معايدة من أسرة موقع بصراحة : عشيّة عيد الميلاد ليتنا نتحوّل جميعاً الى بينوكيو

أتساءل احياناً كيف يقف بعض الملحدين امام المرآة و يردّدون باستمرار ودون توّقف”نحن مؤمنون ، نحن مؤمنون” ليكادوا يصدقون انفسهم فيخرجون الى شوارع الحياة وكلهم ثقة بانهم افراد مؤمنون وطيبون و”قدوة” في مجتمعهم لتكاد انت المؤمن الحقيقي تشكّك في قوّة ايمانك وترتاب في امرك وتفكّر كيف يجب ان تثابر وتجتهد لتكون على مستوى هؤلاء.

اكثر ما يزعجك هو كيف يحاضر هؤلاء بالدين والدنيا وكيف يطلقون النظريات والشعارات وكيف يشاركون في الاحتفالات الدينية فتجدهم لا يفوّتون ايا منها ، وكيف يزورون المزارات ويتفاعلون معها وكيف يبالغون بذلك، وكيف يحلفون باسماء القديسين بمناسبة وبغير مناسبة ، وكيف يحلفون على الانجيل وكيف وكيف… فيما المطلوب في جميع الكتب السماوية وفي جميع الاديان والطوائف والمذاهب : محبّة الآخر وعمل الخير وخوف الله….

أين هم هؤلاء الملحدين من محبة الآخر وهم يسترسلون في أذية القريب والصديق والزميل والاخ ؟ اين هم هؤلاء من محبّة الآخر والحقد والكراهية ينهشان في قلوبهم المهترئة من الصدأ؟

واين هم من عمل الخير وهم يجهلون معنى الخير الذي شّح في حياتهم في حين يترّبص الشّر فيها ويتفاقم بشكل مَرضي فلا نأمل منهم خيراً لأن فاقد الشيء لا يعطيه .

اما خوف الله فحّدث ولا حرج فمن يخاف ويهاب الله في حياته لا يجرؤ على أذيّة أخيه في الانسانية، ولا يجرؤ على الافتراء والظلم والكذب، ولا يجرؤ على قطع الارزاق والايادي التي تساهم في عمل الخير، كما لا يجرؤ على اتهام الآخر بما اقترفه هو.

اقول كل ذلك اليوم عشية عيد الميلاد المجيد، عيد المحبة والعطاء ، عيد ولادة اله التسامح والتضحية ، لأنني ارى ملحدين كثر يقفون على ابواب الكنائس يبحثون عن مرآة تقيهم تعذيب الضمير ،فيكملون لعب دور “القدوة” و “المثل الصالح” في مجتمع اختلط فيه الطالح بالصالح فكثر تجّار الكلام وقلّت المصداقية وكثر مروّجو الاشاعات وقلّ الحق وكثر ماسحو الجوخ وقلّ الوفاء وكثر الممثلون والكومبارس وقلّت الحقيقة….

ويبقى الامل في ان تنكسر المرآة يوماً فلا يجد الملحد مزوّراً آخر لالحاده او ان يشفى المجتمع يوماً من الادمان على مخدّر الكذب والكلام “الفاضي”، او ان نتحوّل جميعاً الى الدمية بينوكيو فيفضحنا الزيف والكذب والاستهتار بعقول الناس، الى ذلك الحين سنعاني ما نعانيه منذ آلاف السنين من بعض المتطفلين والدخلاء على الانسانية في مجتمعاتنا، الذين يعيشون على فتات الكذب والخبث والضغينة والحقد والاذية والافتراء والظلم ولكن يبقى الامل في نعم الله الذي يفيض على كل منا بحسب اعماله فيضاعف وزنات الطيبين ويزيدهم خيراً ليتغلبوا على الشر ويقهروه…

كل عيد ميلاد وانتم بخير، احبوا بعضكم بعضاً وآمنوا ان الله عادل مهما جار عليكم الغريب او القريب وان الخير يتغلّب دائماً على الشّر لا محالة .

وسّعوا مكان الله في قلوبكم فلا يزحزح المزيفون ايمانكم ولا تقوى عليكم قوى الشر مجتمعة، لان لا سلاح في الدنيا أقوى من سلاح الخير والمحبة فغالوا في محبتكم حتى تجاه اعدائكم فيضاعف الرب وزناتكم ويقويكم…

ملاحظة : لم نعن في كلمة “ملحد” فقط الشخص الذي لا يؤمن بوجود الله بل أيضاً الاشخاص الذين يدّعون حبّ الله ويبالغون في التحدّث عن حبهم له علناً في حين كل نواياهم واعمالهم تؤكّد على بعدهم التام عنه وعدم معرفتهم به.
  

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com