رأي- موضة يتنافس بسببها أهل الفن… عادل إمام الوحيد الذي فهم المعادلة وجعلها لصالحه.. الإعلانات نجاح حقيقي أم مجد باطل؟

أدهشتني تلك اللقطة وأنا أشاهد أحد البرامج التلفزيونية لأرى إحدى فنانات الصف الأول المحترمات وهي تتحدث بفخر عن عدد الشركات التجارية التي تمثلها هي كوجه إعلاني غالي الثمن!! أدهشتني الثقة والتعطش للمزيد والمزيد.. والأكثر إدهاشاً بين كل هذا هو أنها استغلت لقاءها الذي أطلت فيه للجمهور المحب في برنامج محترم لتذكر إسم إحدى الماركات التي تمثلها أكثر من مرة..

فنانة أخرى أحزنتني عندما أطلت في برنامج آخر تتفاخر بعدد إعلاناتها ومن ثم ذكرت اسم فنانة كبيرة ومهمة قائلة “هذه الفنانة حاولت سرقة إعلان مني فتركته لها بمحض إرادتي فهي يا حرام لم تعد لديها إعلانات”.

الإعلانات هي أكثر ما أثار الجدل في تاريخ الفن.. فأصحاب النفوذ وأصحاب الأموال يرون في الفنانين والفنانات أصحاب الأسماء البارزة الدجاجة التي ستحول لهم بيضتهم العادية التي يمثلها منتجهم إلى بيضة من ذهب بمجرد أن تحتويها وتعطيها شرف التموضع لها والتحدث باسمها.. ولكن هل فعلاً النجاح بالحصول على أكبر عدد من إعلانات الشركات التجارية وخصوصاً إذا ما كانت عالمية هو نجاح حقيقي أم هو مجد باطل يعتقدون بأنهم لمسوا النجوم وقت حصولهم عليه ليكتشفوا لاحقاً أنهم بسببه سيقعون لسابع أرض!

أبرز نجوم العالم أصروا و إلى أن فارقوا بريق السجادة الحمراء وودعوا الحياة أن لا يسمحوا باقتران اسمهم بأي إعلان أو منتج أو شركة تجارية، وكان النجم في السابق إذا ما وافق على القيام بعمل أي إعلان يُطلق عليه (نجم الإعلانات!) فيُسحب منه لقب نجم الشباك أو نجم الإيرادات ويصبح وللأسف يحلم بحصوله يوماً من الأيام على لقب نجم الجماهير لأن لقب “نجم الإعلانات” سيظل واصماً سيرته بالعار مدى الحياة!

اليوم النجوم والنجمات يتنافسون على تمثيل الماركات التجارية وخاصةً العالمية منها، ومن الممكن أن يصل التنافس فيما بينها على مثل هذه الأمور إلى حد المنافسة غير الشريفة.. وهو ما يجعلنا نتساءل هل تغيّر مفهوم الإعلان إذا ما ارتبط باسم نجم معين، فهل سيقبله الجمهور لإرتباطه بإسم نجمه المفضل؟؟

في استبيان قامت به مجلة “بصراحة” على عدد كبير من شباب وشابات موقع “فيسبوك” وعلى عدد من المنتديات رصدنا فيها الآراء، النتيجة لم تصدمنا إلا أنها بالتأكيد ستشكل صدمة لعدد كبير من النجوم الغافلين..

فكانت الآراء بالإجماع تقريباً ايجابية لفكرة ظهور النجم كوجه إعلاني لأي ماركة، إلا أنهم أكدوا على أن ذلك يجب أن يتم وفق ضوابط، وهو ما يأخذه النجم أحياناً على محمل الجد.

فمثلاً هم يرفضون أن يمثل نجمهم المفضل والذي يحبونه كثيراً أحد أنواع المواد الغذائية، كما يرفضون أن يمثل إعلاناً لشامبو أو صابون.. وطبعاً هذا يقودنا لاستنتاج رفضهم البات لأن يمثل هذا النجم اسم احد ماركات كالـ (الشيبس) أو العصائر أو حتى الحلويات.. وبالتأكيد وطالما هم يرفضون كل ذلك فهم يرفضون بشدة تمثيل النجوم لمنتجات الأدوات الكهربائية أو المفروشات المنزلية أو حتى السجاد والسيراميك.

ولكنهم أبدوا إعجاباً باقتران أسماء نجومهم بماركات الذهب والمجوهرات أو العطور العالمية أو دور الأزياء المهمة، و أكدوا على أن مثل هذه الإعلانات تعطيهم انطباعاً جيداً عن جماهيرية نجومهم المفضلين، ولكنهم أبدوا استياءهم من استغلال بعض الفنانين لأعمالهم أو حفلاتهم في الترويج لهذه المنتجات، كأن تطل الفنانة فتقول لبسي من دار الأزياء المعينة أو مجوهراتي من المحل العالمي المعين لأن ذلك يعطيهم إحساساً بأن فنانهم تحول إلى أداة للترويج للسلعة أياً كانت أهميتها و درجة عالميتها..

وعبر أكثرية منهم عن إعجابهم الشديد بتجربة الفنان عادل إمام الإعلانية وقالوا عنها بأنها الأكثر ذكاءً والأكثر نجاحاً حيث استطاع الزعيم تحويل الموضوع من صفقة تجارية إلى صفقة مزدوجة تجمع بين الترويج ورسالة الفنان السامية..

ولقد أكدت لنا مصادرنا الخاصة أنه وفور انتشار الإعلان التجاري الخاص بالزعيم عادل إمام على الفضائيات حتى انهالت عليه الاتصالات من هنا وهناك لتهنأته ليس بالإعلان فحسب وإنما بالصورة والحكاية التي تمحور حولها الإعلان والتي استطاع فيها الزعيم أن يقص حكاية صغيرة عن شعب بلده الجميلة في مدة لم تتجاوز الدقائق مستغلاً اسم شركة الاتصالات التي يمثلها قالباً القاعدة المعروفة رأساً على عقب والتي لطالما اعتمدت على استغلال الشركة للفنان وليس العكس..

الأخبار تضاربت حول الأجر الذي استطاع الزعيم الحصول عليه إثر موافقته على تصوير هذا الإعلان والذي يُعتبر الأول على الإطلاق في مسيرته إلا أن مصادر كثيرة أكدت أنه بلغ الأربعة ملايين دولار أي أنه الأجر الأعلى بكل المقاييس..

ولذلك فلا يسعنا أمام هذه التجربة إلا الوقوف والتصفيق لذاك النجم الذي فهم لعبة الإعلانات وحولها لصالحه وصالح نجوميته واستطاع أن يضيف إليها فظهر بصورة حميمة في شوارع مصر يتحدث عنها وعن ناسها الطيبين رافضاً ورغم الأجر الذي حصل عليه أن ينطق باسم الشركة أو حتى يلمح إليه ولذلك فهو الوحيد الذي حقق المعادلة الصعبة ويستحق الإطراء..

بالتأكيد ستبقى الإعلانات دوماً مصدر جدل ونقطة تنقسم عندها آراء المعنيين بين مؤيد ومعارض ولكن لو نظرنا إلى النجمات اللواتي تبقى نجوميتهن غير قابلة للمساس أمام نجاح فنانات أخريات يحصدن جوائز عالمية مثل السيدة فيروز أو ماجدة الرومي أو جوليا بطرس، حيث استطعن البقاء في القمة دون منازع فسنرى أنهن لطالما تجنبن وعن قصد مثل هذه الأمور حتى أمام إغراءات الشركات العالمية جداً وربما هذا ما يصنع المفارقة بين نجم الجيل ونجم كل الأجيال.. و أقصد طبعاً القدرة على تقدير الأمور وتقييمها والنظر للمدى البعيد .. البعيد جداً!!

ونتمنى ان نرى أهل الفن يتنافسون على الإعلانات الإنسانية ونقصد طبعاً تلك التي تخص توعية الشباب ضد المخدرات أوالإيدز أو حتى القضايا الوطنية كالتعليم في فلسطين أو إعادة إعمار العراق أو غيره.. لأننا وللأسف لا نرى في هذه الإعلانات سوى أوجه جديدة ربما لن تستطيع أن تترك نفس تأثير المشاهير إذا ما قدموها لنا

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com