رأي: مشاهير الوطن العربي تقاضوا المال مقابل مشاركتهم في “ديو المشاهير” فعن أي أعمال خير يتحدّثون؟

8 مشاهير من العالم العربي شاركوا في البرنامج الجديد “ديو المشاهير” الذي بدا عرضه على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال lbc والذي بحسب معدّيه والشركة المنتجة له Vanilla Production لصاحبتها السيدة رولا سعد، يهدف الى المساهمة في مشاريع خيريّة يعود ريعها لجمعيّات خيريّة وإنسانيّة.

أما المشتركون فهم: ملكة جمال لبنان السابقة والناشطة في حملات التوعية الإجتماعية كريستينا صوايا، مصمم الأزياء المصري المعروف في العالم العربي محمّد داغر، الممثّلة السورية العربيّة الشهيرة جيني إسبر، الصحافيّة ومقدّمة البرامج اللبنانيّة المعروفة يمنى شرّي، النجمة والممثّلة اللبنانيّة نادين الراسي، أحد روّاد الطبخ في لبنان والعالم العربي الشيف رمزي، المدرّب الرياضي جورج عسّاف، والممثّل ومقدّم البرامج المصري المعروف أمير كرارة.

وقد أعلن كلّ من المشاهير عن المشروع الخيري الذي سيدعمه، حيث ستقدّم جيني الجائزة لجمعيّة “بسمة” دعماً لعلاج مرضى سرطان الأطفال، وكريستينا لمركز المسنّين ” بيتنا”، ويمنى شرّي لجمعيّة ” كفى” لمناهضة العنف ضدّ المرأة والطفل، وجورج عسّاف لثلاثة مولودات فقدن والدهنّ باكراً، أما محمد داغر وأمير كرارة فلمستشفى 57357 لمعالجة مرض سرطان الأطفال، والشيف رمزي لقسم ” التوحّد” في مؤسّسة الكفاءات، ونادين الراسي لجمعيّة الصليب الأحمر اللبناني.

هذا جيد جداً….
الى هنا ما نقرأه أكثر من جيد جداً…
ولكن…

ما لا يعرفه القراء ومشاهدو البرنامج ان كل ضيف من مشاهير الوطن العربي اشترط مقابل مشاركته في هذا البرنامج الحصول عن مبلغ معيّن من المال مقابل كل حلقة يطّل فيها وان اختلف الرقم بين مشترك وآخر وبين مشهور وآخر وبين بلد وآخر الا ان الأجور تراوحت بين 10.000 دولار و20.000 واحياناً أكثر عن الحلقة الواحدة، وقد علم موقع بصراحة من مصدر موثوق جداً ان عدداً كبيراً من نجوم الوطن العربي قد تمّ الاتصال بهم الا ان بعضهم طلب أرقاماً خيالية فتمّ الاستغناء عن مشاركتهم والاستعانة بنجوم آخرين حتى ان احد النجوم المصريين طلب من الشركة المنتجة مبلغ / 100.000/ دولار اميركي مقابل الحلقة الواحدة ومفاوضات أخرى فشلت مع ممثلة سورية شهيرة جداً طلبت 13.000 دولار للحلقة الا انها اعتذرت في اللحظة الاخيرة بسبب ارتباطات مسبقة…

نبدأ من هنا ، من هذه الأرقام الخيالية التي يتقاضاها نجومنا المشتركين ليمتعونا كل ليلة جمعة بغنائهم ونشازهم وليوتّروا اعصابنا بسبب ثقل دمّ بعضهم…

نبدأ من هنا لنقول، ونتوجّه الى اصحاب فكرة البرنامج ومعدّيه بالسؤال: “عن أي عمل خير تتحدّثون؟؟”
عن الخير الذي يأتي مباشرة من المشاهدين؟ عن خير الضيوف؟ عن خير الاعلانات؟ عن أي خير بالحقيقة تتحدّثون؟؟”

كنت ساتفّهم لو انكم في نهاية البرنامج خرجتم بشهامة وانسانية استثنائية لتقولوا للمشاهدين ان حصة معينة من المال الذي جناه البرنامج من تعب المشاهدين وأموالهم سيذهب لعمل خيري يختاره الفائز بالمسابقة ، وكنت ساحترم كثيراً حسّ المشتركين الانساني الذين، ان اختاروا فعلاً تقديم ما سيكسبونه من البرنامج الى المحتاجين والمؤسسات الاجتماعية والخيرية، فعلى الاقل ان يتنازلوا عن اتعابهم مقابل اطلالتهم التلفزيونية ، فالحسّ الانساني يفرض عليهم ذلك انطلاقاً في مبدأ المشاركة فهي ليست حكراً على رسائل المشاهدين القصيرة…

ثانياً ليس لائقاً ان يستغّل القيمون على البرنامج مواضيع انسانية بهذا الحجم وهذه الاهمية، ليروّجوا لهذا البرنامج الفنّي وليحصدوا ملايين الدولارات كما يحصل في برنامج ستارأكاديمي حيث وصلت قيمة الرسائل القصيرة في الحلقات الاخيرة منه الى أكثر من 7 ملايين دولار اميركي….ويأتون اليوم ليقولوا لنا ان الهدف انساني وتكاد عيون المشتركين تدمع من شدّة التأثّر…..

وماذا عن الاعلانات التي تمّر في البرنامج؟ لم لا تتبرّع السيدة الكريمة صاحبة الفكرة بجزء منها لصالح أعمال الخير والمساعدات التي تدعو اليها؟؟

الامر مؤسف بالفعل، والضحك على الناس واستغلال امور انسانية بهدف جني المال أكبر فضيحة قد يقوم بها المسؤولون عن البرنامج الذين أعجبتها فكرة جني الاموال الطائلة من برامج الهواة التي تعتمد على التصويت وبدل ان يأتون بمواهب لا يعرفها أحد ويجنون  منها ما جنوا ، فضّلوا استقدام مشاهير معروفين ومحبوبين في الوطن العربي فيسهّل عليهم ذلك الدعوة الى التصويت ويؤمن لهم ذلك أضعاف ما جنوه من برنامج “ستار أكاديمي” ومن “دهنو سقيلو” اي من رسائل المشاهدين الاغبياء والساذجين لدفع أتعاب العاملين معهم، واجور المشاهير المشاركين و”بطريقهم” يخصّصون مبلغاً من المال لعمل الخير ، فما قيمة عشرات آلاف الدولارات مقابل الملايين التي يجنيها البرنامج؟؟

فكرة “ديو المشاهير” فكرة رائدة وجديدة وجميلة ولا احد ينكر على رولا سعد وعلى Vanilla Production هذا الابداع وابتكار الافكار الجديدة ولكن ليس على حساب الناس و”مصّ دمائهم” ، فالشعبي العربي ليس كله من الخليج وليس ميسوراً الى حدّ ان ينفق أموالاً طائلة على التصويت لنجمه المفضّل ، وان كانت رولا سعد ستجيبني بان احدا لا يجبر هؤلاء على التصويت ، ساجيبها بلا ، فحسهم الوطني وحبهم لنجمهم وصغر سنّ بعضهم وعدم نضوجهم يجبرهم على التصويت لمن يفضلّون وان كان جمهور الخليج وبلاد الاغتراب هو فقط ما يهمها وهو الـ Target ام الهدف من خلق هذا النوع من البرامج ،فلتعلن رولا سعد عن ذلك امام الملأ ، فاللبنانيون يغرقون كل مرّة في “وحل ” التصويت وهم للاسف يعلمون او لا يعلمون ان تصويتهم لن يجدي نفعاً امام “حيتان” التصويت في الخليج وبعض الدول العربية الثرية ، فوّفري عليهم عناء ومشقّة التصويت واحترمي مشاعرهم ووفّري عليهم دموع الخيبة والانكسار بخسارة متكّررة لكل لبناني يصوتون له .

وأنا أتساءل هنا لم لا تتحوّل الاعلانات الى مصدر وحيد لجني الأموال تماماً كما يحصل ًفي الغرب وهذا حقّ مشروع لك وللبرنامج وبالتالي تختار لجنة التحكيم الفائز وهذا ما يجب ان يحصل اصلاً، فيكون روميو لحود ومروان الرحباني – مع حفظ الالقاب- الجهة الوحيدة المخولة لابداء الراي والتقييم ؟

موضة الـ sms موضة جديدة على شاشتنا العربية غيّرت في السنوات الاخيرة مفهوم برامج الهواة التي كان يقيمها أساتذة كبار فيتابعون هذه المواهب ويختارون بضمير أجمل الاصوات والمواهب ويخرجون جيلاً جديداً من الفنانين الحقيقيين يتابعون مسيرة الكبار ويحافظون على ارث الفنّ العربي وليس جيلاً جديداً من المتطفلين على الفنّ يصلح فيهم لقب “فنانو الـ sms “….

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com