رأي خاص – بين سطحيّة الافكار وغربة النصوص، شجون الهاجري أصبحت أكثر نضجاً

الفنانة الكويتية الشابة شجون الهاجري و الظاهرة التي جمعت حولها ملايين المعجبين من داخل الخليج العربي و خارجه تطل هذا العام في رمضان و لأول مرة أكثر نضجاً في خطوة كبيرة إلى الأمام تُحسب لها و ذلك من خلال مسلسل “كنة الشام و كناين الشامية”.

وبالرغم من أن موهبتها لاقت إعجاب الكثيرين منذ أن كانت في سن صغيرة وشجّعت كافة المخرجين على اختيارها في عدة أدوار معقدة إلا أنها لم تصبح حتى الآن بالحرفية التي تطمح هي إليها قبلنا جميعاً.

هذا الأمر يعود بالدرجة الأولى للنصوص التي ظلت لسنوات طوال تقيّد الدراما الخليجية داخل قفص الغربة عن المجتمع الذي تخرج منه… و بالدرجة الثانية للسطحية التي غلبت على الأفكار و شوّهت القضايا مما أدى بالأمر في نهاية المطاف إلى تجميد قدرات الفنانين على ما وصلت إليه قبل أن تتوعّك الدراما الخليجية بهذه الطريقة و لكنها اليوم و لله الحمد بدأت تتماثل للشفاء.

شوجي الآن استطاعت في 2012 أن تخرج من قفص تلك الدراما و انضمت إلى الفريق الفريد من نوعه، وها هي تشارك و لأول مرة منذ سنوات في عمل يستقطب الإعجاب الأدبي قبل الإعجاب الجماهيري .. و لذلك أرى أنها سلكت في هذا العام خطوة جديدة نحو الاحتراف و بالتأكيد فهي بحاجة إلى المزيد من هذه الأعمال التي تحاكي الفكر القيّم و تستهدف الجمهور ذو الذائقة الخاصة.

و لكن وعلى الصعيد الجماهيري، فهي أصبحت أحد أكثر نجوم البرامج الترفيهية احترافاً في جذب الجماهير .. و أعتقد أن اختياراتها البرامجية صائبة و طلّتها موفقة للغاية لأنها ببساطة هي (سعيدة) على الشاشة و لذلك استطاعت أن تبث من طاقة السعادة تلك لجميع مشاهديها و هو بالتالي ما جعل من حلمها المتواضع ببرنامج مسابقات على قناة فنون يتحوّل إلى واقع يستمر لسنوات ويعرض في أهم أوقات الذورة و على شاشة لا مُنافس لها و هي شاشة الـ MBC .. و أعتقد أن الوقت الذي ستتساوى فيه درجة الحرفية بين شجون الممثلة و شجون المقدمة قد اقترب كثيراً .. لأن شجون اليوم وببساطة أكثر نضجاً.