رأي خاص- بولا يعقوبيان… شكراً

باتريسيا هاشم – بصراحة: ارادت ان تختبر انسانية الشعب اللبناني فكان لها ما ارادت وفاقت المساعدات كل التوقعات فنحن شعب عظيم حتى ولو فرقتنا السياسة الا ان الانسانية دائماً ما جمعتنا وهذا سر وسحر الشعب اللبناني المناضل في سبيل انسانيته…

وارادت ان تختبر انسانيتها فتفوّقت على نفسها وأثبتت انها ليست اعلامية درجة اولى فحسب بل هي انسانة بالدرجة الاولى قامت للعام الثاني على التوالي بما يحتاج الى قبيلة من النساءلانجازه…

لم تكن حملة “دفى” لتنجح لولا اصرار بولا يعقوبيان على حق الفقير والمحتاج بأقل مقومات العيش ولولا ايمانها بـ”دفى” قلب اللبناني الذي لا يرضى بأقل من ذلك، فراهنت على ذلك وكسبت الرهان بالامس وكانت حملتها الاكثر تحقيقاً لعدالة اجتماعية تغض الدولة اللبنانية الطرف عنها وتتجاهلها في ظل الاسراف بالتركيز على السياسة التي لا تعترف بانسانية ولا “دفى” من اي نوع كان…

اعلامية ناجحة، امرأة استثنائية وانسانة نادرة في زمن التعلّق بالقشور والابتعاد عن لبّ الانسانية التي ضاعت وتناثرت في زمن فوضى التباهي بالامور السطحية والعيش على هامش الانسانية، حملت “حملة دفى” في وجدانها وعلى كتفها، حرّكت الشارع اللبناني وضمير شعب حي لا يزال يؤمن بدوره الانساني الفعال والمؤثر، بولا يعقوبيان المحاورة السياسة الشرسة، حاورت بلطف قلوب اللبنانيين الممتلئة خيراً واجتهدت لتصل الى كل صوت مؤثر في المجتمع اللبناني، فنانين واعلاميين والمجتمع المدني ليصل صوتها الى كل قلب راغب بالمساعدة، فكان لها ما ارادت وتخطت المساعدات توقعاتها وتوقعات جميع المشاركين في هذه الحملة.

عنوان وشعار الحملة كان “كل شي ما بيلزمك، بيلزمنا” فحقق الشعار مبتغاه واثبت بعد نجاحه ان كل ما يلزمنا في هذا البلد الذي يتخبط في مشاكله الداخلية والخارجية امرأة كبولا يعقوبيان، امرأة بوزن حكومات تؤمن بأحلامها وتحوّلها حقيقة انسانية مؤثرة في مجتمع يرزح تحت اعبائه المادية والمعيشية، امرأة حلمت ب”دفى” من يقبعون في صقيع الظلم والحرمان، فأشعلت نار حب العطاء في قلوب من يجدون في العطاء سعادة واكتفاء.

شكراً بولا يعقوبيان لأنك ايقظت فينا انسانية كادت ان تتحول خمولة وكسولة لولا اصرارك على تحريكها فينا من جديد، فكوني على ثقة ان حملتك كانت أبعد من حملة جمع تبرعات ومساعدات وتقديم الحد الأدنى من المستلزمات الأساسية للعائلات الفقيرة والمحتاجة من ثياب وبطانيات وأدوات الكترونية ومنزلية ومعلبات وكتب وقرطاسية، لأنها تخطت ذلك لتكون حملة جمع ضمائر حية تلبي نداء الانسانية في اي مكان وزمان.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com