رأي خاص- رامي عياش يستمتع بمولوده الجديد‎

باتريسيا هاشم – بيروت: تربّعت على عرش ريبرتواره الغنائي في جميع حفلاته منذ العام 2004 حتى أتت أغنية جديدة وأطاحت بها وكانت نجمة صيف 2015 بدون منازع ، “خليني معاك” لرامي عياش لم تكن تتوقع ان تنافسها أغنية أخرى للنجم نفسه بعد كل تلك الاعوام، فكانت “يلا نرقص” وليدة الموزع نفسه أيضاً، انقلاب فنّي ممتع امتع الجمهور اللبناني والعربي وجاء العمل المصور الموقّع من المخرج المبدع فادي حداد ليتوّج الاغنية ملكة بين أعمال واصدارات كثيرة هذا الصيف .

“يلا نرقص” اغنية “هيت” بكل مفهوم الكلمة وهي اغنية متكاملة العناصر الناجحة، بدءاً بالكلام القريب من القلب للشاعر المبدع سليم عساف، وصولاً الى اللحن الممتع لرامي عياش والتوزيع العالمي للمحترف جان ماري رياشي وهي اغنية ساحرة تختصر الفرح بكل ابعاده وتساهم في رفع مستوى “الادرينالين” لدى المستمع الذي يشعُر انه مُدّ بطاقة ايجابية نادرة وانه ممتلىء حياةً ،وهذا ليس رأينا فقط، بل نحن نعكس رأي الشارع والناس العاديين الذين تفاعلوا بشكل كبير مع هذه الاغنية التي فرضت نفسها بقوة التميّز على الرغم من التعتيم غير المباشر لمعظم الاذاعات اللبنانية عليها.

اذا وبعد أكثر من احدى عشر عاماً، ودّعت “خليني معاك” الصدارة في ريبرتوار رامي عياش الغنائي، لتحلّ محلها رائعة فنيّة سرّها “منها وفيها” وسحرها طاغٍ على باقي تفاصيلها، أغنية “حدث” لا بل “احداث” بالجملة، لما تتضمن في طياتها من طاقة ايجابية وجرعات مضاعفة من الايجابية والفرح، أغنية أصبحت “على كل شفّة ولسان” على الرغم من ان الاذاعات اللبنانية التي بمعظمها لا يتحلى القيّمون عليها بالذوق الفني الرفيع والتقدير السليم للفن المصنّف متفوقاً وحسّ المسؤولية تجاه الفن اللبناني، إذ ان كل ما يهمّها للأسف هو الدعم المادي، عدو الابداع والتميزّ.

ولو اننا نتفهم حاجة هذه المحطات للدعم المادي من اجل استمراريتها، الاّ ان ذلك لا يمنع ان تكون لديها استثناءات لدعم روائع الاغنيات لكبار النجوم، كون هؤلاء في اي بلد آخر تدفع لهم الاذاعات مقابل موافقتهم على بث اغنياتهم على هوائها، ولا يمكننا ان نلوم رامي عياش وغيره من النجوم ان تمنّعوا عن دفع المال مقابل دعم اغنياتهم، لأنه لا يجوز ان يُعامل نجوم -في رصيدهم عشرات سنوات الابداع والنجاح وعشرات الالبومات المتفوّقة- كالمغنيين الهواة او فنانين درجة ثانية وثالثة، مع العلم ان المنطق يفرض على الاذاعات ايضاً دعم المواهب الشابة الواعدة .

تريو رامي عياش، سليم عاف وجان ماري رياشي أثبت ابداعه في أكثر من عمل غنائي اذ أنهم يتعاطون مع الفن للفن وليس للتجارة، واليوم انضم اليهم المبدع الرابع فادي حداد الذي تفوّق في ترجمة فرح هذه الاغنية وقوّتها في مشاهد خدمت الاغنية وساهمت في انجاحها أكثر. ولعل هذا الفيديوكليب يصنّف عالمياً وان أخفضنا الصوت او اخفيناه، لاعتقدنا اننا نشاهد نجماُ عالمياً في الفيديوكليب لخصوصية هذا العمل المصوّر المنفّذ باتقان كبير حيث كان الحرص على ابراز التفاصيل الصغيرة واضحاً ودون ادنى شك ان رامي عياش يتقن التعاطي مع الكاميرا ، مغازلتها احياناً واستفزازها أحياناً أخرى لتلتقط أروع ما لديه.

“يلا نرقص” أغنية ستبقى نجمة السهرات والحفلات مع او بدون اي دعم اذاعي، لأنها فرضت نفسها بقوة الجمال ولا تحتاج الى محفّذ او مشجع وهي من الاغنيات القليلة التي انتشرت كالنار في الهشيم دون ان يبذل مؤديها مجهوداً اضافياً لتسويقها ، فهي لم تصل للناس بعملية الـ matraquage الشهيرة اي البث المتكرر والمبالغ فيه للأغنية والتي يعتمدها باقي النجوم فيحفظ لاوعينا الاغنية حتى ولو لم يتقبلها وعينا، بل احبها الجمهور في لاوعيه ووعيه على حدّ سواء، فنالت رضاه وضمنت البقاء على قائمة اقوى اصدارات الفن المعاصر.

ولعل بساطة أداء رامي عياش لهذه الاغنية زادت الى حدّ بعيد من اعجاب الجمهور بها، فهو ادّاها دون تكلّف او فزلكة والناس بطبيعتهم يفضلون كل ما هو بسيط وقريب منهم، لذا كانت هذه الاغنية بمثابة “ضربة معلم” لرامي على كافة المستويات .

تأخرنا لنكتب عن هذه الاغنية لاعتقادنا بداية اننا استذوقناها بشكل فردي، الاّ ان اعجاب الجمهور التصاعدي والكبير بها وبعد اسابيع على اصدارها، فرض علينا مشاركتهم رأينا بها ونحن متأكدون ان تعميم هذا المقال جائز، كون وباء “يلا نرقص” الفنّي تفشى في الوسطين الشعبي والاعلامي واصبح محسوماً ان هذه الاغنية “ظاهرة” بحالتها الخاصة على الرغم من بساطتها، واستحقت عن جدارة ان نتوقف ونكتب عنها ونوجه تحية تقدير كبيرة لكل من ساهم فيها وفي إنجاحها.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com