رأي خاص- الى المحطات اللبنانية والعربية: نريد جديداً في رمضان ونحن مللنا التكرار ولسنا حميراً لنتعلّم

“رمضان على الابواب ” والمحطات اللبنانية والعربية في سباق مع الوقت لتكون بكامل جهوزيّتها وتقديم الافضل خلال الشهر الفضيل.

وربما هو الشهر الاقوى في السنة لتستعرض بعض المحطّات العملاقة عضلاتها الانتاجيّة وبعض المحطات متواضعة الميزانية لاستعراض قوّتها على الصمود في وجه حيتان المال وفي كلتا الحالتين المستفيد الاول هو المشاهد الذي يكسر الـscore في استعمال الريموت كونترول لكي لا تفوته شاردة من هذا البرنامج او واردة من هذا المسلسل.

موضوع المسلسلات محسوم فهي تحظى بأعلى نسبة مشاهدة كل عام لأن اقوى الانتاجات الدرامية تقدّم خلال الشهر الفضيل، وهذا العام الجمهور العربي على موعد مع مسلسلات حصدت شهرتها وجماهيريتها حتى قبل ان تعرض وابرزها “فرقة ناجي عطالله” للقدير عادل امام و”كيد النسا” مع نبيلة عبيد و”صبايا” بجزئه الرابع وغيرها والسباق بين المحطات يكمن في وضع اليد على انجح المسلسلات التي يتّم تداولها في بورصة شركات الانتاج لذا تكون اقوى المسلسلات حكراً على من يدفع أكثر وتكتفي المحطات محدودة الدخل بعرضها أرضياً او عرض مسلسلات “بايتة” اكل عليها الوقت وشرب …

اما برامج المنوّعات او البرامج الترفيهية فهي بانحسار واندثار وهي تسوء من عام الى آخر وتخسر رونقها ورهجتها وجمهورها ، فان اردتُ ان “أُحزّر” اي مشاهد عربي الآن كيف ستكون برامج المنوّعات في رمضان وفي اي قالب وما سيكون المضمون سأحصل على إجابات أسرع مما تتوّقعون ، فالبرامج مستنسخة كل عام يتغيّر ديكورها ولا يتغيّر مضمونها… ضيوف من المشاهير ، في الاستوديو في الهواء او تحت الارض ،التفاصيل نفسها.

اسئلة، الاجابات عن جميعها اصبح معروفاً سلفاً بشكل ان المشاهد يستطيع ان يشغّل زرّ الـmute ويخبرك ماذا قال كل ضيف بعد انتهاء الحلقة فبوجود المواقع الاكترونية لم يبقً “ستر مغطّى” ولم يبقَ للفنانين ما يتحدّثون عنه ، هذا بالاضافة الى الاطباق التي تطهى مباشرة على الهواء والتي يشّمها المشاهد ولا يذوق ، دون ان ننسى تكرار الضيوف الذين بدأوا يعدّون العدّة للمشاركة في أقّله 5 او 6 برامج رمضانية فيتنقّلون بين شاشة وأخرى مع تعديل بسيط في اللوك وتغيير كامل للملابس .

فأيتها المحطات اللبنانية والعربية ، يا أصحاب الملايين والرؤية المحدودة ، نريد برامج جديدة ، جديدة في الشكل والمضمون ، جديدة بروحها وباعدادها…جديدة بابداعها وتميزّها، واللهي مللنا من التكرار ولسنا حميراً لنتعلّم ، بل نحن شعب مثّقف يحتاج الى مضامين قيّمة ولا تستهزئوا برمضان وتعتقدون ان الناس يتقبّلون اي مواد تقدّمونها فقط لانه يريد ان يتسّلى، فمن قال ان التسلية يجب ان تكون “خفيفة نظيفة”؟ ومن قال ان خلال التسلية يجب ان نكبس زرّ الـ Off لعقولنا ونرتاح خلال شهر كامل ونعيد تشغيلها فيما بعد؟

ما يمّيز المحطات الاجنبية عنكم هو الابتكار والابداع، بينما انتم تكتفون بأي شيء لتعبئة هوائكم الذي اصبح بمعظمه بلا لون ولا طعم مع ان علمياً هذه حقيقة ثابتة ، امّا ابداعياً وفنيّاً هذه كارثة حقيقية . ابحثوا عن “جديد” وان لم تجدوه ابتكروه ، شغّلوا عقولكم لا جيوبكم ولا تكتفوا احياناً بشراء برامج formatté لكي تسهّلوا عليكم اموركم، فمن قال ان “كل فرنجي برنجي” ؟ ابتكروا فِرق تخطيط في مؤسساتكم ، أناس مهامهم البحث عن جديد وقيّم بعيداً عن حساباتكم التجارية ، فبرنامج ناجح واحد من شأنه ان يغدق عليكم بالاموال الطائلة ، فتميّزوا وابدعوا …والاً لا تقدّموا لنا سخافات ومهزلات في شهر رمضان واكتفوا بشراء المسلسلات ، أشرف لكم وأنفع لنا!!

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com