رأي خاص- لماذا يا صبا مبارك؟
تعودنا عليها من أكثر الفنانات العربيات عقلانية، موضوعية وانتقائية، تعودنا أن نراها تجسد شخصيات مركبة متناسية أنها أنثى تحب الفن، لأنها لطالما جعلتنا لا نرى سوى تلك الفنانة التي لا تعطي أنوثتها أولوية أمام اختياراتها الدرامية، كنا ننتظر منها أن تخطو إلى الإمام خطوات عريضة، نحو مصر والسينما شيئاً فشيئاً وللعالمية في مشاركات ضمن إنتاجات سينمائية ضخمة كما سبق وفعل عدد من زملاءها، توقعنا منها كل هذا لأنها ممثلة قديرة رغم صغر سنها وتعرف مفاتيح التميز والنجاح.
صبا مبارك التي أراها في رمضان الحالي لا أعرفها، و لا أدري لماذا شعرت وكأنني أشاهد خطها الفني يمر أمامي بالمقلوب، لأن الذي أراه الآن ليس سوى اختيارات عشوائية وضياع بين شخصيات تحمل ذات الطابع ولا تختلف عن بعضها البعض سوى في أماكن تواجدها وقصة حياتها وتبدو تائهة كأنها ما زالت في بداية المشوار، حيث تشارك هذا الموسم الرمضاني بعملين، أولهما (حكايات بنات) والآخر (شربات لوز).
بدايةً كي لا أظلمها كوني أعرف أن عدد كبير من للسيناريوهات الدرامية في مصر التي تتسابق على تمويلها شركات الإنتاج لا يحمل سوى عدد قليل منها النصوص الجيدة بينما يمكن تصنيف الباقي بالمتوسط أو الأقل فهذا عائق أمام عدد كبير من ممثلي وتحديداً حيث تتقدم الصفوف أمام كافة أجناس الدراما بما تحمل من فكر ووعي وواقعية، وهو ما يجعل فنانيها يقعون في فخ الاختيارات الخاطئة في حال انتقلوا لتوسيع دائرة شعبيتهم في مصر فيكون همّ غالبيتهم هو الظهور و تحقيق الشهرة فيها دون أن يعوا أن التميز الذي منحتهم إياه فرادة الدراما السورية يجب أن يجبرهم على حسن الاختيار والدقة في تحقيق الجماهيرية المطلوبة وإلا فلتبقى الشعبية داخل نطاق سوريا وفقط هي الخيار الثاني دون أن يشاركوا في أعمال ركيكة لمجرد الظهور والنجاح في مصر (وخلاص)!
ولكن في حالة صبا مبارك فاللوم يقع عليها بدرجة كبيرة لأنها استطاعت تحقيق عدد كبير من أهدافها وتقدمت الى الصفوف الامامية عربياً بعدد من الاختيارات الموفقة في السنوات الأخيرة أبرزها كان (عيون عليا) الذي وضعها في المقدمة مع أبرز الفنانات العربيات، لذلك فالسؤال الأهم هو هل حكايات البنات كانت تستحق من صبا أن تضحي بالصورة التي استطاعت أن ترسمها بصعوبة سابقاً ؟
يبقى سؤال أخير أود كثيراً أن أعرف إجابتها عليه.. كيف تصنف صبا نصوص مسلسليها الحاليين؟ ألم يكن واضحاً أن أولهما سطحي و ثانيهما أكثر سطحية؟ و هل فعلاً كانت تستحق المرأة العربية من صبا التي جسدتها بأفضل حالاتها سابقاً أن تجسدها في هاتين الشخصيتين؟ والأهم من كل ذلك أود أن أعرف لماذا يا صبا مبارك؟
