رأي خاص – ممثلات لبنانيات غيّرن جلدهنّ في رمضان

321

كثيرة هي الأدوار التي لعبتها الممثلات اللبنانيات في أعمال مختلفة، تنوّعت ما بين الدراما والكوميديا وغيرها، فأبدّعن في تجسيد شخصيات العمل ونجحن في جذب الجمهور وكسب ثقته مثبتين انهن رقم صعب في الدراما.

هذا الموسم الرمضاني كان مختلفاً ومميّزًا، من حيث الأعمال بشكل عام والمواضيع المطروحة في المسلسلات والتي تنقل الواقع الذي نعيشه بأمانة، فيشعر المشاهد أن ما يراه ليس مسلسلاً أو عملاً رمضانيًا ينتهي مع انتهاء الشهر الفضيل، إنما هو تجسيد لواقع مؤلم وموجع نعيشه في لبنان، إلا أننا نحاول غضّ النظر عن مساوئه وصعوبته، لنستطيع الاستمرار وسط كل العوائق التي تعترض طريقنا. لذا جاءت المسلسلات لكي “تفشلنا خلقنا” وتعبّر عمّا يدور في أذهاننا وما نشعر به.

وليكون العمل ناجحًا، وجب أن تتكامل كل مكوناته، من حيث النص والإخراج وأداء الممثلات، الى جانب اطلالاتهن التي يجب أن تتناسق مع الشخصية التي يجسدنها وتخدمها دون مبالغة، كي تقنعن الجمهور بها.

وقبل الإضاءة على ممثلات أبدعن هذا الموسم وغيّرن جلدهنّ حيث ارتدين شخصياتهن بإحتراف ما امتع المُشاهد بشكل كبير، لا بدّ من أن نشير ان موقع “بصراحة” كان قد سلّط الضوء منذ عدة أيام على ممثلات لبنان المبدعات اللآتي يطلّنّ على الجمهور في الاعمال الرمضانية الحالية، حيث يجسّدن أجمل الأدوار واكثرها صعوبة وازدواجية، تتطلّب خبرة كبيرة واطّلاعا فنياً، الى جانب الموهبة التي يتمتّعن بها. (لقراءة الخبر: رأي خاص- ممثلات لبنانيات قديرات في رمضان ٢٠١٩).

البداية من مسلسل “بروفا” بطولة الممثلة ماغي بوغصن، التي قدّمت عملاً واقعيًا، له أهداف متعددة، لامست من خلاله الأجيال الصاعدة والشباب والمراهقين، إذ نقلت الواقع الذي يعيشونه بحرفية وأمانة. وفي حديث سابق لموقع “بصراحة”، أكّدت ماغي أنها غرّدت هذه المرة خارج السرب، اذ أحبّت ان تقدّم عملاً مختلفاً، خصوصا أنه سبق لها ان قدمّت في أعمالها عدة شخصيات مثل سيدة القصر في “24 قراط”، المرأة الأنيقة والطبيبة في “يا ريت”، والمرأة المفجوعة على اولادها في “ثورة الفلاحين”، أما الآن فدورها مختلف تماما في “بروفا” حيث تطل بشخصية الفتاة الفقيرة فتخلت عن الفخامة والرفاهية وكانت اطلالتها تتلاءم مع الشخصية التي تجسّدها، وأقنعت الجمهور بدورها. وهذا ليس بغريب عن ماغي التي أكدت لموقعنا انها تحب ان تتلون بأدوارها متسائلة “من يتلّون في هذه الأيام بالأدوار؟”.

أما بالنسبة لمسلسل “خمسة ونص” والنجمة نادين ن. نجيم، التي تخلّت عن المكياج القوي والثياب المثيرة والفخمة وظهرت بثياب مناسبة لخدمة دورها كدكتورة ونائب في البرلمان، مع تسريحة شعر عادية جداً، فركّزت على شخصية “بيان” وكيفية ايصالها للمشاهد بطريقة حقيقية، وطبّقت كل التفاصيل التي تخدم هذا الدور بعيدا عن التبرّج والمبالغة فيه.

نصل الى مسلسل “الكاتب” والممثلة دانييلا رحمة، التي جسّدت شخصية عكس شخصيتها الحقيقية المشاكسة والشغوفة ، فكل من يعرف دانييلا عن قرب، يلمس كم هي انسانة عفوية ومرحة، أما في “الكاتب” فكانت المحاميّة الجديّة والهادئة جداً التي تدرس كل كلمة قبل التفوّه بها، لكن رغم ذلك نجحت دانييلا في كسب ثقة المشاهد حيث أوصلت شخصية “مجدولين” المعقدة والمريضة نفسياً بإبداع، فكانت متألقة كعادتها.

من جهة أخرى، وفي مسلسل “انتِ مين“، أبدعت كارين رزق الله كعادتها وأسرت المشاهد، فتكاملت كل عناصر العمل، من حيث النص والاخراج وحتى المكان الذي تعيش فيه، في حيّ فقير وبيت متواضع غريب عجيب، كما المكياج البسيط التي كانت تضعه من وقت الى آخر، والملابس التي ترتديها والتي تدل على الفقر والواقع المأساوي الذي تعيشه، والانتباه الى هذه التفاصيل ليس بجديد على كارين، فقد عوّدتنا في كافة الاعمال التي قدّمتها أن تدرس تفاصيل كل شخصيات العمل وتنقلها بشكل صادق وحقيقي وواقعي الى المشاهد الا انها هذه المرة غيّرت جلدها ١٨٠ درجة وانست المشاهد كل ما سبق وقدمته.

وهذا الأمر ينطبق أيضًا على المبدعة جوليا قصار، التي جسّدت دور المحاربة في المسلسل، التي عاشت الحرب وخرجت منها مهزومة، خسرت اولادها وحبيبها من أجل قضية آمنت بها، الا أن هذه الأخيرة لم تكن على قدر توقعاتها، لتكتشف أن كل ما ضحّت من أجله كان وهما وكانت هي الخاسر الوحيد واستطاعت جوليا قصار ان تعانق هذه الشخصية والالتحام بها حد الغاء نفسها، ما اضاف ابداعاً على ادائها.

وبالانتقال الى الممثلة سهى قيقانو التي جسدّت دور “انتصار” في مسلسل “الباشا“، حيث قدّمت دورها بكل احترافيّة من ناحية الأزياء او المكياج الذي كان يُعتمد في عام 1912 ، شخصيّة انتصار دخلت الى كل منزل وجعلت الجمهور يقلّدها بطريقة الكلام والحركات والأزياء والمكياج بفيديوهات انتشرت على مواقع التواصل.

وأخيراً مع الممثلة ستيفاني صليبا، التي تطل على المشاهدين في مسلسل “دقيقة صمت“، حيث فاجأت الجمهور بإحترافها في تجسيد الدور، فظهرت بصورة طبيعية وواقعية، من حيث تسريحة الشعر والمكياج وحتى طريقة اللبس، فقدّمت الدّور بطريقة محترفة ومميّزة والغت ستيفاني الاصلية بالكامل .

ليس سهلاً ان تتخلى النجمات عن أنفسهن لأجل الدور لا سيما لناحية الازياء والماكياج وتسريحات الشعر الا ان كنّ شغوفات بما يقدمنه حد الذوبان في الشخصية بعكس من يصرين على التمسك بأفخم الازياء والاحذية وتسريحات الشعر والماكياج المبالغ فيه في ظروف واماكن ومناطق غير مبررة فيضحين بمنطق الاحداث لأجل تلميع صورتهن بسبب اللهث وراء الشهرة وجوع العودة الى الاضواء ولزوم التسويق لانفسهن من جديد.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com