رأي- دعوة مشبوهة للتظاهر في لبنان فأحذر أيها الشعب اللبناني

وصلتنا رسالة من العنوان الالكتروني التالي iwave@i-limits.com بإسم طلاب وعمال وشباب لبنان، سنعرض عليكم ابرز ما جاء فيها ولكن سنسمح لأنفسنا بالردّ عليها فور انتهائكم من قراءتها:

لدينا طريقة لخفض سعر صفيحة البنزين (التي سيرتفع سعرها بعد يومين)، ولخفض أسعار المنازل وإيجاراتها (التي وصل سعر المتر فيها إلى 3000 دولار)، ولإيجاد حلول لأزمة الكهرباء (المقطوعة) والمياه (المنشّفة) والسير (العاجق)، ولإيقاف المحسوبيات (والرشاوى) في التوظيف العام (القائم على اساس المحاصصة وليس الكفاءة)، لخفض سعر المواد الأساسية (الخبز، اللحم، الفروج، الخضار) لكي لا يهاجر أبناءك ويتشردوا في كل دول العالم (إذا لم يكونوا قد هاجرواً فعلاً)، لمواجهة خطر الحرب التي يهددون بها (بيدك إيقافها)، لمحاسبة من يسرق أموال الدولة (أموالك)… نستطيع حل كل هذه المشاكل لكن بطريقة واحدة: عليك أن تقرر…

ماذا؟
التظاهر، الإعتصام، المطالبة، كل الوسائل لرفع الصوت مراراً وتكراراً…

كيف؟
إكتب مطالبك على أي شيء تريده، وتوجّه إلى التظاهرة.

لماذا؟
لأنه عبر مشاركتك الفاعلة سيصل صوتك إلى الحكّام المتلهين بمصالحهم، ليفهموا أنك ما عدت تريد إلا مصلحتك ومصلحة أولادك، وأنك مستعد لإزاحتهم لأنك تسعى لتأمين مستقبل أولادك.

متى؟
في الثلاثين من هذا الشهر عند الساعة 11 من قبل الظهر، لتقول لهم أن آخر الشهر بالنسبة للبنانيين “مش مزحة” لأنك تدفع نصف راتبك وأكثر لتسديد ديون بدأت تراكمها منذ منتصف الشهر الذي سبقه (في أحسن الأحوال)… لأنهم هم مسؤولون عن تراكمها عليك أنت.

أين؟
إنطلاقاً من تحت جسر الكولا، وصولاً إلى رياض الصلح، قلب البلد، حيث يتركز عمل الإدارات والمؤسسات الرسمية (لتصل الرسالة).

تـحـرّك…

دافع عن لقمة عيشك ومستقبل أولادك، لأنهم لن يعرفوا أن هناك أزمة إذا لم تصرخ وترفع الصوت وتـشارك في كل التحركات وتدعو عائلتك ومعارفك للمشاركة: مرة وإثنتين وثلاثة..

انتهى البيان

لم نعتد في موقع “بصراحة” المبالغة في عرض او نشر مقالات اجتماعية تتحدّث عن الواقع الاجتماعي المتردي في لبنان وفي الوطن العربي خشية ان يخرج الموقع الفنّي بامتياز عن مساره الاصلي ويفقد هويته كواحد من أبرز المواقع الفنية في المنطقة ولكن ما نقرأه اليوم مستفزّ ويطرح الكثير من علامات الاستفهام وننقل اليكم ابرز تساؤلاتنا:

نعيش في لبنان ومنذ اكثر من عشرين عاماً حالة اجتماعية مأساوية والشعب يناضل ويقاوم ابشع الازمات الاقتصادية والاجتماعية ايماناً منه بأن الغد سيكون أفضل لا محالة، وعبارة “بكرا بتفرج” نسمعها كثيراً في بلد اكتسب مناعة “مخيفة” ضدّ الظلم والفقر والتهجير وحتى الموت…

توالت الحكومات واشتّدت الازمات ونحن ننتظر حلولاً نهائية لمشاكلنا الكارثية العالقة ووعود كثيرة أغدقت على اللبنانيين من قبل كل الحكومات السابقة ولكن سرعان ما تتبدّد الوعود ويجد اللبنانيون انفسهم امام حائط مسدود فيتأملون بحكومة جديدة ويعود اليهم الأمل في بناء مستقبل مشرق لهم ولأولادهم فيعتبرون كل حكومة جديدة خشبة خلاص والدواء الشافي للداء الاجتماعي المزمن ولكن وسرعان ما يصابون بالخيبة واليأس وتنهار احلامهم بغد أفضل وحياة شريفة ولائقة…

ولكني لا افهم اليوم هذه الحملة المنظمة وعلى من؟ على أي حكومة بالظبط ان كانت الحكومة الجديدة لا تزال في طور التأسيس والتأليف؟ لم الآن ؟ لم اليوم؟؟ وعن اي حكّام يتحدثون؟؟ اين كانوا بالامس القريب؟؟ لم لم يعترضوا على أداء كل الحكومات السابقة؟؟

توقيت هذا التحرك مستغرب بعض الشيء للذين يجهلون كيف يحرك الشارع اللبناني عندما يرغب أهل السياسة بذلك، ولكن ذلك كان متوقعاً كثيراً في بلد يلجأ ساسته الى الناس لانقاذ انفسهم في اوقات المحن، وما لم يستطيعوا تحقيقه في السياسة سيحاولون تحقيقه في الشارع واستغلال وجع الناس للانتقام من فرقاء سياسيين آخرين …

مطالب هؤلاء الشباب محقّة ونحن ندعمهم الى ابعد الحدود ولكن المنطق يرفض ان يصدّق ان نوايا هؤلاء صادقة وحقيقية خاصة في هذا التوقيت وقبل تأليف الحكومة التي يتظاهرون ضدها. الموضوع لا يحتاج الى الكثير من التحليل فهم عجزوا عن التظاهر حين كان زعماؤهم على سدّة الزعامة والحكم وكان “البلد ماشي” و”كل شي ماشي” وفجأة وبسحر ساحر قرّر هؤلاء التظاهر منددين بالفقر والجوع وباسعار المحروقات وبسعر الرغيف و…و…و…. عشية تأليف الحكومة وقبل ان تعرض “المعتّرة” برنامجها ورؤيتها وأفكارها وخططها وقبل ان نحكم على أدائها؟

نحن نسأل اليوم هؤلاء ، انتم تريدون الاحتجاج والاعتراض على أداء أي حكومة بالتحديد؟ ستوجهون اصابع الاتهام الى اي سلطة تنفيذية وهي في طور التأليف والتكليف؟

سكتم طويلاً وطال ليلكم المظلم كثيراً وقبلتم بالفقر ورضيتم بالظلم على مدى اكثر من عشرين عاماً ولم تتظاهروا يوماً لتقولوا “كفى” بالرغم من كل المآسي التي عشتموها، لمَ اليوم وعشية تأليف حكومة هل لان زعماؤكم غير راضين عنها!!؟ لا تقبلوا ان تكونوا كالخراف يساقون الى الحقل فقط برغبة من زعمائكم، حكّموا فقط المنطق ان كان عاطفتكم عمياء وصماء وقوموا بما يمليه عليكم ضميركم وعقلكم ومنطقكم، فالحكومة الجديدة لم تؤلّف بعد لتصبّوا عليها حمم غضبكم من واقع اجتماعي معدم ولتحملوها ذنباً لم تقترفه بعد …

لا تقبلوا ان يستغلوكم لتنفذوا ما يعجزون هم عن تنفيذه، ولا تقبلوا ان تكونوا بعد اليوم “كبش محرقة” وأداة انتقام في ايديهم، اجلوا موعد هذه المظاهرة ولننتظر اداء الحكومة المقبلة وما ستقوم به ، هذه “آخر خرطوشة” للشعب اللبناني وحين تعجز عن تحقيق ذلك سنكون اول من يدعو الناس للانضمام الى مظاهرتكم المحقّة فيكون للمظاهرة قيمة وطعماً مختلفاً لان حينها فقط ستكون ثورة حقيقية ضد الظلم والقهر والجوع وسينضمّ اليها الشعب اللبناني بكامله!!

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com