رأي – عندما تتعارض المصلحة الشخصية مع الواجب تجاه الوطن، هكذا للاسف يتصرّف فنانو لبنان

الفنانون العرب، يدّعون الوطنية ويجاهرون بها وهم الاكثر بعداً عنها، فمصالحهم تفرض عليهم ذلك ولو اننا نتفهّم حرصهم على افضل واحسن العلاقات مع الحكّام والسلطة، الا اننا بالمقابل لا نتفهّم ان يديروا ظهورهم للناس والشارع ويكتفون بأغنيات وطنّية تكلّفهم ما تكلّفهم الا انها تسدّ بعضاً من واجبهم تجاه هذا الوطن وشعبه.

قليلون هم الفنانون الملتزمون ولو ان كثيرين غنّوا للوطن والقضية، فالأغنية الوطنية لا تضع الفنان في خانة الفنانين الملتزمين، فعادة ما تكون الأغنية الوطنيّة موسميّة وفقاً للظروف والأحداث والمناسبات ولا تتخطى كونها محاولة اثبات وجود من قبل الفنان والتبرّؤ من تهمة اللا وطنيّة التي سيًصبغ بها من لا تكون في رصيده الفنّي أغنية وطنية، في حين ما هو أهمّ من اصدار الأغنيات يكمن في المواقف الوطنيّة الشريفة والتعبير الصادق عنها، بكل جرأة وشفافيّة والتفاعل مع وجع الوطن وشعبه، ولكن، للأسف، يخاف معظم الفنانين العرب أخذ طرف مع جهة ضد الاخرى او ان يحسبوا على جهة او فئة دون ألاخرى فيخسرون جمهور احدى هاتين الفئتين او الجهتين بالطبع بإستثناء البعض الذين لطالما جاهروا دون أي خوف من أحد أمثال المبدع زياد الرحباني وجوليا بطرس وغيرهما.

قليلون هم الفنانون الملتزمون وقد أضاءت المؤسسة اللبنانية للارسال lbc مؤخراً ضمن برنامج “عن جدّ” الذي يقدّمه الاعلاميان “شانتال سرور” و”فيني رومي” على بعض هؤلاء الذي اتخذوا من مواقفهم وأغنياتهم متراساً لمواجهة أعداء الوطن من اي جهة اتوا ومن اي فئة كانوا واستقبلوا في برنامجهم رائدين في الاغنية الملتزمة التي لا تقتصر على الاغنيات الوطنية بل تذهب أكثر لتعبّر عن واقع مؤلم وحزين ان على الصعيد الاجتماعي او الانساني فيتحوّل هؤلاء الى مرآة لشعبهم ولسان حالهم ليعبّروا من خلال اغنياتهم عن وجعهم وهمومهم وشجونهم وغضبهم ورغبتهم في التغيير.

لا نطلب من فنانينا العرب ان يشاركوا في ثورة الشعوب العربية ولا ان يحملوا رايتهم و يمشوا في الطليعة، ولكن ايضاً لن نرضى فقط ان يقتصر دعمهم لشعبهم بوضع صورة للعلم اللبناني او كتابة جمل رنّانة مختصرة على صفحاتهم الرسمية على موقع الفايسبوك وعلى هواتفهم الـ Blackberry فعليهم ان يكونوا الى جانب شعوبهم في السراء والضراء وان يكونوا قدوة لهم وألا تقتصر آراؤهم في الوضع السياسي والاجتماعي السيء على أحاديث جانبية في مجالسهم الخاصة بل عليهم ان يخرجوا في مؤتمرات صحافيّة تضامنيّة ويعبّروا عن وجع الناس ومعاناتهم فهم ولدوا من رحم الشارع وعليهم ان يكونوا أوفياء له خلال محنه الكبيرة وهذا واجب عليهم وهكذا فقط يثبتون انتمائهم للوطن.

نقول كل هذا اليوم، لأننا في موقع “بصراحة” ومن شدّة غضبنا مما يحدث في الدول العربية وتحديداً في وطننا لبنان، اتصلنا بعدد من أهم وأبرز الفنانين في لبنان وأرسلنا لهم سؤالين من خلال رسالة قصيرة طلبنا ان يجيبوا عليهما، السؤال الاول يقول: ” ما رأيك بما يحصل اليوم في لبنان؟” والثاني ” ماذا تشعر حيال ما يحصل في لبنان وما الرسالة التي توجهها للمسؤولين؟”

صدّقوا او لا تصدّقوا فقط 3 فنانين اجابوا بكل طيبة خاطر على رسالتنا، وأكثر من ثمانية فنانين من أهم فنانينا امّا اعتذروا عن الاجابة لأسباب واهية وغير كافية واما التزموا الصمت وفي كلتا الحالتين هما لا يستحقان لقب “مواطن لبناني” وعيب في أوقات الشّدة ان يأخذوا مواقف “جبانة” لا تليق بهم وبفنهم وجمهورهم. موقع “بصراحة” أراد ان يوصل صوتكم الى كل انحاء العالم ايماناً منا بأهمية صوتكم والذي اردناه ان يحمل وجع لبنان وشعب لبنان ونقول معاً ما يجب ان نقوله لدعم بلدنا في محنته الصعبة ولكنكم جبناء تخافون قول ما تؤمنون به وما تتجرأون على قوله بين اصدقائكم في مجالسكم الخاصة، في حين تكذبون على شعبكم وتتخاذلون وتخافون من ان تهتّز شعبيتكم عند فئة او أخرى في حين تتناسون انكم بموقفكم هذا بينتم للجميع انكم بلا طعم ولا رائحة و”بلا عازة”، فكل واحد منكم اظهر انه عارٍ من وطنيته وكرامته وعنفوانه فرجاء لا تدعوا حبكم لهذا الوطن ولا تغنوا له فأغنياتكم مزّيفة تماماً مثلكم ولن نصدقها بعد اليوم.

ملاحظة أسماء هؤلاء الفنانين نعرضها عليكم في اقرب فرصة لاننا ننتظر حسم الموضوع والتأكّد من نوايا من وصلتهم رسالتنا فأهملوها.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com