في عيد”بصراحة” العاشر، باتريسيا هاشم: هذا ما تعلمناه في عشر سنوات

Patricia Hachem

أعزائي قرّاء ومتابعي موقع “بصراحة”،

في 28 شباط من العام 2009 اعتقدت نفسي انتحارية حين قرّرت ان أُطلق موقعي في ذاك الصباح البارد كهذا الصباح. كان الموقع الفني الاول في لبنان قبل ان يحذو حذوه عشرات المواقع بعد اشهر او اعوام. تسلّحتُ بعشقي للصحافة الفنية وشغفي بالانترنت الذي توقّعتُ آنذاك انه سيكون مستقبل السلطة الرابعة حين هزأ مني من شاء، ولكنّي قبلتُ هذا التحدي الجديد بارادة صلبة وايمان كبير بشغفي وعشقي للفن، والاهم لايماني بدوري ومسؤوليتي الاعلامية. عام 2009 اعتقدوا انني أهذي حين حدثتهم عن مجلة  فنية عبر الانترنت، اليوم يعتبروني تقدّمية لأني بادرتُ وانجزت.

ولكن في رحلة العشر سنوات هذه كان لا بد من دروس حياة، دروس تلقنكَ اياها التجارب والخبرات والمطبات، حتى الاخفاقات والنجاحات تَصلحُ في ان تكون اساتذة حياة، لمشوار مهني قاسٍ وصعب.

علمتني هذه المهنة ان ثمن الحقيقة والمصداقية والموضوعية والثقة يُدفع سلفاً وقد يكون الثمن باهظاً احياناً يتخطى قدرتك على الاحتمال…

علمتني ان الحق قد يكون له “صاحب” ولكن “الحقيقة” يصعب ان يبقى لها اصدقاء وان الجميع سيتخلى عنك حين تجرؤ على قول الحقيقة في وجوههم…

علمتني انك حين تُفرط في الثناء والمديح تصبح الاكثر شعبية بين اصدقاء النجوم ولكن حذارِ ان تناقش عيباً او زلة او هفوة لهم -ولو همساً- تصبح ملعوناً منبوذاً من الجميع، هم بطبعهم يعشقون التهليل ويسكرون على صوت التصفيق حتى لو كان مفتعلاً، مزيّفاً وكاذباً، فتصبح اقرب صديق لهم ان نافقت والدّ الاعداء ان على انتقادهم تجرأت. علمتني المهنة ان الفنان يبقى صديقك الى حين تجرؤ على الاشارة الى اخطائه، حينها تتحول الى عدوٍ كريه، مرتشٍ وخائن…

علمتني ان شهود الزور كثر وشهود الحق قلة وان المتزلفين والمتملقين والمتلونين من المرتزقة المتطفلين على المهنة متمترِسون في أذُن النجوم وجاهزون دائماً بسلاح نميمتهم وخبثهم ونفاقهم لأخذ مكانك ان لم تتسلح انت بالذكاء والرؤية و الحق…

علمتني ان النجوم يتمسكنون حين يحتاجون الى الدعم ويبطشون حين يتمكنون وانهم وقلة الوفاء وجهان لعملة واحدة…

علمتني ان كبار النفوس والموهبة يتواجدون بخفر وحياء ينتظرون بصمت تصفيقك لهم في حين صغار النفوس والموهبة يشترون التصفيق بوقاحة. وحين يعجزون عن رشوة بعض الضمائر ينقلبون عليك ويتهمونك بكل شيء…

علمتني ان زملاء المهنة يستحيل ان يكونوا اصدقاء مهما حاولت ان تبدِّد مخاوفهم، فبمجرد ان تتقدم عليهم بخطوة تكون قد ايقظت الوحش المتربص بغرورهم…

علمتني انه حين يخفت صوت التصفيق لك إعلم انك في المقدمة وحين يكثر اخصامك إعلم انك نجحت، ففي مهنة المتاعب هذه مستحيل ان تجتمع المهنية والصداقة مع النجوم الا نادراً، وان تعانق الحقيقة “أنا” النجوم المتضخمة الا نادراً، فنجوم وطننا العربي ليسوا جاهزين بعد للخسارات المعنوية ولا للاعتراف بإخفاقهم وتراجهم او فشلهم او احترام رأي لا يناسبهم.

وأخيراً، في زمن العالم الافتراضي و”دكاكين” الرأي والفكر ومرتزقة الانتقاد او المديح، لا بد من الشعور بالفخر الكبير بمصداقية ولدناها خلال عشر سنوات من رحِم الايمان بدورنا الاعلامي وتأكيدنا على عدم المساومة والاستسلام  ومن رحم ضمير يرتاح احياناً ولكن لا ينام…

اخيراً لا بد من التوقف لشكر كل من رافقنا خلال مشوارنا الطويل حتى وان اختار لنفسه لاحقاً طريقاً مختلفاً، واخص اليوم بالشكر مديرة تحرير موقع بصراحة لينا برباري العين الساهرة على هذه المؤسسة والتي -بعد شقيقتها الراحلة الغالية ريتا برباري- اختارت ان تكون ايضاً حارسة المصداقية والكلمة الحرة.

كل عام وانتم والصراحة بألف خير

رئيسة التحرير

باتريسيا هاشم

bisara7a10y_1

 

 

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com