لائحة سوداء باسماء خيرة فناني العالم العربي تعمّمها روتانا، فهل نسكت؟

اعتدنا في الغرب وخاصة في الولايات المتّحدة الاميركية على اصدار لوائح سوداء حيث تتصدّر هذه اللوائح أسماء المطلوبين للعدالة والمتهمين بالتخريب اوالارهاب اوالقتل اوتهريب و تعاطي الممنوعات .
لائحة سوداء تعمّم على جميع الدوائر الرسمية والانتربول ليصار الى مطاردة المجرمين ووضعهم في السجن بهدف تطهير المجتمع منهم…
ولكن لم نعتد على هذه الظاهرة في الوسط الفنّي وتحديداً على الساحة الفنيّة العربية حيث عمّمت شركة روتانا للصوتيات والمرئيات مؤخراً اسماء “المجرمين” الفنّيين الذين يهدّدون سلامة الساحة الفنيّة وقد يشكلون خطراً عليها ان سمحت روتانا بعرض أغنياتهم ونشر أخبارهم…

لوائح سوداء وزّعت على الشركات التي تعمل مباشرة مع ام بأمرة شركة روتانا تحذّر من مخاطر التعامل مع عدد من الفنانين ومن مغبّة هذا التعامل و الاسماء هي : أصالة نصري، راغب علامة، نوال الزغبي، باسكال مغامس، رضا “اللبناني” ، شمس ، جان صليبا وعادل معتوق مع التأكيد على منع عرض فيديو كليب كارول صقر جرح غيابك منعاً نهائياً.

اللافت ان النجمة نوال الزغبي التي وقّعت مؤخراً عقداً مع شركة ميلودي لانتاج وتوزيع البومها الجديد، ممنوع التداول بأخبارها ام عرض أغنياتها على شاشة روتانا في حين لا تمانع ميلودي وتحديداً اذاعة ميلودي اللبنانية من بث أغنيات كل نجوم روتانا عبر أثيرها والمسارعة الى تبني أغنياتهم والانفراد ببثّها والتباهي بارفاقها بالعبارة الشهيرة “Exclusive on Melody” في حين لا تحرّك ساكناً حيال اذلال شركة روتانا لفنانيها وتعميم أسماءهم ضمن لائحة سوداء على جميع دوائرها والشركات التي تتعامل معها…

وان كنت أحترم سياسة اذاعة ميلودي التي تؤمن بالفنّ أولاً ولا تفرّق بين فنانيها وفناني شركة روتانا انطلاقاً من مبدأ ان الفنّ يجب ان يجمع الناس ولا ان يفرّقهم ، ألوم شركة روتانا التي تعتمد مؤخراً مبدأ الثواب والعقاب مع من يتجرّأ على الشكوى والاعتراض من فنانيها فكيف ان قرّروا محاسبتها و مغادرتها؟؟

وما استفزّني بالفعل هو ما يحصل مع خيرة فنانينا ونجومنا وكيف تتعامل شركة روتانا مع من هم تاريخ في الفن العربي وعلى رأسهم السوبرستار راغب علامة والنجمتين أصالة نصري و نوال الزغبي.
وان كنت أتفهّم انزعاج شركة روتانا من بعض تصريحات السوبرستار على خلفية عدم الاتفاق على التعاقد معها ، الا ان شيئاً لا يبرّر هذا التصّرف الغير مسؤول و”الصبياني” تجاه الوف معجبي علامة الذين يشعرون بالاجحاف وسوء المعاملة من قبل شركة روتانا التي كان يجب ان تتحلّى بمزيد من الحكمة والنضج وتتعامل مع الموضوع تماماً كما تتعامل مع اي صفقة تجارية انطلاقاً من مبدأ الربح والخسارة آخذين كل الاحتمالات بعين الاعتبار. فعدم الاتفاق بين شركة روتانا والسوبرستار راغب علامة أمر طبيعي ويجب الا يترّتب عنه أي صدام، فلا شركة روتانا ستخطف نجومية علامة وتخفّف من وهج نجاحاته وكذلك علامة لن يتسبّب باقفال شركة روتانا . ولأن في الفنّ كما في التجارة ، يسري مبدأ العرض والطلب ، فكان لا بد ان تحترم شركة روتانا خيار وقرار هؤلاء الفنانين وان تتخطى خلافها معهم على المستوى الشخصي وتتعامل مع الموضوع بمسؤولية ونضج كبيرين والاهم بمهنية عالية بهدف ارضاء جمهورهم المتابع لهذه الشاشة الذهبية الراقية.

نتمنى على شركة روتانا التي نحبّ ونحترم ، ان تعيد حساباتها وتسارع الى تمزيق هذه اللائحة السوداء التي وزّعت في معظم مكاتبها والشركات التي تتعامل معها وتركّز كل اهتمامها على تقديم فنّ عربي راقٍ كما عوّدتنا دائماً بدل الدخول في نفق المناكفات والصراعات والخلافات الصغيرة الضيّقة التي لا تليق بمكانتها ومكانة اصحابها والقيّمين عليها والتي قد تلهيها عن هدفها الاكبر والاهمّ وهو الارتقاء بمستوى الفنّ العربي وايصاله الى العالمية . الهدف الابرز الذي يعوّل عليه معظم الفنانين داخل شركة روتانا وخارجها