رأي خاص- مسلسل حرملك يخون التاريخ… بالشكل
مع بداية شهر رمضان، بدأت عدة قنوات عربية بعرض المسلسل التاريخي “حرملك2” للكاتب سليمان عبد العزيز، المخرج تامر أسحاق، وإنتاج شركة “كلاكيت ميديا”، حيث يتناول العمل حقبة زمنية إبان فترة الحكم العثماني والتحكم بمفاصل المشهد السياسي العام.
بعيداً عن أداء الممثلين والقصة والاخراج، لا بد من تسليط الضوء على نقطة مهمة جداً وهي استعراض الممثلات في العمل الذي صُنف بالتاريخي، حيث ظهرن وكأنهن في منافسة على لقب جمالي، حيث لفتنا المبالغة في عمليات التجميل ليتحول المسلسل الى “كتالوغ” لعرض الازياء.
وعلى الرغم من أن المسلسل يتقاطع مع بعض الأعمال التركية من ناحية ضخامة الإنتاج وتعدّد النجوم، إلا انه وبنظرة سريعة على المسلسل التاريخي الشهير “حريم السلطان” نرى أن المكياج كان خجولاً جداً عند الممثلات اللواتي تميزن ببساطة الشكل كون تلك الحقبة كانت تتطلب ذلك واستطاع المسلسل ان يحقق نجاحاً ساحقاً فاق كل التوقعات بسبب وفائه للتاريخ. فهذا الموضوع حساس جداً خاصة ان العمل يتناول حقبة زمنية معينة على الأقل اعطوها حقها او لا تسعون لإنتاج هذه النوعية من المسلسلات التاريخية.
الاعلامية باتريسيا هاشم، صاحبة ورئيسة تحرير موقع “بصراحة” وضعت أصبعها على النقطة المهمة من المسلسل التي توازي بأهميتها نجاح القصة والاخراج والتمثيل، حيث غردت قائلة: “عذراً من مخرج مسلسل “حرملك” وشركة انتاجه لكن الحقيقة، هل يسخرون من المشاهد؟ اهم شيء في الدراما هو المنطق والواقعية، الا اذا اعتقدوا ان المُشاهِد غبي؟ فكيف يعني بزمن العثمانيين وأيام الخان كان الجاريات يضعن عدسات ملونة واظافر acrylic وكلهن fillers.”
وتابعت “هاشم” قائلة: “ماذا يعني الشفايف والخدود منفّخين والاسنان hollywood smile والحواجب tattoo؟ لا تستطيعون ان تقدموا دراما وانتم غير قادرين أن تكونوا أوفياء لتلك الحقبة بالشكل. تريدون إظهار كل المخالفات التي ذكرناها أعلاه؟ جيد لكن لا تنفذوا مسلسلا تاريخيا وتصدقوا أنفسكم. هذا يدعى استغباء للمُشاهد وخيانة للتاريخ“.
“حرملك” تأليف سليمان عبد العزيز، إخراج تامر إسحاق، إنتاج كلاكيت ميديا-إياد نجّار، بطولة نخبة من نجوم التمثيل في سوريا، ومصر: جمال سليمان، باسم ياخور، أحمد فهمي، سامر المصري، سلافة معمار، درّة، قيس الشيخ نجيب، أحمد الأحمد، صفاء سلطان، جيني أسبر، هبة نور، وغيرهم.
