نانسي عجرم تبدع في تأدية دورها في “في حاجات” مع المخرجة نادين لبكي

هذه هي نانسي عجرم ، فنانة ” شباك تذاكر” كما يطلق المتابعون عليها ، فنانة الالبومات والحفلات والشاشات والرقم الصعب بدون أي منازع على الساحة الغنائية.

وكل هذا النجاح المدّوي سببه وباختصار صوت نانسي الجميل واغنياتها القيّمة من جهة وابتسامتها الدائمة وحضورها المحبّب من جهة أخرى. فنانسي عجرم تكاد تكون من الفنانات النادرات اللواتي جمعن حولهن المعجبين بأعداد مضاعفة ، معجبيها ومعجبي فنانين آخرين واستطاعت ان تستقطب الملايين حول العالم وتؤكّد على انها “بومبونة” الفنّ بل أكثر فاكهته الشهيّة.

خلافات نانسي في الوسط الفني نادرة بل نكاد لا نسمع بخلافات لها ومشاكل مع زملاء،  ببساطة لأنها ذكية وتدرك تماماً بل هي على يقين انها من الاوائل ومن يكون من الاوائل لا يسمح بأن يستدرج الى خلافات هنا وهناك بل التركيز على النجاح والمحافظة عليه،  وأنا أعرف جيداً ان نانسي امرأة حساسة جداً حيدّت نفسها عن خلافات الوسط لكي لا تتأثّر بها كثيراً ويؤثّر هذا التوتّر على فنّها ، وادركت ان لحظة واحدة تقضيها مع وحيدتها ميلا قد تساوي الفنّ بكل بهرجته الزائفة ونجاحاته الآنية.

ولأن الى جانبها مدير أعمال “شاطر” ، استطاعت نانسي ان تجيّر له الشّق الفنّي من بحث عن أغنيات واختيارها ولو اننا نعلم جيداً ان نانسي مستمعة جيدة جداً بل خطيرة ، لها كلمة الفصل في اختيار اغنياتها  وأكّدت على مرّ السنين ان معظم خياراتها كانت صائبة .

حاول كثيرون تنغيص فرحة البومها الجديد عليها بسبب أغنية قديمة لشيرين وجدي هنا واحتمال حذفها هناك ، الا ان ملايين المعجبين في الوطن العربي وكالعادة يشكّلون السدّ المنيع لنانسي لتكاد تحصل على مناعة خارقة تنهيها حتى عن التفكير بأي مشكلة سخيفة تواجهها امام عظمة حبّ هذا الجمهور الوفي الذي سارع الى شراء الالبوم فور صدوره حتى تمّ بيع اكثر من نصف مليون نسخة خلال الاسبوع الاول ، اما في محلات الفيرجين في بيروت فاحتل المرتبة الاولى في المبيعات بعد ساعات فقط من طرحه في الاسواق .

وهذا ليس غريباً عن نجمة حقيقية اختارت لنفسها درباً خاصاً للنجومية قوامه الابداع وحبّ الجمهور. وأكثر ما يميّز نانسي عن سواها من الفنانات هو تواضعها ، ومن لا يعرف هذه الفنانة عن قرب يجهل كمّ هي “حقيقية” وغير زائفة توزّع الابتسامات مجاناً لانها لا تعرف الضغينة ولا تجيد الاساءة ، وتحترم سواها تماماً كما تحترم نفسها والاهم انها لا تعامل الآخرين بفوقية و”تربيح جميلة” بل هي متواضعة الى أبعد الحدود ومتصالحة مع نفسها وربما ذلك مرّده الى حالة السلام والاستقرار الذي تعيشه في كنف عائلتها وما أدراك كم هو عظيم هذا السلام الذي تؤمّنه الاسرة !!

أما الفيديوكليب الجديد لأغنية “في حاجات” وبالرغم من انتقاد البعض له على أنه تكرار ام نسخة منقحة عن فيديوكليب أغنية “انت ايه” ، الا ان هذا العمل قد لا يقدّره الا مرهفو الاحساس لكمّ المشاعر التي يتضمّنه العمل الذي يعالج حالة انسانية وربما اجتماعية حقيقية ، وان كانت أغنية “انت ايه” قد تحدّثت عن معاناة امرأة بسبب خيانة حبيبها ام زوجها لها الا ان أغنية “في حاجات” تحمل معاناة من نوع آخر تماماً ، وتعالج مكنونات فكر وروح المرأة المعذّبة التي تكبت “مخاوفها” و”قهرها” و”انزعاجها” و”لا مبالاة ” حبيبها ام زوجها لها وتخجل من طرحها والتمادي في الشكوى لئلا تخسره وتنتظر ان يبادر هو الى معالجة كل اسباب انزعاجها الا انه قد لا يفعل وتبقى هي تتخبّط في معاناتها حفاظاً على حبها ام زواجها والاهم حفاظاً على عائلتها فتلزم الصمت وتبقى بصراع مع كبتها وتحترق بنار معاناتها بصمت.

فكرة الاغنية جديدة وجميلة وعميقة ، ونانسي عوّدتنا دائماً على تقديم أعمال “دسمة” سيما بعد عودة التعاون مع المخرجة المبدعة “نادين لبكي” التي كـ”علي بابا” تعرف كيف تستخرج الابداع  من مغارة نانسي التمثيلية فابدعت نانسي مرّة جديدة بابهارنا وأكّدت على ان لها قدرة فائقة على التمثيل لا يستهان بها تستحق التوقّف عندها ولو ان دموعها غالية جداً على جمهورها ….

اما المخرجة نادين لبكي ، فانا اواجه صعوبة في وصف ابداع هذه المرأة واتأكّد اليوم بعد مشاهدة هذا الفيديوكليب ان لا أحد يفهم شعور المرأة الا امرأة مثلها….فنادين خلقت حالة وجواً ابداعياً من أول الفيديوكليب الى آخره وجعلت المشاهدة تحبس أنفاسها لأكثر من مرّة وتشعر بأنها معنية بالصميم في حين أجزم ان معظم الرجال لن يستمتعوا كثيراً به، فنادين أصابتهم في صميم رجولتهم الهشّة أحياناً والزائفة أحياناً أخرى والرجل الحقيقي فقط هو من سيستمتع بهذا العمل المتكامل ويصفّق له.

تسلسل الفكرة وتظهيرها اخراجياً يميّز دائماً اعمال نادين لبكي التي دون ادنى شك تعيش القصة كاملة في مخيلتها بأدّق تفاصيلها فتقدّم لنا مشاهداً تمتع العين والقلب فينتهي الفيديوكليب وانت لا تزال تعيش حالته وتتفاعل معها وتعيد تحليل قصّته وتتصوّر لها نهايات مختلفة …

مبروك لنانسي الالبوم السابع #7 ونتمنى لها دوام النجاح تماماً كما نتمنى لجميع فناني لبنان فنحن فخورون وسعيدون جداً بما حققه فنانونا خارج الوطن، فحملوا الوطن الى جميع انحاء العالم وعادوا بدروع وشهادات وجوائز تقدير “منشوف حالنا فيها” …

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com