رأي خاص – بعد سمر ابو خليل… الجمهور يطالب بالكثير‎

لم تكن الاعلامية سمر ابو خليل تعلم حين فكّرت بتقديم برنامج “سيد القصر” انها ربما ستحدث كل هذه البلبلة في الوسطين الاعلامي والشعبي، ليس لأن فكرة البرنامج الجديد خارجة عن المألوف او غير تقليدية، وليس لأن ضيوفها من المرشحين للرئاسة هم ذو قاعدة شعبية كبيرة، بل لأنها تجرّأت على التغريد خارج سرب كل المظاهر والاساليب الاعلامية التي نشأنا عليها، ولأننا اكتشفنا انها تملك شخصية استثنائية في ادارة الحوار وأخذه الى اماكن لم نعتقد انه سيصل اليها اي اعلامي او اعلامية قبلها.

اعداد محكم، احاطة نادرة بكل مفاصل حياة ضيوفها الشخصية والسياسية ، تقديم محنّك ولبق، والأهم انه حوار ذكي يصطاد الطريدة مباشرة بلا لفّ او دوران دون ان نتجاهل شخصية هذه الاعلامية خفيفة الظل والعفوية والخارجة من نبض الشارع الذي وجد فيها بعد الحلقتين الماضيتين متحدّثة رسمية بإسمه، فأحدث برنامج “سيد القصر” بعد حلقات قليلة منه تفاعلاً شعبياً لم نشهد له مثيلاً منذ مدّة. وذلك ان دلّ على شيء فيدّل على ان الجمهور يتلقّف مؤخراً ما يفرض عليه في البرامج الحوارية السياسية من باب فضول المتابعة والتعرف على حكامه ورؤية مسؤوليه، الا انه انحاز اليوم لما تقدمه ابو خليل معتبراً ان هذا الاسلوب الاعلامي البسيط بالشكل والمتكامل بالمضمون والذي بدا بعيداً عن التكلف والمراوغة والمبالغة والتنظير هو الاقرب اليه، وهذا ما عبّر عنه الجميع عبر جميع مواقع التواصل الاجتماعي خلال الاسبوعين الماضيين.

بداية لا يسعنا الا ان نتوجّه الى سمر لنسألها بعفوية “وين كنتِ مخبّاية؟” اذ اننا لم نتوقّع يوماً ان تتحول مقدمة نشرات الاخبار على قناة “الجديد” الى محاورة خارجة عن المألوف وان تكون بهذا الدهاء الايجابي في الحوار وهذه الطبيعية التي كسرت من خلالها كل الحواجز التي كان يقيمها رجال السياسة بينهم وبين محاوريهم من جهة وبينهم وبين الشعب من جهة اخرى، فاخترقت اعلامية “الجديد” جدار التقليد وهدّمت اسوار المألوف، وخرجت بحلة جديدة لا شك في انها ستكون ال trend او الاسلوب الجديد المعتمد من قبل معدّي ومقدمي هذا النوع من البرامج، ولا شك في ان مقدمي البرامج التقليدية اليوم في مأزق جدّي وفي خطر داهم ، كون الحوار مع ضيوف ابو خليل ممتع وسلس أكثر بكثير، ومن عليه ان يختار بين الاسلوب التقليدي والاسلوب الجديد لن يفكّر مرتين في انتظار ما ستقدمه هذه “المحنكة” في التقديم كل ثلاثاء على قناة الجديد.

على طريقة “تلفزيون الواقع” تستضيف سمر ابو خليل ضيوفها من المرشحين مساء كل ثلاثاء وتغوص معهم في عالم من الواقعية التي لم ينجح اي برنامج سياسي اخر في تظهيرها وتبنيها على هذا الشكل، والوقت يمّر ممتعاً معهما في ظاهرة هي الاولى من نوعها على شاشاتنا العربية ، فمنذ متى كانت محاورة السياسيين “لذيذة” قبل اليوم؟

وبعيداً عن “الكليشيهات” تسأل سمر وتحاور وتضحك وتأكل وتمشي، تارة توقع ضيوفها في افخاخها الذكية وتارة توقعهم في تعليقاتها الطريفة فيضحكان معاً من القلب في مشهد غير اعتيادي يجعلنا نعتقد اننا فوّتنا على انفسنا الكثير من متعة الحوارات السياسية خلال الاعوام الماضية.

نتمنى ان تستمر سمر ابو خليل في تقديم برنامجها “سيد القصر” حتى بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، على امل ان تنتقل هذه العدوى الى البرامج الفنية فنشهد عصراً جديداً من الحوارات الفنية التي دخلت منذ حين في انفاق الرتابة والتقليد حيث بتنا نشهد على ملل وتكرار وغياب تام للابتكار وامتاع المشاهد الذي بعد ابو خليل…سيطالب بالكثير !

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com