رأي: نجوم الصف الأوّل على الساحة الغنائيّة العربيّة معدودون وغياب صناعة نجوم جدد

في الاونة الأخيرة لاحظنا غياب صناعة نجوم جدد على الساحة الغنائيّة العربيّة، فنجوم الصف الأول في العالم العربي باتوا معدودين وان فكرّنا معاً جيداً نجد ان الاسماء الكبيرة و”الدسمة” قليلة جداً مقارنة مع حجم الوطن العربي وإرثه الفنّي.

ان أردنا ان نضع شروطاً لتصنيف فناني الصفّ الاول نقول: هي أسماء لديها ريبرتوار كبير وثري ، ألبومات ناجحة تحقق مبيعات عالية عربيًّا، كليبات بميزانيّات ضخمة على مدار السنة، حفلات عامة وخاصة ومهرجانات وأعراس، طلب متزايد ومتكّررعليها من قبل شركات الإعلانات والإنتاج والمناسبات الكبيرة.

من الفنانين نذكر مع حفظ الالقاب: ملحم بركات، جورج وسوف، محمد عبدو، راغب علامة،عمرو دياب، حسين الجسمي، كاظم الساهر، عاصي الحلاني، وائل كفوري، راشد الماجد،عبدالله الرويشد، فارس كرم، فضل شاكر، تامر حسني، ماجد المهندس، رامي عياش، صابر الرباعي .

من الفنانات نذكر: سميرة سعيد، نوال الزغبي، نجوى كرم، يــارا، نانسي عجرم، أحلام، أصالة نصري، إليسا، كارول سماحة، شيرين عبد الوهاب، هيفاء وهبي، أنغام ونوال الكويتية .

ونحن هنا لا نقلّل من قدر وقيمة الفنانين الآخرين الا اننا اليوم نحصي فناني الصفّ الاول مع كامل احترامنا لنجوم آخرين يشرّفون وطننا العربي ونعتذر سلفاً ان سقطت احدى اسماء نجوم الصفّ الاول سهواً.

ومن بين هذه الأسماء نجوم تربّعوا لعشرات السنوات في المراتب الأولى وحققوا نجاحات منقطعة النظير وحققوا انقلاباً كبيراً على الساحة الغنائية ، ونجوم آخرون لمع نجمهم في السنوات العشرة الأخيرة ووصلوا إلى الصف الأول بعد رحلة مضنية وشاقة لم تكن طريقها معبّدة بالورود والحرير أبداً بل نافسوا بشراسة وبعناد كبير واستطاعوا كسب الرهان والوصول الى سدّة النجومية، لكن هذه النجومية كانت نتاج دعم اما شركات إلانتاج التي تبنّت مواهبهم وأنفقت الكثير من المال عليها واما مدراء أعمال وقفوا بوفاء الى جانبهم ،صقلوا موهبتهم وراهنوا عليها فكان لهم الفضل الاكبر على نجومية الفنان.

ولكن هذه المعادلة نراها شبه معدومة مؤخرًا، إذ أن لا شركات انتاج او مدراء أعمال يتبنّون المواهب الجديدة التي يلمع برقيها قليلًا في برامج الهواة فتلفت الانظار اليها الا ان عدم تقديمها لأعمال قويّة وناجحة فور مغادرتها للبرنامج يخرجها مباشرة من المعادلة، فنحن نعيش في عصر السرعة وقطار النجومية والشهرة لا ينتظر أحداً، ولو انه “عصر تفقيس الفنانين” الا اننا نتحدّث اليوم عن الفنانين الحقيقيين، مشروع نجوم صفّ أول ، وشركات الانتاج بالكاد تستطيع الانتاج لفنانيها وسداد كامل مستحقاتها ، أما مدراء الاعمال المحترفون في الوطن العربي فلا يتخطى عددهم عدد أصابع اليد الواحدة ، وبرامج الهواة مهووسة بجمع المال والدولارات من خدمة الـ Sms مقابل التصويت للمشتركين وفور انتهاء البرنامج تضع ملايين الدولارات في جيبها وتبحث عن طلاب ام مشتركين جدد بمواصفات جمالية معينة بهدف استثمارهم في موسم جديد من البرنامج والمشتركين الذين أصبحوا “سابقين” فالله يعينهم ويأخذ بيدهم !!
وهنا يأتي تساؤلنا: من سيكون نجوم الساحة الفنيّة في السنوات المقبلة بغياب ولادة نجوم جدد وترسيخ عصر الأغنية الضاربة وليس النجم الجماهيريّ؟

من سيعيد العصر الذهبي الى الساحة الفنية الغنائية ويجرؤ على تقديم مواهب استثنائية شابة جديدة ؟
وهل نعد أنفسنا بمدراء أعمال جدد ام بشركات انتاج جديدة محترفة ؟

في جميع الاحوال نتمنى ان تحصل معجزة على هذا الصعيد فالفنّ العربي يفتقد اليوم الى “النجوم النجوم” الذين قد يحدثون انقلاباً على الساحة الفنية التي تحولت مؤخراً الى سوق للنخاسة بحجّة العصرنة ومواكبة التطوّر والتكنولوجيا وبوجود الدخلاء والمتطفلين على الفنّ الذين وصلوا اليه بطرق ملتوية ومعوّجة، لا بدّ ان نتمنى ان يصّح الصحيح ويعود الناس المصفقون لهؤلاء الى رشدهم علهم يعون في أي مستنقع وحل يسبح هؤلاء الفنانين ومن يدعمهم ، آملين ان يلد الفن العربي مواهب استثنائية جديدة تسهم في تصويب الامور وتهذيب الذوق العام كما تسهم في عودة كل ابن ضال الى بيت الفنّ الاصيل والحقيقي وتعيد المجد الى الاغنية العربية التي أهانها في السنوات الاخيرة جيل الخلاعة والنايت كلوب وأؤّكد ان الفن الجميل لا يتناقض مع العصرنة فالاخلاق والابداع لا يعرفان زمناً ولا عهداً ولا تاريخ….

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com