عُمر لـ سمير يوسف: فولتير العرب يعود من الموت

“ما خصّني ببيروت، أنا من جعيتا… تعرّفت الى عمر الزعني وأنا من كسروان… شو خصّ بيروت؟… وهوّي بيروتي قحّ… كل الكبار في السن يعرفون عمر الزعني ويقولون لي: كيف إنتَ بعمرك بتعرف زلمي مات بالـ 1961؟”، يقول الصحافي والمخرج سمير يوسف (28 سنة)، راوياً التفاصيل الصغيرة التي قادته إلى “موليير الشرق”، “فولتير العرب”، “إبن الشعب”، “شاعر الشعب”، الراحل البيروتي الكبير، عمر الزعني، الذي قدمه الشاب قبل أيام في مهرجان “50 يوم 50 سنة” المستمر في مسرح دوّار الشمس (الطيّونة)، في وثائقي عنوانه “عُمر”.

صحيح ان يوسف تخصص في المسرح في الجامعة اللبنانية في موازاة دراساته العليا في الصحافة، بيد انه تخرج أيضاً عام 2001 من “ستوديو الفن” عن فئة “المونولوج”. وذات يوم في الجامعة (اللبنانية)، راح يسأل عن أهم “مونولوجيست” قديم وشاطر في لبنان. وفي حين أعطاه البعض مختلف الأسماء، غير ان إسم عمر الزعني كان الأبرز من بين كل الأسماء المطروحة أمامه، فإذا بيوسف يبحث عن أعماله القديمة مستمعاً أيضاً إلى أغاني الشاعر الساخر “وبعدين راحت القصة”… إلى ان حان وقت إمتحان التخرج في كلية الإعلام.

من بين المواضيع التي اختارها يوسف ليعالجها، كان عمر الزعني الحاضر الأكيد. وكانت على قوله “بيروت وعمر الزعني ولبنان وكيف ان الأمور ما زالت كما هي”. وكثّف سمير يوسف بحوثه وراح يستدل عن منزل عمر الزعني، وجرت العادة ان يركب سيارات الأجرة سائلاً كل سائق يصادفه ما إذا كان يعرف نوادر وطرائف عن “شاعر الشعب” الساخر. يضحك قائلاً: “كان بعضهم يعتقد انني أبحث عن إدمون الزعني! فإذا بهم يهتفون: ايه! هيدا كان مصارعجي!”. وفهم عندئذٍ ان عليه ان يختار السائقين المتقدمين في السن. “راحوا يروون الكثير من القصص عن حياة عمر الزعني”. وفي حين كان من المفترض ان يعكس الوثائقي الذي قرر ان يخرجه، قصته الشخصية مع الزعني، وان يركب البطل في الوثائقي سيارات الأجرة بحثاً عن تفاصيل صغيرة تؤلف قصة الزعني كاملة، قرر مع الوقت انه يريد ان يكون الشاعر الراحل حاضراً بطريقة محورية في الفيلم القصير، فإذا به يقرر ان يعود عمر الزعني عبر الهاتف، في مكالمة مع شاب يدعى سعيد، يطرح عليه أسئلة عن الفن والحالة العامة إلخ… “إخترت اسم سعيد لأن الزعني كان يحادث في أعماله شخصية غير منظورة تدعى سعيد”.

كتب سمير يوسف السيناريو مع صديقه الموسيقي الشاب طوني يمّين، وإذا بالوثائقي “عُمر” يولد عام 2007. وفي النسخة الجديدة التي عرضها أخيراً في مسرح “دوّار الشمس”، أضاف لمسات أساسية على الوثائقي. يقول: “ثمة الكثير من المواد التي لم أتمكن من ان أضيفها، وأعني بذلك مونولوجات، ولكنني ركزت على الأبرز ولاسيما تلك التي تروي قصة حياته التي ينقلها من خلال صوته”. ولأن يوسف الذي يعمل باحثاً في شركة انتاج Studio Vision التابعة لمحطة “أم تي في”، وقع تحت سحر عمر الزعني، فهو يعمل حالياً على مشروع سيناريو طويل يدخل فيه حياة الشاعر الذي حلم باكراً بالتغيير، بشكل مفصّل.

كُتب في الكرّاس المخصص للوثائقي:”عمر الزعني عاد في 2011…وهو لم يمت يوماً لأن كل الإنتقادات التي وجهها في العشرينات ما زالت تنطبق على وضعنا اليوم… والذي على ما يبدو سيبقى…”.

نقلاً عن نهار الشباب

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com