رأي خاص – دعوا نداء شرارة وشأنها وتخلصوا من عقدكم أولاً

رأي خاص – بصراحة: بعد أيام قليلة على فوز الفنانة الأردنية نداء شرارة بلقب برنامج “ذا فويس” بموسمه الثالث، بدأت بعض الأصوات الشاذة تخرج من القمقم بعد أن كانت لا تجرؤ على الكلام في النور، وتتستر خلف الظلام والحديث مثل الجبناء لأنهم لا يملكون الشجاعة على المواجهة.

أصوات شاذة هدفها الوحيد إطلاق نيران الجهل والعقد على نداء شرارة فقط لأنها شابة محجبة تمتلك من الموهبة ما أنعم الله عليها، صاحبة صوت مميز، فتاة طموحة تحدت العادات والتقاليد التي تقيد المرأة في عالم عربي تحكمه عادات أكل عليها الدهر وشرب، عادات وتقاليد تصلح للقرون الوسطى وعصور الظلام، وهل نعيش اليوم في عصر الظلام أو في عصر الإنفتاح كي يُرجم حلم فتاة أصبح حقيقة وواقع شاء من شاء وأبى من أبى.

منذ فوزها باللقب تتعرض نداء شرارة على مواقع التواصل الإجتماعي لحرب لا يمكن وصفها إلا بأنها حرب التطرف على الإعتدال والإنفتاح تحت ذريعة أن الدين لا يقبل بذلك ولا يسمح للفتاة المحجبة من تحقيق حلمها وإستغلالها موهبتها، وهل أصبحت الموهبة شرا وأعمالهم وأفعالهم خيرا؟

ما ذنب نداء شرارة أن تتعرض للقنص من كل صاحب عقدة نقص يرى أن مهام المرأة أن تقبع في المنزل خلف الجدران؟ما ذنب نداء شرارة الفتاة المهذبة التي حافظت على مبادئها أن تكون ضحية للإرهاب الفكري والتعصب الديني؟

نداء شرارة التي آمنت بموهبتها وثابرت وعملت على تحقيق حلمها ليست كما تدعون وتظنون، بل إنها فتاة مسلمة تدرك جيداً تعاليم دينها، وليست بحاجة إلى نصائح كل شخص لا يفقه بالدين سوى أن الرجال قوامون على النساء، وكأن الحياة عبارة عن سجن للمرأة وان تكون سجينة أو جارية لتحقيق ملذاتكم وإشباع غرائزكم الجنسية.

من العار أن تنظروا إلى نداء شرارة على أنها فتاة قد خالفت العادات والتقاليد، وأنتم قابعون في الجهل والتخلف والمجتمعات الغربية وصلت إلى المريخ، وأنتم تحاربون فتاة محجبة دخلت المجال الفني بإحترامها ورصانتها، وكل يوم تخترعون الأسباب لتصوبوا نيران حقدكم على المرأة العربية لأنها أصبحت صاحبة كلمة وموقف، ومن باب التأكيد إن نداء شرارة لا تمثل الفتاة المسلمة والمحجبة فقط بل إنها تمثل المرأة العربية من كل الأديان والمذاهب والطوائف، تمثل المرأة المثابرة التي تحارب من أجل حقها في الحياة والعمل وتحقيق ذاتها.

دعوا نداء شرارة وشأنها وتخلصوا من عقدكم أولاً، وحرروا أنفسكم من القيم القديمة التي لا تثمن ولا تغني من جوع، ومن تحدت ونجحت وحافظت على مبادئها ليست بحاجة إلى إرشاداتكم الدينية والأخلاقية، بل بحاجة إلى أن تدعوها بسلام وكما يقال “المسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده”.

بقلم: موسى عبدالله

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com