رأي- ريما كركي خشبة خلاص في عصر التراجع الاعلاميّ فلم ينهي المستقبل برنامج أنا ويّاك؟

ضمن اطار الحملة التي يقودها موقع بصراحة مؤخرا، وعنوانها الثناء على كلّ برنامج حواريّ هادف يستحقّ المشاهدة، وبعد أن انتقدنا هبوط بعض البرامج التلفزيونيّة، و سذاجة بعضها الآخر، وبعد أن أشدنا ببعض الاعلاميّين وبفحوى برامجهم الممتعة والهادفة في آن، سنسلّط الضوء اليوم على برنامج جميل جدا، أقلّ ما يقال عنه، بأنّه البرنامج الأوحد الذي يحقّق للمشاهد المتعة القسوى، باطلاعه على تفاصيل الحياة المشتركة بين النجوم وشركاء حياتهم الخاصّة، من دون الوقوع ،ولا مرّة واحدة، في فخّ المادة “الرخيصة” أو تعبئة الهواء بكلام فارغ يزول مع تغييرنا للمحطّة!

برنامج “أنا ويّاك” والذي تقدّمه الاعلاميّة “ريما كركي” عبر محطّة “المستقبل”مساء كلّ ثلاثاء والذي للاسف ينهي موسمه الاول قريباً، حقّق نجاحا نخبويّا يليق بريما الاعلامية التي تستحقّ أكثر بكثير ممّا هي عليه اليوم، لأنّها انسانة مثقّفة حتى النّخاع، وجميلة وبسيطة حتى العظم…وتليق بها الشاشة كما لا تليق بأحد. ضحكة ريما تأسر المشاهد، و عمقها الانسانيّ والثقافيّ، يجذبك الى متابعتها و عدم التفكير، مجرّد التفكير، بتغيير المحطّة والابتعاد عن مشاهدتها.

والكاريزما التي تتمتّع بها ريما، نادرة الوجود، ومهما اختلفت الآراء، يندر أن تسمع من أحد اي تعليق على لغة ريما، وطلاقتها، وعفويّتها أمام الكاميرا، وثقافتها وتفرّدها في اسلوب تواصلها مع المشاهد. أمّا برنامجها الاجتماعي الحواري، فمبنيّ على تسليط الضوء عل تفاصيل حكاية ثنائي ام “Couple” مشهور من الوسط…وريما الذكيّة، دائما تخرج بسكوبات و حكايات جديدة لا نعرفها عن ضيوفها، من دون أن تجتاز الخطّ الأحمر…بل دائما تحافظ على المسافة المطلوبة بينها وبين الضيوف، مصطادة ما تريد، بلا تجريح ولا تشهير…وتخرج دائما بمادّة دسمة تستحقّ المشاهدة، من دون أن تحصر ضيوفها في الزاوية، ولا أن تجعلهم يتحوّلون الى مركز الدفاع عن النّفس، كما يحصل في حلقات معظم من يطلق عليهم لقب اعلاميّين حتى باتت بعض البرامج ومقدمات هذه البرامج يقلّدون ريما ان من حيث نوعية الاسئلة او طريقة طرحها ونحن لا نستغرب ذلك ابداً، كون الجيد والسيء يقلُدّان في جميع الاحوال فلم لا نعمّم اذا ثقافة “المضمون الجيد والمحترم” فيتبعنا الآخرون ونكون بذلك انتزعنا فتيل “الفساد” الاعلامي الذي تحوّل مؤخراً الى وباء وكالفيروس ينخر في الجسد الاعلامي !

استضافت ريما نجوما من مختلف القطاعات، وقد استضاف البرنامج كل من مايا دياب وزوجها، وزير الاعلام طارق متري وعقيلته، المذيعة كارين سلامة وزوجها، النائب السابق مصباح الأحدب وعقيلته، الاعلاميّة شذى عمر وزوجها الاعلامي مروان المتني، النجم الكوميدي طوني ابو جودة وعقيلته النجمة كارلا حداد، المخرجة ميرنا خيّاط وزوجها المخرج طوني ابو الياس…وغيرهم الكثير والكثير من الضيوف الذين أغنوا الحلقات بالافصاح عن بعض جوانب حياتهم الشخصيّة، وبمناقشة مشاكلهم علانيّة، محلّلين شخصيّات بعضهم البعض، وكاشفين للمشاهد أسرار استمرار الزواج الناجح ونحن نستغل الفرصة اليوم لنطالب محطة المستقبل باعادة عرض الحلقات الخمس الاولى التي لم تأخذ حقها بسبب حلول شهر رمضان المبارك ونتمنى على ادارة المستقبل النظر في الموضوع وتلبية رغبتنا في مشاهدة الحلقات الخمس الاولى .

ريما كركي، واحدة من الذين لا يزالون يشدّوننا لمشاهدة قناة “المستقبل”، الى جانب كلّ من الاعلامي الصديق “زافين قيومجيان”، الاعلامي “زاهي وهبي” والاعلامي الصديق “ميشال قزّي”…ونتمنّى على المستقبل أن تبحث جديّا في كيفيّة الاستفادة من هذه الوجوه الجميلة التي تتمتّع بعنصر الجذب الأقوى، والتي تمنح هذه الشاشة تفرّدا وثقلا في المضمون.

ونأمل أن تخلط المستقبل أوراقها، وأن ترجع الى سابق عهدها، مؤسّسة تنافس زميلاتها على السّاحة وتشكّل خطرا عليها…آملين أن تستمرّ هذه الشاشة بمنحنا جرعات من الأمل، بالمحافظة على وجوهها النيّرة والمثقّفة…لأنّ ريما كركي وزملائها الذين سبق وذكرناهم منذ قليل، طاقات اعلاميّة نحن بأمسّ الحاجة اليها اليوم في زمن الانحطاط والافلاس الاعلاميّ !

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com