رأي- سؤال برسم الاذاعات اللبنانيّة: ماذا حلّ بـبرامج الاهداءات و “ما يطلبه المستمعون”؟

اعتدنا في الثمانينات والتسعينات على ظاهرة برامج “طلب الاغنيات” و”الاهداءات” او ما كان يعرف حينها بـ “ما يطلبه المستمعون”، وشيئاً فشيئاً باتت تغيب هذه البرامج عن ابرز الاذاعات اللبنانية في ظلّ ظاهرة دعم الاغنيات المتفشيّة عبر اثير هذه الاذاعات في السنوات الاخيرة واصبح المستمع مجبراً على سماع ما تختاره له الاذاعة او ما تفرضه عليه ان صحّ التعبير.

اذا المستمع الذي كان يختار الاغنيات التي يود سماعها، تحول مؤخراً الى متلّقٍ فقط في حين كان هو مقياس نجاح الاغنية او فشلها ونجاح الفنان كان رهناً بهؤلاء فاما تنجح أغنياته او تفشل شعبياً استناداً الى تهافت المستمع الى طلبها، في حين لا تبّث الاذاعات اليوم سوى الاغنيات التي يدعمها أصحابها من خلال دفع المال والمال الكثير.

والمستمع الذي يجهل كيف تسير امور هذه الاذاعات يتململ في معظم الاحيان من المستوى المتدني لمعظم الاغنيات ويتساءل لم تدهور مستوى الفن في لبنان في حين تحجب اغنيات كبار النجوم او اغنيات فنانين صاعدين لان هؤلاء الفنانين ببساطة اما يعجزون عن تأمين المبالغ الكبيرة لدعم أغنياتهم اما يستمرون بالتصّدي لهذه الظاهرة الشاذة في لبنان كون المنطق او سياسة اذاعات الغرب تفترض عكس ذلك، فهي تدفع للفنانين المبالغ الطائلة مقابل موافقتهم على بثّ أغنياتهم عبر هواء هذه الاذاعة او تلك، فماذا يحصل في لبنان ومن الجهة المخولة تصويب الامور والحّد من هذه الظاهرة المسيئة للفنّ والفنانين؟

اعيدوا للمستمع حقوقه في اختيار اغنياته ولا تفرضوا عليه ما يشوّه ذوقه الفني بحجة ان “الجمهور عايز كذا” فهو لا حول ولا قوة له عاجز عن مقاومة ما تسممون به ذوقه فتحملوا مسؤولياتكم وساهموا في اعادة “العزّ” الى الاغنية العربية وافتحوا هواءكم للناس وخذوا بعين الاعتبار ما يحبون وما يرغبون بسماعه واعيدوا لهم حريّة اختيار ما يشاؤون ولا تفرضوا عليهم الاغنيات الهابطة بالقوة، فتسهمون من جديد برفع شأن الفن وتعيدون للأغنية بريقها ويأخذ كل ذي حق حقه فلا يعود الفنّ رهينة المال ورهينة شهواتكم بل ابحثوا عن مصدر آخر للمال معتمدين على الاعلانات التي ستنهال عليكم بطبيعة الحال عندما يتضاعف عدد متابعيكم ومستمعيكم.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com