مقالات مختارة- رقابة الإخوان حتى في الفضاء

بعد مرور أسبوع كامل على انتهائها، اشتعلت مجدداً الأزمة التي سبّبها رئيس مجلس الشورى أحمد فهمي، على خلفية فيلم للممثلة المصرية نيللي. إذ طالبت «جبهة الإبداع المصري» في بيان أصدرته أمس شركات الإنتاج المصرية بعدم بيع حقوق عرض الأفلام لـ«شركة مصر للطيران»، بعدما أصدرت إدارتها بياناً رسمياً قالت فيه إنها ستخضع كل أفلامها لمستوى جديد من الرقابة يضمن عدم إثارة المشاكل على متن رحلاتها في ما بعد!

من خلال بيانها، أرادت أقدم شركة طيران في الشرق الأوسط والمؤسسة الحكومية الوحيدة في بلاد النيل ألا تثير الأفلام المعروضة غضب رجال النظام المنتمين إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، وخصوصاً أن القانون يحتم عليهم السفر على متن رحلات هذه الشركة فقط في أي جولة رسمية لهم خارج البلاد. بيان «جبهة الإبداع المصري» لم يتوجه إلى شركات الإنتاج، بل شمل أيضاً الفنانين الذين دعاهم إلى عدم استخدام «مصر للطيران» حتى تعود الشركة «وطنية تخدم المصريين جميعاً، لا فئة محددة من الركاب شاءت الظروف السياسية أن يصلوا إلى السلطة».

قبل أسبوع، انتهت الأزمة سريعاً، إثر صدور بيان أول لـ«شركة مصر للطيران» أكّدت فيه أنّ أحمد فهمي، صهر الرئيس المصري محمد مرسي، طلب بلطف وهدوء عدم استمرار عرض فيلم للفنانة نيللي كان يعرض خلال رحلة عودته من الخرطوم إلى القاهرة، مشدداً على أنه لم يدخل في أي مشادات مع الركاب، وأن الفيلم توقف عرضه في الجهاز الخاص بفهمي فقط. لكنّ تسريبات أخرى أفادت بأنّ الفيلم توقف عن أجهزة الركاب جميعاً في درجة رجال الأعمال، الأمر الذي أثار حفيظة معظمهم. في حينها، خرجت «مصر للطيران» لتؤكد أنها لا تحصل على أفلامها إلا من الجهات الرسمية، وخصوصاً «اتحاد الإذاعة والتلفزيون» الحكومي، ما يعني أن الأفلام التي تعرض أثناء رحلات الشركة تخضع للرقابة نفسها التي تتعرض لها الأفلام قبل عرضها في التلفزيون الرسمي المصري. ثم جاء البيان الثاني للشركة ليوضح أنّها ستعتمد استراتيجية جديدة تقضي بإخضاع الأفلام لرقابة أشد، وهو دليل على أنّ الشركة ستحذف كل مشهد قد يثير حفيظة رجال «جماعة الإخوان المسلمين» لاحقاً، فيصبح جمهور المنازل أكثر حظاً من ركّاب الطائرة الذين سيشاهدون المشاهد التي يرضى عنها رفاق «سي مرسي» فقط. أما أطرف ما في الواقعة حتى الآن، فهو الخلاف حول اسم الفيلم الذي أثار غضب رئيس مجلس الشورى المصري. وفيما أكد البعض أنّه فيلم نيللي الشهير «صباح الخير يا زوجتي العزيزة» التي أدت فيه دور البطولة إلى جانب الممثل الراحل صلاح ذو الفقار، خرجت بعض الصحف لتؤكد أن الفيلم هو «عريس ماما»، قبل أن تعمد نيللي نفسها الى بعث رسالة نصية قصيرة للإعلامي محمد الغيطي، أعلن عن محتواها مباشرة على الهواء عبر شاشة قناة «التحرير»، قالت فيها: «بما أنّي لسّة عايشة، أحبّ أن أؤكد أنّي عمري ما قدمت أفلام غير لائقة، لو اعتبر المايوه والميني جوب غير لائق»، وتابعت نيللي في الرسالة قائلة: «ثانياً لإني مليش في النت، قال لي أصدقائي إنّ الفيلم الذي عرض على متن «مصر للطيران» واعترض عليه رئيس مجلس الشورى اسمه «عريس ماما»، وأنا لا عمري مثلت الفيلم ده ولا أعرف عنه حاجة!».

نُشر المقال في جريدة الاخبار اللبنانية في 31 ينانر 2013 وكتبه الزميل محمد عبد الرحمن من القاهرة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com