رأي خاص- هكذا تحوّل بيت الكلّ الى بيت الحنين والوفاء لنجوم الزمن الجميل

1

باتريسيا هاشم: حلقة برنامج “بيت الكل” هذا الاسبوع كانت حلقة تكريمية بامتياز لبعض نجوم الزمن الجميل والعصر الفني الذهبي حيث عاد البرنامج الى الثمانينيات بالشكل والمضمون، معيداً شريط الذكريات الى حقبة فنية رائعة.

كل شيء في الحلقة كان مبهراً لناحية الاسماء التي اختيرت لبعث الحياة في ذاكرة مثقلة بالحنين الى عزّ وخير وجمال تلك الايام، فكانت الحلقة بمثابة العيد الذي حلّ قبل أوانه على جيل كامل من المشاهدين كان دون ادنى شك يحتفل بالامس بنجوم رافقوا لحظات ومحطات كثيرة في حياته ومناسباته السعيدة.

مايز البياع، فريق لنا، منعم فريحة، سمعان ابو سمرا، فهد عقيقي، محمد حجازي، مروان ادهم، سامي كلارك، مارون نمنم والامير الصغير حلوا ضيوفاً عزيزين جداً على ذاكرة جيل رافقهم وعايشهم وعاش على اغنياتهم، فغصّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الايجابية التي رافقت الحلقة التي تمنينا الاّ تنتهي ابداً.

ربما لم تعنِ الحلقة للجيل الجديد شيئاً ولكني اتخيّلهم جالسين بالامس الى جانب والديهم الذين أخبروهم كيف رقصوا وغنوا وأحبّوا وهجروا وفارقوا وعادوا لأحبتهم على هذه الاغنيات او اتخيلهم يمسحون تارة دمعة فرح وتارة دمعة حنين عن خدّ والديهم الذين عادوا بالزمن الى بدايات تعني لهم الكثير. ولكن في كلتا الحالتين، ان عنت الحلقة او لم تعنِ شيئاً لجيل اليوم، الا انها دون ادنى شك جعلتهم يقفون للحظة موهولين امام الشاشة، يتأملون كيف لهؤلاء النجوم الذين ارهقهم العمر، ان يغنوا أفضل بكثير من مرتزقة الفن اليوم وكيف لا يزال صوتهم يصدح ويملأ الدنيا غناءاً مبدعاً وجميلا على الرغم من تقدمهم بالسنّ. وكيف لهؤلاء ان يكونوا بهذا الاحتراف على الرغم من مرور اكثر من ثلاثين عاماً على المجد الذي عاشه فنهم واغنياتهم.

وبعد هذا العمر الطويل، كنا نتمنى ان يغوص معدّو البرنامج اكثر في تفاصيل ضيوفهم وان نعرف كيف يعيشون ويعتاشون؟ كم كان الجمهور وفيّاً لهم؟ من يغدر اكثر بصاحبه، الفن او العمر؟ هل احد اولادهم او احفادهم يملك صوتاً جميلاً او ينوي احتراف الفن؟ من يلفتهم من فناني اليوم واي نصيحة يوجّهون لهم؟ ماذا بقي من عطر فنهم في هذا الوجود؟ وهل يتذكرهم الناس في الشارع وكيف يتعاملون معهم؟ ان عاد الزمن بهم الى الخلف، هل يعيدون التجربة نفسها او يتراجعون؟ حتى لو كانت هذه الحلقة تكريمية ارادها المعدّون حلقة فرح فقط، ولكن لن يتسنى لنا ابداً ان نجمع هؤلاء النجوم في مكان واحد، لنعرف الاجابات على اسئلتنا الكثيرة.

كرّم “بيت الكل” بالامس مشكوراً نجوم الزمن الجميل وفعل ما يجب على الدولة الرازحة تحت اثقال الديون والهموم والفساد ان تفعله. فعل ما يتمنى كل واحد من جيل الزمن الجميل ان يفعله، وشعرنا بالفرح الذي ادخله عادل كرم وفريق البرنامج الى قلوب ضيوفهم وأسعدنا كيف اثلج ظهورهم على شاشة mtv صدورهم وكم حقق بعضهم ربما امنيتهم الاخيرة بوداع الساحة الفنية بهذا الشكل المشرّف الذي سيحفظه ارشيف التلفزيون.

ربما غامر فريق “بيت الكل” في هذه الحلقة وخاطر بنسبة مشاهدة مرتفعة من الجمهور الذي بات للاسف يبحث عن الاثارة والفضيحة والسطحية والسخافة والصدور والافخاذ المكشوفة على الشاشة الصغيرة، الا انهم دون ادنى شك قدّموا لقسم كبير من اللبنانيين حلقة فنية عظيمة وتاريخية…وليذهب الرايتنغ -ان لم يتحقق- الى الجحيم!

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com