شرشحة الشاشات لبعضها البعض بين الأمس واليوم

حلقة هذا الاسبوع من “بلا طول سيرة” تابعت ملف الاستشفاء مع وزير الصحة الاسبق د. محمد جواد خليفة، وحرب الشاشات والبرامج مع المدير العام لوزارة الاعلام. وتضمنت وقفة مع د. علي المليجي نجل رمز البرامج المبتذلة على الشاشة اللبنانية في ستينيات القرن الماضي الفنان حسن المليجي، اضافة الى تحية الى الفنانة التشكيلية سلوى روضة شقير التي رحلت قبل اسبوع، ولقاء مع الراقص الاصم بيار جعجع.

البداية من التحية الى الفنانة النحاتة سلوى روضة شقير التي تعتبر ايقونة ثقافية لبنانية، نحاتة ورسامة مجددة ومبدعة وتقدمية، والتي عاشت بين بيروت والقاهرة والإسكندرية وبغداد وباريس في اجمل ازمانها ونضالاتها.

هلا شقير، ابنتها، قالت ان النحاتة كان عندها رؤية ومبدأ وفهمت الحضارات، وخاضت مسيرة صعبة حتى فرضت نفسها في مهنتها. كانت لها شخصية مميزة، حتى في نهاية ايامها عندما عانت من الألزهايمر، كانت موجودة في مرضها وتقبلته. عرفت اللغة الاسلامية بالرسم والنحت فتعلمت مبدأ اللانهاية. لم تقلد احدا ولم تقتبس عن احد.

 في  ملف الاستشفاء تابع، حوار مع وزير الصحة الاسبق د. محمد جواد خليفة الذي بقي على رأس وزارة الصحة ستة اعوام من دون ان ينقطع عن ممارسة عمله الجراحي. د. خليفة قال ان المشكلة الموجودة في القطاع الصحي سبق تشخيصها وعرضت الحلول. فالمشكلة ليست مشكلة قطاعات انما هي في التمويل. هناك خدمات مؤمنة في لبنان، لكن الوضع بحاجة الى حسابات صحية والى موازنات تغطي حاجات الناس ضمن امكانات الدولة. واعتبر ان المشكلة كانت موجودة قبل تسلمه وزارة الصحة وبقيت الى اليوم، خصوصا ان الدولة ليست محضرة لطرح برنامج طبابة صحية. فعندما اقر الضمان الصحي على ايام الرئيس فؤاد شهاب، كان الهدف ان يتوسع لاحقا ليشمل الجميع. واشار الى ان تدخل الدولة في القطاع الصحي فرضته الحرب، ووجدت نفسها تدير قطاعا من دون وجود موازنة له وفي غياب آلية واضحة او معيار ثابت.

ورأى ان الحل في ان يكون للمواطن رقم، رقم صحي واجتماعي وضريبي واحد. والبطاقة الصحية تسمح بتأمين الخدمات الصحية الضرورية في الدرجة التي تقررها الدولة، والذي يريد خدمات اضافية يمكنه ان يدفع مقابلها. هذا المشروع تحول الى مشروع قانون جاهز للاقرار، تم اعداده في العام 2009، واقرته ثلاث حكومات واخذ مجاله العلمي. ولفت الى ان التأمين الصحي الالزامي هو الحل، وفق دراسة تشمل كل من يستفيد من التأمين وكيف يتم تأمين التمويل.

وقال ان الدولة لم تخطط يوما للتقديمات الاجتماعية، ولم تحمل الحملات الانتخابية اي مشاريع اجتماعية او اقتصادية يمكن ان يحاسب عليها الناس. واعتبر ان الوضع الصحي مع كل سيئاته هو الافضل في المنطقة.

واشار الى ان عدد الاسرة يعتبر كافيا في المستشفيات، المهم طريقة ادارتها، ويمكن ان يجري المريض الفحوص قبل يوم من اجراء العملية ويحضر صباحا باكرا، وهكذا يتم توفير الاسرة للحالات التي تتطلب ذلك.

في الملف الاعلامي، جولة افق علي الأسبوع الإعلامي بهدف وضع الحدث الإعلامي في اطار موضوعي وتاريخي ليؤسس لعلاقة جديدة بين محطات التلفزيون، وبين التلفزيون والمشاهدين، وتقرير عن ابرز الأرقام القياسية التاريخية في نسب قياس المشاهدة في لبنان، وتحية الى رائد احصاءات نسب المشاهدة  في لبنان والشرق الاوسط فيكتور خوري. في التقرير الاول عرض زافين للحرب بين الشاشات اليوم فقال انها حرب تصفية حسابات بين إدارات وبرامج ونجوم، وقال ان الحل ممكن عبر دراسة تجربة شركة “تيلي مانجمنت” التي عالجت وضعا مماثلا في العام 1972 وأنهت صراعا مشابها بين الشاشات، مما ساهم في صناعة الزمن الجميل للتلفزيون اللبناني. اما التقرير الثاني فقد تضمن ابرز الأرقام القياسية في نسب المشاهدة من فيروز الى حسن المليجي الى استوديو الفن الى دينا عازار وطوني بارود في التسعينيات.

بعد هذه الجولة، استقبل زافين المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة الذي اعتبر ان الاعلام يعاني ازمة وجودية رغم انه كانت له اشراقات ماضية. وقال ان اسباب الازمة الحالية اقتصادية وتقنية ومالية. فالسوق الاعلانية ضاقت كثيرا في هذه الايام ولا تغطي كل المؤسسات، عدا الاعلام الوافد الذي ينافس منافسة شديدة. واشار الى ان التطور التقني اطاح بمفهوم الاعلام التقليدي.

وتطرق د. فلحة الى القانون 382/94 الذي نظم فوضى الاعلام، ويومها كان البث كله ارضيا، فيما اليوم اصبح البث فضائيا. ولفت الى ان الخسارة التي تلحق بالقطاع الاعلامي من جراء التراشق الحاصل بين المحطات تقع على الجميع، فليس هناك رابح مما حصل في الاسابيع الاخيرة. واعتبر ان الاعلام في لبنان هو انعكاس لواقع سياسي، وما حصل في الايام الاخيرة يسيء الى وسائل الاعلام والى الجمهور اللبناني، مضيفا: “انا ضد فرض عقوبات، لكن يجب ان يكون هناك مسؤولية في ما يبث”، لافتا الى اهمية اقرار ميثاق شرف اعلامي، بحيث تكون الرقابة ذاتية.

وتحدث عن الازمة التي تطاول الصحافة الورقية، مشيرا الى ان وزير الاعلام ملحم رياشي عقد اكثر من اجتماع منذ تسلمه مسؤولياته للبحث في ايجاد حل لهذه المشكلة. ورأى ان التطور التقني اثر الى حد كبير على كل وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة. وقال انه يمكن العمل على توزيع الانتاج ضمن منافسة حميدة بين وسائل الاعلام، والذي يستمر هو الاقوى.

واعتبر ان تلفزيون لبنان يجب ان يسترجع دورا ما على المساحة الاعلامية من دون الدخول في المنافسة المادية، بحيث يكون له توجه ثقافي وتربوي واعدادي. وقال ان مجلس النواب عقد اكثر من 50 جلسة، اخرها في حضور وزير الاعلام الحالي لاقرار قانون اعلام يواكب العصر.

وتطرق الى موضوع المتعاقدين مع وزارة الاعلام، فقال انه متفائل باقرار حقوقهم في جلسة مجلس النواب، مشيرا الى ان القانون لا يشير الى التثبيت، وهو ما يحتاج الى مباراة في مجلس الخدمة المدنية، بل الى اخضاعهم لشروط التعاقد واعطائهم حقوقهم في تقديمات نهاية الخدمة، معتبرا ان القانون المذكور هو نوع من الانسنة وردم الهوة بين الدولة والمتعاقد. واشار الى ان هناك سوء فهم بالنسبة الى التكلفة المالية لان المتعاقد يدفع ضرائب اعلى من الاجير. وقال ان مجلس الخدمة المدنية وافق على عقود المتعاقدين، وهو متفائل بقرب الوصول الى حل على هذا الصعيد. ورأى ان القانون يجب ان ينصف المتعاقدين الذين وزعوا كفائض من وزارة الاعلام على بقية المؤسسات والوزارات.

وفي اشارة الى الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الاعلام منذ توليه مسؤولياته كمدير عام، قال ان الوزير أنور الخليل هو رجل اداري قدير، والوزير غازي العريضي جريء جدا في اتخاذ القرارات، والوزير ايلي الفرزلي انساني جدا كان يأخذ الامور على عاتقه بكل محبة، والوزير شارل رزق هو شخصية براغماتية عملانية، والوزير طارق متري هو انسان مثقف، والوزير وليد الداعوق صديق، والوزير رمزي جريج انسان قانوني، والوزير الحالي ملحم رياشي يتمتع بحرية فكر وجاء من الوسط الاعلامي.

الفقرة التالية كانت مع د. علي المليجي، نجل الكوميدي المصري حسن المليجي الذي سحر بيروت في الستينيات، وجمع اللبنانيين امام شاشة التلفزيون مساء كل جمعة من خلال برنامج فني شعبي يعتمد على التمثيل والغناء والتنكيت واستقبال الضيوف من المشاهير والمغمورين، واستطاع خلال وقت قصير ان يحقق اعلى نسبة مشاهدة.

د. علي المليجي، المتخصص في علم الاجتماع السياسي هو مدير جامعة أوروبية في القاهرة، وخبير في اعداد القيادات الإدارية، ويقيم بين بيروت والقاهرة. قال انهم كانوا يطلقون على والده لقب شيطان المسرح، وكان عنده حب كبير للحياة. واشار الى انه انطلق من مسرح فاروق الذي كان يعتبر قمة الترفيه في لبنان، وكان يعرف الجمهور وماذا يريد، وهو اتى بمسرح فاروق الى التلفزيون. وما قام به ليس ابتذالا بل جرأة وتطلع الى الامام وفهم لمتطلبات الجمهور، وكانت وسيلته النكتة والمونولوج.

الفقرة الاخيرة كانت مع الراقص الاصم بيار جعجع الذي عاش طفولة شغف خلالها بمشاهدة الاعمال الاستعراضية الراقصة، من دون ان يسمع الموسيقى. ولما بات قادرا على ان يسمع قليلا تحول الى راقص محترف، وهو يقدم عرضا فريدا من نوعه يمزج بين الرقص المعاصر ولغة الإشارة، بعنوان “لغة الام” في 9 و10 شباط على مسرح المدينة.

بيار جعجع قال انه يحس بالموسيقى، وانه وجد صعوبات في طريقه، لكنهم في مدرسة “ايراب” شجعوه على متابعة الطريق التي اختارها. واشار الى انه يحب كل انواع الموسيقى اذا كانت موسيقى جميلة، واول لحن سمعه كان لما بلغ الخامسة عشرة من عمره لانه حتى الثانية عشرة لم يكن يسمع ابدا. وتحدث عن تجربة العرض المسرحي الاول الذي اقامه، وهو “سالومي”، وكيف وقع في اخر فقرة بعد تعثره بشريط الكهرباء، واعتقد الجمهور ان ذلك ضمن العرض وبدأ يصفق له.

مساعدته في تصميم الرقص سينتيا دريان قالت ان احساس بيار بالموسيقى وبكل شيء اكبر ربما لانه لا يسمع جيدا، مشيرة الى انه يسمع الموسيقى اذا كانت بصوت عال جدا، وانه اشتغل على نفسه. واوضحت ان عملها معه ساعدها على ان تفهم كل تفصيل في الموسيقى وان تفسرها بالحركات، مضيفة: الموسيقى معنا تصبح حركة تترجمها اجسادنا بالرقص.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com