قبلة بريئة… تثير جدلاً فارغًا

لا يزال برنامج “ستار اكاديمي”، البرنامج الاكثر تعرّضا للاشاعات المغرضة، و للانتقادات، وللمطالبات بايقاف بثّه. هذا ولا يزال، البرنامج الاكثر جماهيرية في العالم العربي بعد مرور سبع سنوات على انطلاقه عربيًا.
ولكن، هذه المرّة، الانتقاد سخيف وسطحي، بسبب صورة انتشرت عبر المواقع الالكترونيَّة والمنتديات للطالبة العراقيَّة “رحمة”، تقبّل فيها والدتها قبلة فمويَّة طفيفة وسريعة، عندما قدمت “ام رحمة” لرؤية ابنتها داخل الاكادميّة.
قامت الدنيا ولم تقعد، وقام البعض بالمطالبة باخراج “رحمة” من البرنامج، بينما طالب البعض الآخر، بايقاف البرنامج ومقاطعته وما الى هناك من الادعاءات والافتراءات من قبل مجموعات لا هدف لها في الحياة، الا تعبئة الورق ولو بحبر مدسوس!
المهم، القبلة مرّت مرور الكرام على الشاشة، ولم تكن بفاضحة ولا بمبتذلة، الا انها لم تمرّ مرور الكرام في عقول بعض الذين يتربّصون للبرنامج وللقيّمين عليه، بهدف الاطاحة به او لحاق الاذى بمسيرته!
اما اذا قمنا ببعض البحوث حول طرق تبادل السلام بين الناس في دول العالم، نلاحظ انها تختلف ولكل ّ منهم وسائله في التعبير عن الاشتياق والمحبّة المتبادلة.
ففي بعض دول الخليج، وحتى اليوم، يتبادل الناس السلام بملامسة احدهم بأنفه، انف الآخر، تعبيرًا عن الحب والشوق. اما وفي الكثير من الدول العربية ومنها “العراق”، تقوم الوالدة بتقبيل ابنتها او ابنها في فمه، بطريقة بريئة جدًا، قبلة سريعة، تؤدي الى تلامس الشفاه بعيدًا عن الاسفاف او الرذيلة!
فما هي دواعي كل هذه الضجّة التي اثيرت حول موضوع عاديّ، لا يهين الشعوب، ولا يسيء لايّ عادات او تقاليد، ولا يمسّ بأيّ دين او طائفة؟! ومن وراء ملاحقة القيّمين على البرنامج والطلاب “عالدعسة” لانتقادهم والتجريح بهم واذيّتهم؟ من المستفيد وما هي الاهداف؟؟
اخيرًا، كنا نتمنى لو انّ الناس انفعلت وانشأت ال “جروبات” على الفايسبوك، وأدلت بآرائها، لأسباب اهمّ ولمواضيع اكبر واكثر مصيريّة. كم تمنّينا لو احتجّوا هؤلاء على قضيّة عربية، او على جرائم انسانيّة، او فضائح حقيقيّة… الا اننّي اطلب ممّن ينتقد لمجرّد الانتقاد، ان يحتفظ بآرائه لنفسه… و”ما يخبّرنا فيّن”… وان يشغل وقته بما يعد عليه وعلى العالم العربي بالنّفع!

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com