نقد – نجوى كرم في لشحد حبك، عمل كبير خالٍ من بريق الصور

بدأت شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال lbc ببثها الأرضي العرض الأول والحصري لكليب أغنية ” لشحد حبك ” لشمس الأغنية نجوى كرم، ليصل الكليب إلى قنوات موقع اليوتيوب العالمي خلال لحظات.

الفيديو بدأ بصورة متوازنة لرجل يتخيل حبيبته بالرسم الفحمي على الورق قبل أن تتحول هذه الرسومات إلى واقع واستعراض كتب عنه سابقا في وسائل الإعلام أنه سيحمل إبهارا ورونقا عالميا، وهذا ما بدا جليا في الصور التي سبقت عرض العمل، فتحول عدم رضا جمهور نجوى عن صورة المخرج فادي حداد في تعاونات سابقة إلى أمل، وشوق ولهفة كبيرين، وأصبحوا بعد حصولهم على صور الكليب في حالة جهوزية كاملة لإستقبال ما يملأ عيونهم بلمعان وبريق الصور، عملا بمستوى الديكورات الضخمة التي ظهرت نجوى أمامها ومن خلالها، لكن النتيجة جاءت على صفحات جميع المنتديات والمواقع الإلكترونية، وصفحة نجوى كرم الرسمية على موقع الفيسبوك، تحمل إجماعا كبيرا على خيبة أمل واضحة من المونتاج وآلاف الدولارات التي أهدرت على تحضير فرق مجهّزة وكاملة من الراقصات، فجاء العمل ضعيفا، مفككا، باهتا ومفرّغا من فخامة الصور التي سبقته كما يفرّغ الطعام من الهواء في أكياسه. وهذا لا يقّلل ابداً من بهرجة الفيديوكليب لمن يشاهده للمرة الاولى الا انه سريع التقطيع في جميع مشاهده حتى استحالت فيه القدرة على التركيز بالعين المجرّدة، وباتت بعض المشاهد تحتاج فعليا إلى تبطيء أو تسريع كي تتم رؤيتها بشكل طبيعي .

إطلالات نجوى كرم في الكليب هي الوحيدة التي أنقذت العمل ولم تنقذه في نفس الوقت، فنجوى لم تبدو يوما إلا مفعمة الأنوثة والجمال في أعمالها، رمزا من رموز الأناقة والموضة، سيدة مخملية تتحدى عوامل الزمن وتبعث الغيرة في قلوب كل من تبدو كبيرة يوما بعد يوم. وبالتالي، هذا النجاح لا يحسب لصالح المخرج فادي حداد وصورته. فهذا شأن نجوى و زوقها الرفيع وكل من يختص بإطلالاتها ولعلها من أجمل المرات التي شاهدناها فيها، فهي جميلة جميلة حتى النخاع والانوثة تنبت من تحت أظافرها وتكاد وانت تشاهدها تبتلع الشاشة الصغيرة بعينيك الا ان ذلك لا يحول دون انتقاد العمل عن وجه حقّ.

وتزامنا مع عرض العمل، هاجم العديد من محبي النجمة اللبنانية المخرج فادي حداد الذي أهدر ديكورات مبنّية كما المدن مع تقنيات عالية الدقة من الإضاءة والتجهيزات المسرحية والإستعراضية وتساءلوا فيما إذا كان مخرجا آخرا أمام هذه التجهيزات كم ستبدو الصورة مبهرة ومؤهلة للتصنيف العالمي بين أعمال أكثر نضجا وحيوية وأكثر خبرة في التعامل مع ميزانية كبيرة لم يبخل فيها إنتاج نجوى كرم الذي جاء على شكل أرزة لبنانية في نهاية العمل مستبعدا الأخطبوط الروتاني عنه .

ومن هنا، طلب عدد غفير من معجبيها منذ صباح الامس وحتى اليوم بالتوقف عن التعامل مع المخرج فادي حداد الذين وصفوا صورته بالبدائية وكادر عمله بالمتهالك وغير المناسب لنجمة بمكانة نجوى وشهرتها فالكليب المصور لأغنية ضاربة يجب أن يضيف شيئا من شيئين. أحدها لشهرة الأغنية ودفعها مجددا إلى الأمام والثانية إلى صورة النجمة التي تطل أمام كاميرته. لكن فادي لم يفعل شيئا من الجانبين سوى أنه تسبب في تداخل خمسة إطلالات بصورة عشوائية وعدم ترتيبها بصورة شفافة وسلسة تعطي كل إطلالة حقها مضيفا على ذلك الإستعراض الذي لم يظهر منه في المونتاج النهائي للعمل ما لا يزيد عن 20 % من الجهد والمال والوقت الذي صرف عليه .

العمل سينجح دون شك لأن الأغنية “ضاربة” قبل أن تطالها كاميرا حداد ولأن صاحبة العمل نجمة من الطراز الجماهيري المحافظ بذكاء وحنكة على شهرته . لكن نتمنى على شمس الأغنية الترّوي قليلا قبل إختيار المخرج وعدم الإكتفاء بالتفاهم الشخصي فيما بينهما فالمخرج الآخر موجود دائما وهو مستعد لخلق مناخ من التفاهم كما تفاهمت مع كل من تعاونت معهم في أعمالها السابقة. فهي سباقة في حضور ومتابعة أحدث الإصدارات العالمية، ودائما وأبدا، هي ضيفة شرف كبيرة في إفتتاح أهم متاجر الموضة وروّادها بين روما وباريس ولبنان. وبالتالي، هي أكثر قدرة من غيرها على فهم متغيرات الصورة وسلامتها .

  

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com