رأي خاص – دور رشا اي بييريت قطريب في مسلسل روبي نعمة او نقمة؟

بييريت قطريب ممثلة ومقدّمة برامج لبنانية تطّل في مسلسلاتها وفي برنامجها الصباحي على شاشة المستقبل كالنسمة “خفيفة نظيفة ولطيفة” فهي راقية ولائقة الى ابعد الحدود وادوارها شاهدة على كلامي هذا .

شاهدناها مؤخراً في مسلسل “كزانوفا” الى جانب الممثل مازن معضّم حيث لعبت دور الضحية، فوقعت في حب شاب “جغل” مهووس بالنساء ومريض جنسياً وهي ارملة ولها اولاد فكانت طريدة سهلة لمن يتقن لعب دور العاشق الولهان، وكان دورها يتطلّب ان تكون مكسورة وضعيفة بما انه خدعها واستغلّها وخانها ، وقامت بييريت بدورها على أكمل وجه لدرجة اننا كنا نتساءل ان لم تقم هي بهذا الدور فمن كان لينجح بتأديته ؟

ومن ثم ظهرت بييريت في مسلسل “روبي” فلعبت دور رشا شقيقة روبي اي سيرين عبد النور لتشكّل معها ثنائياً متباعداً جداً، فكانتا الصيف والشتاء تحت سقف واحد ، ومرّة جديدة يسند الى بيريت قطريب دور الشابة المهذّبة والخجولة التي تتفانى بحبّها وعطائها وتضحياتها في سبيل من تحّب، وصدّقوني ليس من السهل ابداً ان ينجح اي ممثل بلعب دور الطيّب والمثالي، لانه يتطلّب جهداً وذكاءً فائقين لاقناع المشاهد وكسب تعاطفه، وكالعادة تفّوقت بييريت قطريب على نفسها ونجحت في اقناعنا بأنها الحنونة والمحبّة التي لا تعرف حدوداً للتضحية والتفاني في سبيل والدتها وشقيقتها وهي المكسورة دوماً والمهضومة حقوقها دائماً وهي الضحية وهي الضعيفة والمستضعفة وهي المهزومة، وهذا يتطلّب احترافية عالية في التمثيل بهدف اقناع المشاهد وكسب تعاطفه وشفقته وهذا ما نجحت بييريت قطريب بتحقيقه فعلاً!

لا شك في ان “رشا” دورها أساسي في مسلسل روبي حتى ولو أسندت ادواراً بارزة  الى ممثلات أخريات، الا ان كل الادوار وخاصة دور سيرين عبد النور اي روبي كاد ان يكون ناقصاً وغير مكتمل ان لم تُرسم او تُخلق شخصية “رشا” شقيقتها ، وهذا يترجم معادلة الثلج والنار ، الليل والنهار ، الاسود والابيض ، الصيف والشتاء، والا لم نكن لننصف رشا ونتعاطف معها الى ابعد الحدود ونُدين روبي ونقسو عليها بحكمنا الى ابعد الحدود ،. انطلاقاً من هنا نؤكّد ان دور بييريت قطريب في مسلسل روبي يُعّد من اصعب الادوار واكثرها تعقيداً ،لانه ليس من السهل بمكان تقمّص شخصية الضحية والرزوح تحت ثقل همومها وآلامها وهذا ما ابدعت بيريت قطريب بالفعل بنقله بأمانة الينا…

ولكننا ايضاً نتوّجه الى بييريت اليوم بمحبّة ونسألها ان تخرج من عباءة الشخصية الضعيفة والضحية وتنوّع ادوارها أكثر وتختار لنفسها او تطلب من كتّاب المسلسلات اللبنانية رسم شخصية جديدة لها ، شخصية امرأة لعوب ربما او امرأة قوية ومتمرّدة او امرأة وصولية وانتهازية فقط من أجل التغيير وكسر القالب الذي وضعت فيه مع انه يليق بشكلها الخارجي وبنعومة ملامحها كثيراً .

نبارك لبييريت قطريب مرة جديدة نجاحها في مسلسل “روبي” ونتحرّق شوقاً لمعرفة كيف ستواجه ظروفها الصعبة وحدها وان كانت ستتخطى ضعفها وتواجه كل من أساء لها وأخطأ بحقّها…يتبع

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com