رأي خاص- (صباح الخير يا لبنان) نقطة مضيئة على شاشة (تلفزيون لبنان) القاتمة ومقدّموه مثال الاعلاميين الشباب المحترفين

مؤسف حقاً ان يتفاعل “تلفزيون لبنان” مع ما يحدث على الساحة الاعلامية بعد ان كان فاعلاً فيها وبعد ان كان منارة الاعلام في الشرق الاوسط .

لا شك في ان المسؤولية تقع فقط على الدولة المُهملة لأبسط حقوق الانسان و المواطن في لبنان، فهل نستبعد عنها اهمال هذا الصرح الاعلامي الذي يجب ان يستعيد دوره الريادي وان يكون نبض الاعلام اللبناني و نبض المبدعين اللبنانيين كما في السابق؟

مؤسف حقاً ان يتحوّل “تلفزيون لبنان” الى صورة مصغّرة عن لبنان المهترىء الذي ينهش فيه صدأ الاهمال والتراخي وعدم تحمّل المسؤولية ، فما ينقص “تلفزيون لبنان” فعلاً ليس فقط “ميزانية” مقبولة تسدّ عجزه المالي او تساهم في انتاج برامج جديدة ، بل ينقصه “التخطيط” ورغبة حقيقية في التغيير ومجاراة عصر جديد من الاعلام المرئي، وواضح ان احداً ليس مهتماً بإحداث هذا التغيير لأسباب نعرفها جميعاً …

ولكن، وبالرغم من قتامة ظروف “تلفزيون لبنان”، الا ان الشمس تشرق كل صباح في استوديو برنامجها الصباحي الذي ينافس أهمّ البرامج الصباحية على محطات لبنانية أخرى وبالرغم من ملاحظاتنا الكثيرة على الديكور والاضاءة وأمور تقنية أخرى، الا انه لا يمكننا الاّ الاشادة ببرنامج “صباح الخير يا لبنان” وكل مقدّميه وفريق اعداده الذين يحرصون على تأدية عملهم الاعلامي بإحتراف ومهنيّة عالية بالرغم من كل امكاناتهم المتوفّرة والمتواضعة .

وما يشعرني بالفخر فعلاً، ان مقدّمي البرنامج رنا بيطار ، روني مهنّا و جو لحّود يقومون بعمل جميل جداً ويسدّون فراغ كل شيء في هذه المحطة التي فرغت من أي ابداع ، وتميزوا بأشواط عن زملاء لهم في محطات لبنانية أخرى ربما يكلّفها برنامجها الصباحي “ميزانية خيالية” ، فقط لأن رنا، روني وجو يعتمدون أولاً وآخراً على أنفسهم ، على ثقافتهم وذكائهم وسعة اطلاعهم ويتفوّقون على منافسيهم بثقتهم العالية بالنفس وبلغتهم العربية السليمة وبسرعة بديهتهم وذكائهم في ادراة الحوار وضبط كل محاوره، ولانهم على يقين ان عوامل الابهار ليست متوّفرة في ديكور الاستوديو ولا في الازياء والماكياج والحلي ولانهم يعرفون جيداً انهم هم، عامل الابهار الوحيد الذي يعتمد عليه برنامج “صباح الخير يا لبنان” .


فريق برنامج “صباح الخير يا لبنان” 

لا يمكنك ان تتحدّث عن البرنامج الصباحي في “تلفزيون لبنان” دون التوقّف عند المعّد والمشرف الاستاذ عبيدو باشا “يلي بيمسك التراب بصير برنامج صباحي” ، ولان ما يقوم به فعلاً انجاز حقيقي في ظل كل الظروف المستحيلة التي سبق وتحدّثنا عنها، وبالرغم من كل ذلك يحرص على تقديم مواد جديدة مثقّفة من خلال استضافة معنيين بشؤون اجتماعية واعلامية وصحيّة وثقافية. ولو يتقبّل الاستاذ عبيدو رأيي المتواضع، لكنت طلبت منه التركيز ولو قليلاً على الامور الترفيهية المسليّة، فالرتابة في الحوارات الصباحية قاتلة، ولا بدّ من تلوين بعض الفقرات وضخّ الحياة فيها، فلا يجوز –وهذا متعارف عليه في العمل التلفزيوني- ان تشعر العين والأذن بالملل فتتحوّلان الى محطّة أخرى ، وهذا الاجراء ليس مكلفاً ولا يُحمّل المحطة أي أعباء إضافية، ولكنه يتطلّب مجهوداً مضاعفاً وبرنامج “صباح الخير يا لبنان” يستحق كل هذا العناء .


الاستاذ عبيدو باشا

وفي النهاية لا بدّ من ان نكرّر الاشادة بمقدّمي البرنامج الذين يشرّفون أي محطّة يطلّون على هوائها، وهم الذهب الخام الذي يلمع اينما وجد، لانهم يتمتّعون بمضمون محترف وخامة قيّمة، فهم يعتمدون فقط على أنفسهم في حين يعتمد مقدّمو بعض المحطات الاخرى على فريق اعداد “طويل عريض” يقوم بالابحاث والقراءات ودعوة الضيوف ويكتب الأسئلة ويشرف على الحوارات ، ويكتفي المقدّم بـ”قامتو والسلامة” ، وبوضع ملابسه والعطر وقراءة الاسئلة على الضيوف كالببغاء واحياناً التعثّر حتى بقراءتها .

في زمن تعتمد فيه معظم المحطات أولاً وآخراً على شكل المقدّم والمقدّمة انطلاقاً من قكرة ان” كل شي باقي بيتظبّت”، يقدّم برنامج “صباح الخير يا لبنان” مثالاً صارخاً على المقدّم الوسيم والذكي في آن وصاحب الحضور الآسر والمثقَّف في آن ، وأعني طبعاً روني مهنّا الشاب الوسيم الذي يطّل كل صباح عبر شاشة تلفزيون لبنان وربما كثيرون يسألون لم روني مستمر في “تلفزيون لبنان” في حين من الممكن ان تُشرّع له ابواب اهّم محطات التلفزة اللبنانية والعربية، لما يتمتّع به من مقوّمات المقدّم الممتاز والراقي والمثقّف، وهو جمع استثنائياً الشكل الجميل مع المضمون القيّم، وتألّق على شاشة عريقة كانت في عصرها الذهبي تضع أمثال روني على الراحات وتحوّلهم الى نجوم في سماء الاعلام العربي وتساهم في توسيع رقعة شهرتهم .

وعلى أمل ان يسترجع “تلفزيون لبنان” عصره الذهبي  والمكانة التي يستحق على خارطة الاعلام العربية ، نتمنى ان يأخذ روني وأمثاله حقّهم من الشهرة والنجومية الاعلامية، لاننا نفتقد في ايامنا هذه الى اعلاميين شباب محترفين وحقيقيين يعدون بمستقبل باهر ومشرق للاعلام اللبناني.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com