رأي خاص-باسل خياط استاذ في ثلاث مسلسلات رمضانية ونجم حقيقي في زمن اشباه النجوم
باتريسيا هاشم – بيروت: في حين يعمل بعض زملائه بضجيج الفراغ احياناً، يعمل هو بصمت الابداع الكبير، بصمت الكبار الذين يجعلون اعمالهم تتحدث عنهم.
حكيم في اختيار ادواره، استثنائي بترجمتها الى واقع يصدّق ويُعاش، صادق في افتعال مشاعره حتى تكاد تغوص معه في كل القصص التي يقحمنا فيها.
ثلاث مسلسلات ناجحة في موسم رمضاني واحد، انجاز نادر ونوعي لممثل أستاذ ترفع عن الالقاب والجوائز والمظاهر الرنانة ليعمل للفن من أجل الفن فقط ذلك الفن الذي كرّس له حياته وشغفه فأصبح الرقم الصعب والنادر ليس فقط بالدراما السورية انما العربية أيضاً وبالقوة نفسها.
البيوت اسرار، العراب نادي الشرق وطريقي ثلاث مسلسلات لممثل عربي واحد سطّر الدراما العربية بإحترافية قلّ مثيلها بين ابناء جيله، وبمسؤولية نادرة في زمن الاستسهال،الاستهتار والاستخفاف بذوق المشاهد العربي.
باسل خياط المتواضع،يعيش في صومعة الدور لا صومعة الاضواء ، ويتلذذ ببهرجة الشخصية لا بهرجة الشهرة ذلك لأنه نجم ممتلىء عمقا في التفكير والمشاعر والاخلاق وهو منهمك في البحث عن الدور الذي يضيف اليه ويعكس ضوءاً يشع ابداعاً لا عن الضوء الذي يغطّي على الدور ويحجب نوره فطلّق سطحية النجومية وارتبط بنجومية التميّز واستطاع ان يصنع لنفسه اسماً مرصعاً بأحجار الابداع الكريمة.
بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي التي يجافيها منذ لحظة وجودها، أراد باسل خياط ان يمد جذور تواصل مع جمهوره من خلال ادواره فهي الكفيلة بالتحدث بإسمه وعنه بأمانة كبيرة دون فزلكات وتصنع وتزلف وهذا يحتاج الى رجل كبير بثقته بنفسه واحترامه لمهنته ولجمهوره.
في كل الادوار التي اعطيت له كان بطلاً ، ليس بالمفهوم السطحي للبطولة التي يتقاتل النجوم من اجلها اليوم، بل بطل بكل أبعاد الابداع والاحترافية التي تحتاج لأستذة في ترجمة الدور وابتكار الشخصية فأجمع المنتجون على ان هذا النجم القادم من سوريا موهبة عربية نادرة ترفع اي مسلسل يشارك فيه الى مرتبة النوعية وهو إضافة لأي مسلسل يرفع خياط من قيمته بمجرد الموافقة على التمثيل فيه.
سنكون لاحقا مع تشريح لادوار باسل خياط في مسلسلاته الرمضانية، وحتى ذلك الحين لا يسعنا الا ان نرفع القبعة لنجم درامي حقيقي في زمن اشباه النجوم.
