رأي خاص- نانسي عجرم تسونامي جرش ٢٠١٥

باتريسيا هاشم – بيروت: وغصّت مواقع التواصل الاجتماعي مساء امس بصور النجمة اللبنانية نانسي عجرم من حفلها التاريخي كما أُطلق عليه في مهرجان جرش الدولي في الاردن، وراح البعض يُعبّر عن ذهوله بعدد الحضور ويُقدّر ارقام الحشود ويُعبّر عن دهشته باستقبال الجمهور لنانسي وبطريقة تعبيره عن محبته لها وعن تصفيقه الحار وعن الهُتاف والصراخ والغناء وكل اشكال الاحتفال بنجمة جيل كامل من الشباب، وهل كنتم تتوقعون غير ذلك يا قليلي الايمان؟

هذه نانسي عجرم، النجمة التي احترفت النجومية منذ نعومة أظافرها والتي غفت نوتات الموسيقى بين ضفائر شعرها وبين ألعابها وبين قصص طفولة كانت شبه مستحيلة، هي التي وقفت على أهمّ المسارح حين كان بعض النجمات يتعثرن حتى في المشي،هي التي صارعت أحلاماً كانت حكراً على الكبار فغلبت طفلة صغيرة أحلام الكبار، هي التي مشت خطوات تأرجحت بين التفوق والابداع فتنافسا على خطواتها حتى أصبحت نانسي عجرم صاحبة السجل الذهبي لأكثر خطوات ناجحة في مسيرة فنان، مسيرةٌ لا غبار على اي خطوة فيها.

لماذا انتم متفاجئون بتسونامي جرش بالامس، فهذه حال كل حفلات ومهرجانات نانسي عجرم ، تلك النجمة التي حبّبَ الله الجمهور بها، ليس لأنها تملك موهبة متكاملة وكاريزما نادرة وجمالا ساحراً وحضوراً آسراً، بل لأنها تمتلك قلباً من ماس وياقوت وأخلاقاً نادرة في زمن انحدار كل القيم الاخلاقية بإسم الفن وبحجة المنافسة؟

لماذا انتم متفاجئون بتسونامي جرش بالامسّ وهي هزت عروش كل نجمات الوطن العربي منذ ان امسكت الميكروفون بيدها وغنّت أغنيتها الاولى؟

لماذا انتم متفاجئون بتسونامي جرش بالامس وهي “أكلت الأخضر واليابس” منذ ان قرّرت ان تحترف الغناء فلم تترك جائزة لأحد واعلاناً لأحد وحفلاً او مهرجاناً لأحد؟

لماذا انتم متفاجئون بتسونامي جرش بالامس وهي بدل مشاركتها في لجنة تحكيم برنامج للمواهب أُختيرت في برنامجين؟

في كل مرة اشهد على نجاح جديد لنانسي عجرم، أشبّه نفسي بالحَكَم الذي يغفو في مباراة لكرة القدم من شدّة الملل، لأن الكرة تبقى طوال التسعين دقيقة مع لاعب واحد، لا يتمكن احد من الاقتراب منه، مجاراته او حتى محاولة سرقة الطابة منه، وهذه هي الحال مع نانسي عجرم، فهي الثابتة على الساحة الفنية والتي لم تتراجع يوماً او تفقد شيئاً من بريقها او تخفت نجوميتها ، بل كانت دائماً جاذبة لكل الأضواء وكل السحر.

قالت نانسي بالأمس: هذه ليلة عمري، هذه الليلة هي واحدة من نوادر الليالي التي غنيت فيها، فخفق قلبي حبّاً لهؤلاء المحبين، الذين تمنيت لو إستطعت النزول أليهم لأعانقهم كأخوتي وأهلي وأحبتي. شكراً لمحبتكم من الأردن، ومن فلسطين، ومن كل الدول العربية. فأنا أعرف أن أغلبهم جاء من أماكن بعيدة، فقط ليقولوا لي أننا أحبّة، والرسالة وصلت، بوسات لكل من حضر ومن لم يستطع الحضور، ومن قلبي أتمنى لكم الخير والسلام والأمان.

ونحن نقول اليوم، انها كانت ايضاً ليلة عمر الجمهور الذي حضرك ووقف وغنى معك وأشبع عينيه من سحر جمالك وأذنيه من سحر حنجرتك، ولعله لن ينسى ابداً هذه الليلة الاستثنائية من حياته لأن سحرك لم يكن يوماً مؤقتاً او آنياً بل هو أزلي يدوم كالعطر بين ثنايا الذكريات، وسيطول الحديث عن هذه الليلة الحدث التي كرّست نانسي عجرم تسونامي جرش 2015 .

وفي نهاية السهرة تسلمت نانسي عجرم درعاً تكريمياً من ادارة مهرجان جرش.