رأي خاص- نجومنا بين الغيرة المدمرة والغيرة الايجابية … محاولات غير موفقة لخلق هوية خاصة بهم‎

الغيرة بين النجوم بالعادة نوعان ، نوع سلبي يدمّر صاحبه ونوع ايجابي يساهم في تطوير المرء لنفسه. والغيرة السلبية مهما ادّعى اصحابها انها عكس ذلك فان اعمالهم وافعالهم تفضحهم وتتحدث بالنيابة عنهم وتنقل صورتهم الحقيقية. اما ثقافة الغيرة الايجابية فهي نادرة في عالمنا العربي حيث تطفو الاحقاد والرغبة بالانتقام والانتقاص من قيمة الاخر والنميمة المدّمِرة فوق ثقافة تقبُّل الاخر ومنافسته بشرف لانتزاع تميزه منه والتفوق عليه وهذا ما نشهده نحن الاعلاميون في الوسط الفني الذي يظهّر هذه الغيرة بشكل واضح وفاضح .وغيرة الوسط الفني على الارجح عمياء لا تعتمد اي معيار للمنطق او تلتزم حدّ ادنى للحياء والاخلاق وهذا ما يترجم في الحروب العشوائية المستمرة فيما بينهم في الاعلام وحتى حين يصرحون انهم يترفعون عن ذلك وانهم لا ينحدرون الى هذه مستويات ، يكونون في ذروة ممارستهم لها.

وبين الغيرة القاتلة والغيرة الايجابية هناك غيرة خبيثة لا تظهر الى العلن انما تدفع صاحبها الى التمثل بالاخر وتقليده واستنساخه والتشبه به وبذل جهود كبيرة للتفوق عليه وتخطيه وهذا عادة يظهر جلياً الى العلن ويلاحظ متابعو هؤلاء النجوم ان وجوه الشبه بينهم كثيرة والتوقيت يكون مستغرباً بعض الشيء فتوارد الافكار عادة لا يشمل لون الشعر وقصّ “الغرة” واللون الغنائي المستجدّ ونوع الرياضة الممارسة ونوع الالة الموسيقية التي يعزف عليها وموضة تجديد الاغنيات والاصدقاء المشتركين والبرامج التي يقررون الظهور فيها بعد رفضهم لها ولجان التحكيم التي ينضمون اليها والمخرج نفسه الذي يتعاونون معه والتمثيل السينمائي الذي يقررون خوضه والاستماتة الى تقديم البرامج وآخرها حمى كأس العالم حين تهافت المشاهير الى الخضوع لجلسات تصوير فوتوغرافي دعماً لفريقهم المفضل، امور لا تخطر على البال تصبح مشتركة ومتشابهة فجأة وبين ليلة وضحاها وهذا ما لا يمر مرور الكرام على الجمهور والاعلام على حدّ سواء، وهذه الغيرة دون ادنى شك تجرد كل المتورطين فيها من الابتكار والابداع وتضعهم جميعاً في خانة واحدة فيصبحون نسخاً مقلَّدة لا طعم ولا تميزّ فيها…

اما الغيرة الايجابية فهي الغيرة التي تدفع بصاحبها عادة الى القيام بأمور جيدة ومُنتِجة وقيّمة فقط لأن منافسه فعلها قبله او صرّح برغبته بذلك او فكّر بالقيام بها والعدوى في هذه الامور تكون ايجابية جداً بالعادة فالسباق الى عمل الخير او اتخاذ موقف ايجابي معين او التحلي بروح ايجابية أفضل انواع الغيرة وهذا ما خبرناه مؤخراً في اكثر من محطة نذكر منها بالامس تشجيع فريق الجزائر لكرة القدم في كأس العالم 2014 من قبل جميع النجوم ودعم جمعيات حقوق المرأة كجمعية كفى او مؤسسات صحية كمركز سانت جود للاطفال المرضى بالسرطان او جمعيات تعنى بالحدّ من حوادث السير كاليازا وكن هادي وغيرها ، او الجمعيات البيئية او اعلانات وزارة السياحة والكثير من الامور التي تنتقل كالوباء بين النجوم ولكنها الى حدّ بعيد وبدون أدنى شك اروع الاوبئة على الاطلاق واكثرها فعالية وتأثيراً على المجتمع…

اذا وباختصار الغيرة انواع كذلك النجوم. منهم المبتكر ومنهم المقلّد ومنهم لا حول ولا قوة له، لذا عليهم ان يجدوا هوية لهم ويختاروا ان يكونوا سباقين في ابتكار الافكار والتمتع بانفتاح كبير على كل جديد نوعي. والسباق والتنافس ان حصل بينهم فليكن على تقديم مادة فنية وانسانية واجتماعية قيمة وعدم القبول باستدراج لاوعيهم الى اماكن سبقهم اليها سواهم وهذا بالفعل ما يميز نجوم الغرب الذين نجحوا في خلق هوية خاصة بهم وخطٍ استثنائي يشبههم الى حدّ بعيد، فليكن نجومنا العرب النسخة الاصلية عن انفسهم وليس النسخة المقلِّدة للاخرين.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com