سوالفنا شذاوية
استضاف برنامج سوالفنا حلوة عبر شاشة تلفزيون دبي نجمة ستار اكاديمي العراقية شذا حسون التي افتتحت الحلقة باحدث اغنياتها “وعد عرقوب”. كانت شذا ضيفة خفيفة الظل احتملت فقرات البرنامج التي لا تعنيها مباشرة فترة طويلة وكانت ترد على اسئلة مريم امين التي تجيد اشراك جميع الاطراف في الحوار وتعطي لكل مشارك في الحلقة حقه من الوقت والاهتمام، بانسجام وعفوية.
وقد علقت المذيعة المصرية نوليا مصطفى مباشرة فور جلوس شذا على اغنية “مزعلني” لانها تحوي عبارة “يتحرش بيا” و التحرش ازمة اجتماعية في مصر ما اثار وقتها حفيظة بعض الجمهور المصري على الاغنية الى ان شرحت العبارة شذا في مؤتمر سابق. و علقت شذا على ملاحظة نوليا ان الاغنية هي سبب وجود جمهور لها في مصر. طلب من شذا غناءها فردت ربما لاحقا. و على ما يبدو ان الاعداد لا يعلم ان شذا ممنوعة من اداء هذه الاغنية و اغنية لو الف مرة لانهما ملك مدير اعمالها السابق الذي كسب قضية ضدها منعها فيها ايضا من ذكر اسمه في الاعلام. و رغم حزني الشديد عندما قرأت خبر القضية لان اغنية “لو الف مرة” هي من الحان الموسيقار ملحم بركت، و هو من حلمت كثير من المطربات بلحن منه، ونالته شذا لانها فنانة اصيلة و لان صوتها و شخصيتها اقنعا الموسيقار. حزنت لانها لن تغنيها ثانية… لكني كنت واثقة بانها بسرعة ستتخطى ذلك و تنال لحنا اخرا و ربما اكثر من الموسيقار.طبعا في سياق الحلقة شذا لم تغن الاغنية و ربما شرحت في الفاصل لفريق العمل ملابسات الموضوع.
في سياق الحلقة تمت مناقشة موضوع الزي الموحد وكان لكل رأيه ولكني فوجئت برأي المذيعة اللبنانية المثقفة ريتا خوري، التي لطالما اعجبتني في برامجها الخاصة عبر قناة المستقبل او غيرها. فقد قالت ريتا وكانها تتنفس الصعداء انه الحمدلله اخيرا تخلصنا من الزي الموحد في مدارس لبنان غير التابعة للراهبات… وهل كانت ترى في ذلك عبئاً ولم تصدق التخلص منه؟ ان الزي الموحد سمة حضارة والتزام وانتماء في كل انحاء العالم وهذا ما اجمع عليه المشاركون في الحلقة فلماذا ازعج ريتا الى هذا الحد. اما فاطمة الطباخ فان رد فعلها كان اسوأ فقد كانت حجتها لرفض الزي الموحد في المدارس انه ربما تتسبب الشغالة في احراق الزي اثناء كيه ما يمنع الطفل من يوم دراسي ولا يجب ان نسمح لاي شيء من ان يمنع الطفل من الدراسة!!! فما كان من مريم و الاخرين الا ان اكدوا لها ان الاطفال يملكون اكثر من زي للمدرسة و ليس زيا واحدا! و انا اقول لها اذا كان الطفل من عائلة غير غنية و كان يملك زيا واحدا فهو حتما ليس لديه “شغالة ” في البيت، و حرص امه عليه سيجعل هندامه يبدو جديدا كل يوم. و من لديه شغالة لديه حتما خزانة مليئة بالزي الموحد!
بالرغم من ادارة مريم امين الرائعة للحلقة الا اني لم استطع ان امنع نفسي من التساؤل عن فائدة فقرة صورة و فزورة و فائدتها على المشاهد.
فقرة الاختراعات العربية كانت ممتعة وتؤكد وجود الكثير من العقول المخترعة في عالمنا العربي و التي تحتاج ان يتم تبنيها في اوطاننا لا في الغرب.
وعندما عاد الحوار الى شذا كان ممتعا ويستحق المتابعة خاصة عندما حاولت ريتا خوري و بخفر شديد ان تسأل شذا عن المشهد المثير في وعد عرقوب و لم تتجرأ حتى على ذكر التفاصيل او اسم المخرج او ايصال النقد لشذا ربما خوفا من زعلها . ريتا المثقفة و الجريئة بامكانها ان تطرح سؤالها بوضوح اكبر لان شذا الجريئة تعي ما تفعل و لديها ما تجيب به و تقنع المتلقي.بامكان ريتا ان تسال شذا التي رفضت اجراء اي عمليات تجميل لانفها حتى، ما تريد. لكن شذا ايضا فاتها ما كتبه احد النقاد في ملحق “فضائيات الخليج” الصادر عن صحيفة الخليج في الامارات العربية المتحدة حيث وصف المشهد الذي قيل عنه اغراء عندما رقصت شذا على السرير وتمنعت على الجندي الحبيب القابع في زاوية الغرفة او الشاحنة، حيث قال ان المشهد يرمز الى الاغراء الذي تشكله الدول في العالم الثالث للدول الصناعية المحتلة لكن الوصول اليها او الاستيلاء على ثرواتها ليس بالسهولة التي يتخيلها المحتل. و قد وجدت في هذا النقد-التفسير انصافا كبيرا ليحيى سعادة كوني احب اعماله المصورة، و انصافا لشذا التي هوجمت كثيرا بسبب هذا العمل دون ان تيأس او تضعف او تحزن. و قد عرض جزء من فيديو كليب “وعد عرقوب” لكنه لا يمثل ما كانت تتحدث عنه ريتا. شذا دافعت و قالت ان الانوثة موجودة في كل اعمالها لان صفة الانوثة تكون موجودة او لا تكون في النجمة.
ثم اعلن ابراهيم بادي ان سؤاله ملغم و من شقين و سال شذا هل غنت الخليجي من اجل التواجد في حفلات الاعراس الخليجية اي لاهداف مادية و هل تعاونت مع الشعراء “الدفيعة”؟ و كان رد شذا بسيط و عفوي و استغربت و سالت بادي عن “لغمه” المزعوم لان السؤال عادي و طبيعي و هي على حق . قالت انها عراقية اي تنتمي للخليج و لها الحق قبل غيرها ان تغني خليجي . قالت انها تعيش في لبنان و غنت اللبناني و لم يسالها احد اذا كان الهدف مادي بل رحب بها الجمهور اللبناني. و انا اقول لابراهيم بادي ان نجوى كرم و وليد توفيق و راغب علامة و وائل كفوري و عمرو دياب و غيرهم الكثير كانوا دوما نجوم الاعراس العربية و الخليجية دون ان يقدموا اية اغنيات خليجية او انهم قدموا القليل. و اذا كانت المقاييس قد اختلفت اليوم فان من حق الفنان ان يرضي جمهوره في كل الاقطاع. الم يغني الجسمي المصري و احبه الجمهور المصري و طلبوه في حفلاتهم؟ هل فعل ذلك لاهداف مادية بحتة؟ لا اعتقد لان الفنان العربي ملك لكل جمهوره العربي في كل الاقطار و من حقه وحقهم عليه ان يخاطبهم باحاسيسهم و لهجتهم. اما بالنسبة للشعراء “الدفيعة” فانا لا اراهم تهمة ايضا لانهم اولا من شعراء الصف الاول واذا كانوا يتمتعون بكرم يسمح لهم بتصوير كل اغنياتهم فان المستفيد هو حتما كافة الاطراف اولهم الجمهور لانه سيتلقى عملا راقيا، و سينال الشاعر الشهرة المنشودة وينال كل من الملحن والمخرج و المطرب حقه المادي و المعنوي.
شذا غنت “لايف” في ختام الحلقة لانها واثقة من صوتها. و عندما تحدتها فاطمة ان تغني ما يبرز صوتها و طبقاتها بعد اداء “اسم الله” غنت طالعة من بيت ابوها نزولا عند طلب مريم ولم تفارق الضحكة محياها .
و اختتمت الحلقة بلقاء عن الافلام العربية القصيرة.
ان تهمة “كثرة الطباخين تحرق الطبخة” لا تنطبق ابدا على برنامج سوالفنا حلوة. لان اختلاف الراي لا يفسد للود قضية و لان الدفة تديرها الرائعة مريم امين و لان كل مذيع في البرنامج يتمتع برأي خاص و شخصية مختلفة . يختلفون و يكملون بعضهم لنجاح سوالفنا حلوة.
