 موازير لكى يصبح اللحن مختلفاً عن لحن آخر الا ان محمد رحيم لم يغير فيه مازورة واحدة.

نذكر ان أغنية “بين البنين” التي غنتها الفنانة شيرين وجدي عام 2003 ، هي من ألحان محمد رحيم وكلمات أيمن بهجت قمر وتوزيع حميد الشاعري أما أغنية نانسي ” عيني عليك” فهي من كلمات إكرام العاصي والدة الملحن محمد رحيم وتوزيع تميم ، اما المضحك في الموضوع فهو ما اعتبره بعض الصحافيين المصريين تقليداً واتهام نانسي عجرم شخصياً بتقليد شيرين وجدي واتهامها بنقل عبارات متشابهة من الأغنية الأصل وكذلك اعتماد نفس التوزيع الموسيقى الذى ابتكره حميد الشاعري فقلده الموزع تميم .

وبالمقابل خرج مدير أعمال نانسي ، جيجي لامارا عن صمته وصرّح انه يملك كل التنازلات عن كامل أغنيات الالبوم ، وبذلك يكون قد ادّى دوره كمدير أعمال محترف على أكمل وجه و بذلك أيضاً يؤكّد على ان لا غبار على البوم نانسي #7 الجديد وبالتالي كل حديث وافتراض واعتراض وافتراء وشماتة وكلام آخر ليس الا تهويلاً أو تمويهاً أم محاولة للشهرة على حساب فنانة ” النصف مليون سي دي” منذ الاسبوع الاول و”المليون معجب ” على موقع الفايسبوك.

أنا أتفّهم غضب شاعر الاغنية الاولى “بين البنين” أيمن بهجت قمر وموزّعها حميد الشاعري ، فهما فوّتا على نفسهما التوقيع على أغنية لنانسي عجرم وربما يشعران بالندم لعدم حصول ذلك فأحد لم يسمع بأغنية “بين البنين” هذه من قبل وتحديداً منذ العام 2003 بينما كانا سيحقّقان نجاحاً اضافياً مع نانسي عجرم، احدى أهم فنانات الوطن العربي ، وكانت أغنيتهما ستلقى أصداء ايجابية جداً في جميع أنحاء الوطن العربي وكان سيغنيها أكثر من مليون عربي في حين سيحقق كل ذلك اليوم ملحن الاغنية الاصلي محمد رحيم والشاعرة إكرام العاصي والموزع تميم ولعّل البلبلة التي قام بها الشاعر ايمن بهجت قمر والموزع حميد الشاعري مبّررة ومنطقية فهما تصرفا بذكاء وحنكة وحاولا بهذه البلبلة خطف بعض أضواء العمل وتسليطه عليهما والاستفادة الاعلامية منها، وهذا ما لم تؤمنه لهما الفنانة الغائبة شيرين وجدي ، أقول غائبة كون نجمها أفل منذ مدّة وأعتزلت الغناء ، فعادت اليوم “لتنكش القبور” وتتّهم نانسي بالاستيلاء على أغنيتها الفظيعة والمهمة جداً لدرجة انها لم تضّمها لاي من البوماتها وبالتالي تستفيد من شهرة نانسي الواسعة، علها بذلك تستعيد بعض بريقها الذي انطفأ منذ مدّة وتتحول الى حديث الصحف والمجلات بعدما تخلوا عنها جميعهم ولم يتكبدوا عناء السؤال عنها كل تلك المدّة  .

بالعودة الى البوم نانسي عجرم الذي يحقق مبيعات خرافية، أعتقد ان “الشوشرة” التي أحدثها الشاعر ايمن بهجت قمر والموزع حميد الشاعري وحتى الفنانة شيرين وجدي قد خدمت الالبوم بشكل فظيع وكانت الاعلان المجاني له وربما سبباً لمضاعفة المبيع وهذا من دون أدنى شك خدم الالبوم كثيراً و ساهم بانجاحه وتحديداً أغنية ” عيني عليك” فهم روجوا للالبوم من حيث لا يدرون …

وان كانت الصحافة المصرية تريد ان ترّد اعتبار قمر والشاعري ،فلماذا لا تلوم فقط الملحن محمد رحيم وتكتفي بذلك ولا توجه أصبع الاتهام لنانسي ، فهي بحوذتها أوراق رسمية بتنازلات الملحنين والشعراء ، وهنا ينتهي دورها كفنانة وان كانت كل هذه “الشوشرة” ذريعة للتحامل على نانسي ومحاولة لالغائها والحدّ من نجوميتها لان نجاحها يزعج بعض فنانيكم فأنتم مخطئون ، فقد انقلب السحر على الساحر والبوم نانسي يشهد أكبر نسبة مبيعات في تاريخ الفنّ الحديث منذ الاسابيع الاولى .

نتمنى ان يتعقّل البعض ويخففوا من حدّة حقدهم وردع الغيرة التي تعمي المنطق لديهم وتعميهم عن رؤية الحقيقة .