رأي خاص- وحش الشاشة… وحش البرامج الانتقادية

باتريسيا هاشم – بصراحة: عاد الاعلامي طوني خليفة ببرنامج “وحش الشاشة” بعدما قرّر اعتزال البرامج الاجتماعية التي سُجّلت ماركة مسجلة باسمه على مدار سنوات طويلة. البعض اعتقد بداية ان طوني عاد ببرنامج لا يشبهه كونه اعلامياً جريئاً اعتاد اثارة الجدل والبلبلة من خلال كل المواضيع التي أثارها وان برنامج “وحش الشاشة” صغير على مقاس موهبته وضيق على مساحة ثقافته وسعة اطلاعه ولكن من يتابع برامج “وحش الشاشة” يدرك انه المكان الصحيح لطوني وانه المكان المناسب لخبرته الطويلة في عالم الاعلام كون البرنامج يتطلب حكمة في المعالجة ورصانة في الحوار وثقافة في العرض لا يدركها الا من بخبرة طوني خليفة الذي عاد أكثر نضجاً في هذا البرنامج الذي يسلط الضوء على اهم الاحداث التي كانت “وحش الشاشة” أي حديث الناس خلال الاسبوع.

كان يحتاج المشاهد اللبناني الى من يكون لسان حاله، فكان طوني خليفة في “وحش الشاشة” خير ناقل لامتعاض الناس وانزعاجهم واعتراضهم على مسائل وأمور كثيرة ، طرح مواضيعه برقي كبير وعالجها برقي أكبر وكان بأمانة محامي المشاهد، ترافع عنه بحنكة وذكاء ودافع عن وجهة نظره بدهاء فوضع الامور بنصابها وأعطى الامور حجمها الحقيقي بعيداً عن المبالغة والمغالاة بتفخيم الضيوف خوفاً من استفزازهم او اغضابهم كما يحصل في برامج أخرى نلمع صورة الضيف على مدار الحلقة.

تنقل طوني خليفة بين المواضيع الاجتماعية ، السياسية والفية عالجها على طريقة المخضرم في الاعلام ولم يكن الهدف من ذلك -أقّله من وجهة نظري- التباهي وعرض العضلات كونه لا يحتاج الى شهادة باحترافيته ومهنيته الا انه عالجها بطريقة الهازىء من الشواذ، أشار اليها بجرأة ووضع أصبعه على مكامن الخلل فيها،محاولاً تحجيم التجاوزات في مختلف المجالات واصدار الاحكام العادلة والمنصفة سلباً بحق المتجاوزين بأسلوب اعلامي راقٍ  بدا بارزاً في هذا البرنامج.

يغرّد طوني خليفة اليوم خارج سرب المطحنة الاعلامية الفارغة على مختلف الشاشات المحلية وبعيداً عن معضلة الرايتنغ المَرَضية، لذا لا بدّ اليوم من التنويه بهذا البرنامج النوعي والتوعوي علّه يكون محفزاً لباقي المحطات ليرتقوا ببرامجهم الى مستوى التميز شرط الا يقلدوا “وحش الشاشة” بل ان يحذوا حذو مقدمه في البحث عن التجدد والتميز.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com