مقابلة خاصة – زين العمر لبصراحة: أغنية (بتفرق على حرف) محسوبة على المواطنين الشرفاء فقط وأنا ضدّ كلّ الأنظمة العربيّة الموقّعة مع اسرائيل

بدأ بالامس بثّ أغنية “بتفرق على حرف” للفنان زين العمر حصرياً عبر أثير اذاعة ميلودي اف واتصلنا بالفنان زين العمر لتهنئته على هذه الاغنية التي تتضمن رسالة وطنية واجتماعية قيمة وكان لنا معه هذا الحوار:

-زين العمر مبروك على الأغنية الجديدة، ماذا تخبرنا عنها؟
أولا تحيّة كبيرة لكلّ قرّاء موقع بصراحة، ولك باتريسيا. ثانيا الأغنية بدأ بثّها بالامس حصريّا عبر هواء الـ “ميلودي اف ام”، وهي من كلمات “نبيل ابو عبدو”، الحان “زياد بطرس” ، توزيع ” ميشال فاضل” و انتاج ال “ام تي في” وهي بعنوان “بتفرق على حرف”. أغنية ” شو عملتلي بالبلد” التي أطلقتها في العام 2001 كانت بمثابة صرخة لكلّ الحكام في العالم ، ونحن نرى اليوم ما الذي يجري في المنطقة العربيّة ككلّ. والخطأ ليس فقط في السياسة، بل في الفنّ كذلك. أمّا أغنيتي اليوم فهي بمثابة تحذير لكلّ المسؤولين في العالم العربيّ، ونقول لهم من خلالها ” بتفرق قصتنا كلنا بتفرق على حرف، بين الحبّ وبين الحرب، بتفرق على حرف”…أي احذفوا حرف الراء من كلمة الحرب لتصبح حبّ.

-زين، لم اخترت أن تطلق الأغنية الآن، بعد أن أصبحت الموالاة معارضة، وقبل تشكيل الحكومة الجديدة؟ هل هي موجّهة لطرف دون الآخر؟
أنا مواطن لبناني، أنا أصرخ صرخة من خلال هذه الأغنية، لألفت نظرهم الى أنّه لا يوجد أحد بحجم لبنان، وبانّ لبنان لنا جميعا، هو بلد الوحدة والمحبّة. نحن اليوم نعيش في وطن، هل من المسموح أن يكون مديونا بسبعين مليار دولار، ولا نلتفت اليه؟ هل يا ترى مسموح أن نسكت أمام ارتفاع أسعار البنزين؟ “كل شي غلط بهالبلد”…جوّعوا النّاس، وأفقروهم، الشعب اللبناني أعظم شعب، ولبنان أعظم البلاد، لذلك نحذّرهم، لأنّهم مشغولون في صراعاتهم. كما أنّنا في الأغنية نقول “بلحظة بينسوا كلّن كل اللي صار، وبالمحبة اللي بتجمع يطفّوا هالنار، ويتفقوا أحلى هديّة لعيون اللبنانيّي، اللي عم يهاجر يوميّة أكتر من الف”. وأنا أغنّيها من وجعي كمواطن.

-صحيح، ونحن نشهد لك على مواقفك الوطنيّة..
نعم وهذا اللون كنت قد قدّمته سابقا، وأحبني النّاس فيه لأنني أقدّمه بصدق. لذلك أتمنى أن تحقّق الأغنية الصدى المطلوب، كما أتمنّى أن يسمعها المسؤولون، وأن تصل الرسالة، “حبّوا بعض وما تكرهوا بعض”.

-زين، ذكرت أنّ الأغنية من انتاج محطة “ام تي في”، هل هذا يعني أنّها تكفّلت دفع تكاليف الكلام واللحن وحتى الكليب الذي علمنا أنّه تمّ تصويره؟
نعم الكليب من اخراج “كميل طانيوس”، و”ام تي في” تكفّلت بكلّ أمور هذه الأغنية.

-أعتقد لأنها قضيّتهم أيضا، فهم ينادون دائما بالحريّة…
نعم، وهي قضيّة كل مواطن حرّ في لبنان، وكل مواطن يشعر بهذا البلد. ال “ام تي في” تقدّم هذه الصرخة من خلال صوتي، والحان زياد بطرس، وكلمات نبيل ابو عبدو. هذه الأغنية غير محسوبة على أحد، هي محسوبة على المواطنين الشرفاء فقط…ونحن نعتقد أنّنا نحبّ لبنان أكثر من كلّ المسؤولين، لأننا أصلا نحن من نصّبناهم وجعلناهم مسؤولين في هذا الوطن.

-متى سيبدأ عرض الكليب؟ ولم اخترت شاشة “ميلودي اف ام” لتبثّها بشكل حصريّ؟
اليوم سيبدأ عرض الفيديوكليب . اما بخصوص ميلودي ، اتفقنا مع الميلودي، ومع احترامي لكلّ الاذاعات  ولكن جرى الاتفاق معها، وأنا فنّان ولا أتدخّل في كلّ هذه الأمور ، من التسويق الى الأمور الاداريّة.

-هل ستبقى حصريّا على الميلودي، أم أنّه سيتمّ توزيعها على باقي الاذاعات؟
طبعا، فقط في المرحلة الأولى ستسمعونها على ميلودي، ولكن لاحقا سيتمّ توزيعها على كلّ الاذاعات. كما أنّ ال “ام تي في” ستعرض حصريّا الأسبوع القادم الكليب الخاص بالاغنية، ومن ثمّ ستقوم بتوزيعها على مختلف المحطات كما اعتقد.

-أطلعنا على تفاصيل البومك القادم؟
الالبوم أصبح جاهزا، ولكنّني أخرت موعد اصداره، لأنني لا أرى أي عمل يليق بهذه الفترة، الا هكذا نوع من الأغنيات. انا انسان متفائل جدا بطبعي، ولكن سأسألكم سؤالا، من اليوم قادر على الاستماع الى أغنيات حبّ وغرام و “رقصني عالوحدة ونصّ”؟

-يستطيع سماعها، ولكنّه لن يشعر بها طبعا؟
صحيح، وهذا أمر مؤكّد، لأنّ الفترة التي نمرّ فيها ليست مناسبة. كما أنّه ومع احترامي لكلّ الفنانين الزملاء، ولكن يمرّ الانسان في أوقات معيّنة لا يكون في “المود”، واليوم نسمع بعض المطربين يقدّمون البومات تتضمّن 12 أغنية، “شو الن طعمة مثلا”، فليغنّوا ولو أغنية واحدة للوطن!!…لا أفهم مثلا ما الذي يميّز هذه الأغنيات عن أغنيات وطنيّة حماسيّة جميلة تدعو الناس الى التفاؤل بالوطن والمستقبل، وتمتع الناس ويمكن تأديتها على المسرح، خاصّة الأغنيات التي ليست بحت وطنيّة و “اجتياح”، بل يتفاعل معها النّاس كما أي أغنية، “معليش يغنّوا شي للبنان”، لبنان اكبر من الجميع. وليس علينا في كلّ عمل نقدّمه أن ندرس ان كانت ستنال اعجاب جمهور هذا البلد، وذاك البلد!!…يجب أن يعني لنا أوّلا لبنان، لأنّه وطننا.

-“شو حلو” ولكنّه وللأسف في لبنان، خاصّة الأغنيات الوطنيّة، قد تحتسب لصالح فئة على حساب فئة أخرى؟
هذه الأغنية لكلّ مواطن في لبنان، وأنا رجل أنتمي الى مؤسسة الجيش اللبناني، والشعب اللبناني فقط لا غير، لا أنتمي الى أيّ حزب أو فئة. ويجب على كلّ فنان في هذه المرحلة ان يهتمّ في لبنان، “مش بس يفكروا بدي روح على هيدا البلد غنّي طق طقشلي يا عبد، عيب ولو” يرتكبون جريمة بحقّ لبنان. عليهم الا ينسوا أنّ المسؤول يذهب بينما الفنان يبقى، وهناك عدد كبير من النجّوم الذين يستطيعون فعلا أن يقوموا بثورة أكثر من الساسة.

-ولكنّنا في الآونة الأخيرة نفتقد لنجوم يستطيعون احداث ثورة، وبالأحرى أصبحوا نادري الوجود؟

كلا أبدا لا يزال هناك الكثر و “فيّن الخير والبركة” ولم نفتقد بعد.

-سمّ لنا، أعطنا اسما يكرّس فنّه ليوجّه من خلاله رسائل هامّة أو قضايا مفصليّة؟
ممنوع الاستسلام، وأودّ أن الفت النّظر الى أمر هامّ وخطير جدا، هناك من يحاول في لبنان أن يغيّر صورة هذا البلد الثقافيّة والحضاريّة.

-للأسف…

نحن من نسمح لهم…نحن لسنا في أميركا، نحن في لبنان، دولة عربيّة يحافظ شعبها على عاداته وتقاليده… بينما نشاهد بعض الفنانات يخرجن ليتفاخرن بما يحصل في اميركا وأوروبا، “روحوا على أميركا”!! وأنا هنا لا أنتقد احدا، ولا أريد أن أتكلّم ، لأنني ان تكلّمت سأوجع البعض كثيرا.

-أنت من النجوم القلائل اللذين ليس لديهم اي مشكلة في التعبير عن آرائهم السياسيّة وعلنا، أنظر الى مصر، حيث هناك بعض النّجوم والنجمات اللذين سيدفعون الثمن غال جدا لقاء تصريحاتهم المويّدة للنّظام او المضادة له، هل أنت مع التصريح بالانتماء والتوجّه السياسيّ؟

صديقتي، ما يميّزنا أنّنا في وطن متحدّث، اذا دخلت الى حديقة ووجدتها كلّها من لون واحد لن تلفتك. ومن الجميل أن يكون في هذه الحديقة مختلف الألوان، لتختاري بنفسك ما تحبّين. من الجميل أن نتقبّل الآخر “لو شو ما كان”، فأين الخطأ ان كنت أؤمن بخطّ معيّن، وأعتقد أنّه سيوصلنا الى برّ الأمان؟. أنا ضدّ كلّ الأنظمة العربيّة الموقّعة مع اسرائيل. وممنوع أن ينشأ بيننا وبين هذه الدول المتصالحة مع اسرائيل علاقات وتبادلات، ممنوع!! أنا مع كلّ دولة عربيّة ضدّ اسرائيل، وتحاربها للموت، لأنّها هي وحدها التي دمّرت لبنان وكلّ الأوطان العربيّة.

-فلنبتعد قليلا عن السياسة، الأغنيات الوطنيّة عادة زين، تتكلّم عن الحب للوطن والجيش والى ما هنالك كأغنيات النجم عاصي الحلاني مثلا، بينما أغنياتك تتضمّن رسائل اجتماعيّة ووطنيّة هامّة، ما الفرق لنوضّح للناس أكثر؟

أنا أوّلا أحترم عاصي الحلاني كثيرا لأنّه غنّى للوطن، وان عدت الى أرشيفي الفنّي، ستلاحظين أنّني من أكثر النجوم الذين غنّوا لمؤسسة الجيش اللبناني. بينما عندما أغنّي للوطن، أحاول أن تناسب كلّ البلاد وليس فقط لبنان. حتى أغنيتي الجديدة ، يمكن أن يتمّ سماعها في كلّ الدول العربيّة، لأنّها تدعو الى الحبّ بأسلوب جديد غير مطروح سابقا، وهذا الأمر يعود للشاعر كما للملحن.

-زين، هل سيتضمّن الكليب صورا فقط، أمّ أنّ هناك قصّة معيّنة؟
ساتركه لتشاهدوه، ولكنّ القصة بسيطة جدان وتتضمّن رسائل بالغة الأهميّة.

-هل اخترت عيد الحبّ لتصدرها، بما أنّها تتكلّم عن الحبّ ولو بأسلوب آخر؟
صادف موعد اطلاق الأغنية مع عيد العشّاق.

-عن غير قصد صدرت اليوم؟
نعم من دون قصد.

-“حلو التوقيت” ومناسب جدا…

صادفت أنّ الأغنية تتمحور حول الحبّ، ولكنّه حبّ من نوع آخر طبعا.

-نعلم أنّ البومك المقبل انتاج “روتانا”، ولكن هل سننتظر الى أن تصطلح الأمور لنسمعه؟

انشاء الله قريبا…ولكنّني أودّ أن أهنّئ الشعب المصري على الانتفاضة التي يقومون بها.

-ما الذي عنته لك هذه الانتفاضة؟

عنت لي بانّ الشعب هو من قام بها…ممنوع على الحكاّم أن يستحدموا الشعب، وأن يجوّعوهم ويفقّروهم. هل من المقبول أن يمتلك الرئيس ثروة تقدّر ب 70 مليار دولار، بينما هناك الملايين من الفقراء في بلده؟ والآن سيحزن بعض النجوم لأنّهم سبق وغنّوا له، وسقولون :” لن نستطيع أن نحيي حفلات خاصّة “…حبيبي أنت فنّان تودّ احياء حفلات خاصّة، ابحث عن أشخاص بمستواك لتقيم لهم الحفلات الخاصّة!!…لا تنسى شعبا فقيرا باكلمه، وتحيي حفلات لأولاده، عيب!!

-فعلا…

خاصّة الجنس اللطيف، المطربات، حرمن اليوم (ونضحك).

-ولكن زين هناك بعض الأنظمة العربيّة القمعيّة، التي لا تسمح لشعبها حتى أن يقف أسفل البناية ليعبّر عن رايه، كيف سيستطيعون هؤلاء نيل حقوقهم؟

أنا أدعو للحبّ، وفقط الحبّ في كل الدول العربيّة. لأنّه لا يوجد شيء في هذه الحياة يستحقّ كل ما نفعله. وعل الصعيد لبنان، في الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان سابقا، كان الدين العام 3 مليارات، فهل يعقل أنّه في حالة السّلم أصبح 70 مليارا؟! كيف ذلك فليفسّروا لي!!

-عن طريق السرقة زين…
أنا مع ان تقوم الحكومة القادمة بمحاسبة كلّ انسان أخطأ بحقّ الوطن، يجب أن يتمّ محاكمة من سرق البلد، وممنوع أن يسمحوا له بالذهاب هكذا مع “الى اللقاء وشكرا” !!…كلّ من سرق فلسا واحدا، يجب أن يحاسب. وترينهم يقيمون محافل العشاء وغيرها على شرف “ما بعرف مين”، وكلذه من اموال الخزينة اللبنانيّة، ممنوع!!. وأنا أضع الحقّ هنا على الشعب الذي لا يثور على كلّ رجل فاسد في لبنان.

-الشعب نائم وفي سبات عميق!!
“في كتير شعوب كانت نايمة وبلمح البصر ثارت”، حكّامنا في لبنان، وليس الجميع طبعا، خسّروا المواطن اللبناني، جوّعوه..

-أصبح رهينتهم زين…
نعم، الحقّ على كلّ من يقبض 100 دولار ويصوّت لهم كلّ أربع سنوات، عيب “خلص بقا”!!…لبنان ليس شركة تجاريّة، لبنان ليس ملكا لأشخاص، لبنان ملكنا، ملك كلّ الشعب اللبنانيّ. من يودّ أن ينشئ شركة فليذهب الى أي مكان يريد وليشتري قطعة أرض له، لا أن يقيمها هنا ويحوّلنا الى مستخدمين لديه!!

-أشعر أنّه في داخل ثورة ما، وهذه الثورة تسرقك حاليا من عالم الفنّ…

كلا، ولكنّني كمواطن أحبّ وطني، عليّ أن اكون “ثورجي”، وعليّ أن اكون ضدّ الفساد، وضد كل حاكم علّم النّاس على الفساد والرشوة.

-أخيرا زين، ماذا تريد أن تقول؟
أحبّكم كثيرا، وأحب هذا الوطن، واتمنى ان يبقى لبنان أعظم وطن في العالم، كما أن يبقى الشعب اللبناني أعظم الشعوب. وأوجّه تحيّة لكل الشعوب العربيّة المناضلة، لأنّهم شعوب تحبّ الحياة، ونحن نتأثّر بهم، خاصّة أنّهم يذكّروننا بفترات الحرب التي عشناها، خاصّة أن حرب الجوع أخطر من حرب القذائف. أتمنى السلام لكلّ العالم، وأتمنى أن يلهم الله كلّ الحكام العرب كي يحافظوا على شعوبهم، لأنّهم يستحقون كلّ الخير، خاصّة أنّهم شعب مخلص و “معتّر”، وخاصة في وطننا لبنان، وأتمنى أن تهتمّ الحكومة المقبلة بامور النّاس بدل أن “تعبّي جيوبها”.

أتفكّر زين بدخول عالم السياسة، طالما أنّك متابع جيّد ومتحدّث سياسي هام؟
عرض عليّ الامر كثيرا، ولكنّني ضدّ الفكرة لأنّني مواطن يحبّ النّاس، كما أنّني فنّان أستخدم صوتي لأوصل رسائل هامّة لكلّ من يحب أن يسمعها.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com