كم دفعت اليسّا ثمن جائزتها ؟ وان لم تفعل، فاية أرقام قدّمت روتانا؟

بعد تاكيد كل وسائل الاعلام المرئية والمقروءة على تفوق أرقام مبيعات الفنان عمرو دياب على كل منافسيه بحيث كان الأقرب لنيل جائزة “الورلد ميوزيك أوورد”، أعلنت ادارة المهرجان فوز الفنانة اليسا بالجائزة عن البومها الاخير “تصدّق بمين” في صدمة أصابت كل المتابعين ،لان كل المعلومات والوقائع كانت تشير لا بل تؤكّد ان الفنان عمرو دياب هو الأعلى مبيعا والأحق بالجائزة ولو اننا نتحفّظ عن دخول هذان الالبومان فقط الى المسابقة في غياب تام لسواهم من الفنانين والاعمال الفنية التي تستحق التقدير .

اولا بلغة المنطق

ان الفنان عمرو دياب أصدر ألبومه منذ عام تقريبا في حزيران 2009 وتصدر ترتيب المبيعات في الوطن العربي لمدة ثلاثة أشهر وباع أكثر من مليون وستماية الف نسخة (وذلك بحسب ويكيبيديا) وبالتالي من الصعب لا بل من المستحيل ان تتفوق عليه اليسا في المبيعات في شهر واحد فقط وذلك اذا اخذنا في الاعتبار فارق الاسم والنجومية والشعبية
ونحن ندرك جيداً ان الفنانة اليسّا أصدرت البومها “تصدّق بمين ” في السادس والعشرين من شهر كانون الأول – ديسمبر الماضي ، ولو انها “تذاكت” باختيارها هذا التوقيت ليعتبر ألبومها من اصدارات العام 2009 فيحتسب ضمن الاعمال المتسابقة في المباراة ، الا ان ذلك يزيد الشبوهات حول حصولها على الجائزة ان انتلقنا من مبدأ ان المسابقة تمنح الجوائز للفنانين الأكثر مبيعاً خلال العام 2009 وليس خلال الشهر الأخير منه والا فلننحني جميعاً امام قدرة الفنانة اليسا على تحقيق المعجزات والتفوق على دياب من خلال مبيعاتها التي تخطّطت كل الارقام الاخرى الخيالية خلال شهر واحد فقط
وهنا نشير ونوضح ان جائزة الوورد ميوزك أوورد التي تاسست في العام 1989 والتي تعنى بتكريم
الفنانين الأكثر مبيعاً في الغرب تستند أولاً وأخيراً الى نتائج احصاءات International Federation of the Phonographic Industry وطبعاً اسماء الفنانين العرب لا تندرج ضمن لائحتها وبالتالي ترتسم علامة استفهام مضخّمة حول مصدر معلومات واحصاءات القيمين على مسابقة الوورد ميوزيك أووردز بما يخّص الشرق الاوسط مع العلم ان أهم شركات الانتاج العربية تتحفظ عن ذكر ارقام مبيعاتها تفادياً لأي احراج في عزّ تدني نسبة المبيعات في وطننا العربي الناتج عن فوضى القرصنة، الانترنت والـ downloads.

ثانيا وهو الأهم وبلغة الأرقام والمصادر

وان بحثنا معاً عن مصدر موثوق للاحصاءات الخاصة بمبيعات الفنانين العرب فقد أعلن إتحاد الإذاعة الأوروبية (أكبر هيئة إذاعة وطنية فى العالم), قوائم المبيعات العالمية ،وجاء ألبوم “وياه” للنجم عمرو دياب كأفضل ألبوم مبيعاْ و انتشاراْ (فى القارة الأوروبية) بترتيب 248, ضمن 850 ألبوم لنجوم عالميين وهو الترتيب الذي يضعه في صدارة مبيعات الفنانين العرب في اوروبا ،فكيف ان كان الوضع محليا ؟؟ والأهم انه لا يوجد فنانين عرب غيره باستثناء الفنان اللبناني الكبير مارسيل خليفة عن ألبومه caress ، وهذه هي المواقع الرسمية التابعة لاتحاد الاذاعة الأوروبية للتأكد من صحة الخبر:
http://www.ebu.ch/
http://www.wmce.de/
المصدر الثاني من شركة روتانا نفسها المنتجة لألبومات كلا من عمرو دياب و اليسا

روتانا التي تتحفّظ دائماً عن ذكر ارقام مبيعاتها ، اكتفت منذ مدّة بمقابلة للأستاذ سالم الهندي مع الاعلامي زافين في برنامج “سيرة وانفتحت” حيث انبرى الاستاذ هندي بتصنيف الفنانين بين “بِبيع” و”ما بِبيع” بعيداً عن شفافية الارقام التي لها وحدها الحق بتصنيف الفنانين ونذكر انه في مرّة سابقة حين فازت اليسّا بالجائزة نفسها ، وعندما سئل الاستاذ سالم الهندي عن أرقام مبيعات اليسا اكتفى بالتوضيح ان شركة روتانا تقدّم الارقام فقط الى لجنة المسابقة اي وورد ميوزيك اوورد ، فلمَ لا يقدّمها الاستاذ هندي الى جمهور روتانا وتحديداً جمهور الفنانة اليسا ويبعد عنها كل تلك الشبوهات والاتهامات بشراء الجائزة كلما شاءت ذلك ؟؟
الا ان على صفحة شركة روتانا الرسمية على الموقع الاجتماعي (فايسبوك) فالوضع مختلف بعد ان أكّد المكتب الاعلامي للشركة ان الفنان عمرو دياب هو الأعلى مبيعا وانهم غير مسؤولين عن اختيار اللجنة المنظمة الجائزة للفنانة اليسا وهذه هي الصورة التي توضح ذلك:
في النهاية ، الامر لم يعد مسألة من باع أكثر ممن؟ ومن أصدر البومه قبل من؟ ومن حقق البومه انتشاراً أكثر من الآخر؟ ومن كان البومه ناجحاً اكثر من الآخر؟

فالسؤال الذي يفرض نفسه ،لم شركة روتانا تلتزم الصمت كل عام و”تبلع الموس” بالرغم من كل الهجوم المحكم عليها من قبل الاعلام الذي لا يقبل ولا يتقبّل انصاف الامور بل على العكس يريد الاشياء واضحة كالشمس لا غبار ولا لبس عليها وان استمرينا على هذا المنوال اي “استهبال” الصحافة سنكتب ما نشاء كل عام ونوجّه أصبع الاتهام الى من نشاء الى ان تصلنا الأرقام الحقيقية التي لا تشوبها شائبة، فنحن لا نقبل ان نكون شهود زور ولو ان حكامنا العرب علمونا ذلك، فاقّله اتركوا لنا الفنّ علنا نساهم في اعادة بريقه في ظّل هيمنة المال والمحسوبيات
الى حينها نسأل: “كم دفعت اليسا ثمن جائزتها هذا العام؟ وان لم تفعل ، فاية احصاءات بالظبط قدّمت شركة روتانا؟ وهل هي سليمة؟؟”

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com