رأي خاص- بعد تصريح مهدي مبروك… نقابة الموسيقيين المصريين تصفي حساباتها مع شيرين عبد الوهاب وتنسى واجباتها … وتامر حسني الضحية
لم يعد يخفى على أحد الخلاف الكبير الذي وقع بين نقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش والفنانة شيرين عبد الوهاب والذي وصل حد منع شيرين من الغناء، ولو أنني شخصياً حالي حال الجميع أرى أن الحكم فيه الكثير من الظلم، وكان يجب أن يخضع الأمر للتحقيق مع الطرفين قبل أن يُصدر النقيب قراره خاصةً وأنه أحد أطراف الخلاف ولم يكن من المفترض به أن يحكم على خصمه دون وجود طرف ثالث محايد في الموضوع.
الفنان إيمان البحر درويش لا يختلف على إنسانيته اثنين، وأرى أنه من الممكن أن يكون قد تسرع في قراره وتأثر بأشخاص حوله ممن يفضلون إتباع أسلوب النقابة القديم، العقاب أولاً!! تماماً كما فعل النقيب السابق “منير الوسيمي” الذي منع الفنانة أصالة من الغناء في مصر بسبب خلافها الشهير مع الموسيقار حلمي بكر ولو أنه نفى لاحقاً ذلك وأكد أن قرار منع أصالة كان بناءً على مستحقات مالية للنقابة عليها ولكن الجميع كان يعلم أنها مجرد أعذار لا تمت للحقيقة بصلة.
وكنا ننتظر من النقيب “درويش” أن يقود النقابة بشفافية وصبر أكبر، ولكن مشكلته مع شيرين أثبتت أن الأمر ما زال صعباً لأن القيمين على النقابة ما زالوا يتصرفون بنفس الطريقة القديمة الحادة.
وما زاد الأمور تشويشاً أكبر هو تجاهل النقابة لتصريحات وزير الثقافة التونسي “مهدي مبروك” النارية حول استعباد عدد من الفنانين عن مهرجان قرطاج واستعماله كلمة (على جثتي)! وكان من ضمن هذه الأسماء التي ذكرها شيرين عبد الوهاب وتامر حسني، وهنا كان يجب على النقابة ان تأخذ موقفاً، تماماً كما أخذت نقابة الفنانين المحترفين في لبنان موقفاً مشرفاً وداعماً لـ نانسي عجرم وإليسا اللتين ذكرهما معالي الوزير في كلامه المثير للجدل.
ولكن يبدو أن النقابة وأعضاءها انشغلوا بالمشكلة الثانوية بين شيرين والنقيب “درويش” وتناسوا مشكلة على مستوى العالم العربي فيها تطاول على فنانين شباب لهم جمهورهم بالملايين داخل مصر وخارجها.
كنا نتمنى كثيراً لو أن الفنان الكبير إيمان البحر درويش الذي واجه الكثير من الأزمات أثناء مشواره الفني بسبب انشغال الجهات الرقابية عن فنانيها بمسائلهم الخاصة أن يأتي هو ويجلس على الكرسي فيعطي لكل أمر حجمه وأهميته التي يستحقها، وكلام الوزير التونسي لا يمكن أن يمر مرور الكرام لأنه طال فنانين مصريين يستحقون التقدير حالهم حال الفنانتين اللبنانيتين نانسي وإليسا وان تسارع الى اتخاذ موقف صارم و حازم في أمر أساسي مهم وان تضع حدوداً للمتطاولين وتنهي المهاترات وتقلل من القيل والقال!
نذكر ان مجلس إدارة “نقابة العاملين بالمهن الفنية” في مصر، قرر وقف جميع التعاملات الفنية، خاصةً الموسيقية، مع جميع الفنانين التونسيين، ردًّا على قرار وزير الثقافة التونسي منع الفنانة شيرين عبد الوهاب والفنان تامر حسني من المشاركة في مهرجان قرطاج.
