رأي خاص- ان لم تشاهدوا بعد مسرحية (رسالة حبّ) لرولا حمادة على مسرح مونو… فأنتم دون ادنى شك تفوّتون عليكم كل الحبّ

ان كنتم تعتقدون ان ما تشاهدونه في المسلسلات اللبنانية تمثيلاً فأنتم دون ادنى شك مخطئون وعليكم ان تشاهدوا الممثلة رولا حمادة في مسرحية”رسالة حبّ” التي تعرض على مسرح مونو لتكتشفوا اصل وفصل هذه المهنة وابعادها وخفاياها واسرارها وابداعها .

رولا حمادة المبدعة بالفطرة والمحترفة بالممارسة تحملك الى عالم ذو ابعاد جمالية تعتقد لوهلة انك تكتشفها للمرّة الاولى،تغوص فيها وتغوص معها في عمق اعماق التطرّف الابداعي وتذوب في تفاصيل كل تعابير وجهها ويديها ومن شعرها حتى اخمص قدميها.

رولا حمادة في “رسالة حبّ” حملت الدور الى مرتبة الشرف وقلّدته كل أوسمة الغار والنور وكرّسته ملكاً على عرش مسرح مونو المتواضع التي تحكي كل خدوش ارضه الخشبية حكايات العمالقة الذين وقفوا عليه فأعلوا مستوى المسرح اللبناني وقدّسوه، ورولا حمادة الاتية من زمن لا يشبه هذا الزمن زادته زهواً واشراقاً وسمواً واتّحدت بهذا المسرح حتى عانق ابداعها ثناياه وكل زواياه فبات ينطق بلغة ضاهى جمالها جمال الكلمات التي كانت تخرج من فاهها معطّرة بكل انواع العطور الذكية التي تخترق الوجدان فتحاكيه احياناً واحياناً اخرى تمارس معه علاقة حميمة فتستفزّ الدموع والمشاعر والتنهّدات وتستدرجه الى حدائق الجنّة .

تدخل مسرح رولا حمادة مخيّراً وتخرج منه مسيّراً الى عالم من فوضى المشاعر التي تختلط عليك. وبين الاثارة والتأثر وحدها رولا تتقن كيف تأرجحك بينهما وكيف تضيف السحر الى عالمك فتراك تتورّط في لغة مسرحية تحتاج لان تجيّر لها كل طاقتك لكي تتمكن من التقاط الرسالة التي تريد ايصالها لك وتخرج في النهاية من مسرحها منهك القوى بعد ان تستنزف كل مخيلتك جراء مخاض تفاعلك العسير معها، مع حوارها، مع حضورها، مع تعابير وجهها، مع لغة جسدها ومع كل تفاصيل الابداع الذي تتقن وحدها كيف تخيطه على مقاس حرفيتها .

باختصار شديد انصحكم بألا تفوتوا مشاهدة مسرحية “رسالة حبّ” وهي من بطولة رولا حمادة وجاد خاطر هذه الموهبة الشابة الفذة والواعدة التي دون ادنى شك عانت من الوقوف امام عملاقة المسرح اللبناني، اما الاعداد والاخراج فلأنطوان الاشقر.

اما القصة فتروي وصول رسالة تصل لأم من ابنها في يوم عيد ميلادها. انها الحرب الاهلية الاسبانية التي فرقت بينهما. الوالد كان قد قبض عليه سنة ١٩٣٩ لاحقاً يكتشف الابن الظروف المأساوية والغامضة لاعتقاله فيساوره الشك بأن امه قد تكون المسؤولة عن اختفائه . سنوات من المرارة والملامة وتبريرات دون جدوى…ها ان فرناندو ارابال يكتب رسالة الحبّ هذه محاولاً اعادة الاتصال مع الماضي . يستحضر الكاتب من خلال الحقيقة والوهم، قصة شعب مزقته الحرب الاهلية، الحرب التي اينما كنت تتذكرها ولكن هل نستطيع ان نطوي الصفحة؟

يبقى ان نشير الى ان العروض على مسرح مونو مستمرة حتى 17 تشرين الثاني اما البطاقات فمتوفرة في مكتبة انطوان وفي مسرح مونو ويبدأ العرض يومياً في تمام السابعة مساءً.

شاهدوا الصور

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com